الأحد 19 مارس 2023 / 21:36

لقاء شرم الشيخ.. محاولة ثانية للتهدئة قبل الانفجار

يواصل مسؤولون إسرائيليون وفلسطينيون اجتماعهم في شرم الشيخ بمصر اليوم الأحد، بهدف الحيلولة دون تفاقم أعمال العنف، المتصاعدة بالفعل، مع حلول شهر رمضان نهاية الأسبوع الجاري.

وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان، إن الاجتماع المنعقد في منتجع شرم الشيخ يأتي "بهدف دعم الحوار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للعمل على وقف الإجراءات الأحادية والتصعيد وكسر حلقة العنف القائمة وتحقيق التهدئة". وأضافت، أن خفض التصعيد "يمهد لخلق مناخ ملائم يسهم في استئناف عملية السلام". ويحظى الاجتماع أيضاً بدعم الولايات المتحدة والأردن.

إخفاق أول

ويأتي في أعقاب اجتماع عقد في 26 فبراير (شباط) في العقبة بالأردن بوساطة أمريكية وكان الأول من نوعه منذ سنوات. وأخفق ذلك الاجتماع في وقف العنف على الأرض رغم تعهدات إسرائيلية وفلسطينية بخفض التصعيد.


وشهدت الضفة الغربية المحتلة تصاعداً في المواجهات في الأشهر الماضية، في ظل مداهمات شبه يومية ينفذها الجيش الإسرائيلي وتصاعد أعمال العنف من قبل المستوطنين بالتزامن مع سلسلة هجمات ينفذها فلسطينيون.
واندلعت اشتباكات خلال السنوات الماضية بين الشرطة الإسرائيلية والفلسطينيين لاسيما حول المسجد الأقصى في القدس في شهر رمضان الذي يتزامن هذا العام مع عيد الفصح عند اليهود وعيد القيامة عند المسيحيين.
وقال مصدر أمني مصري تحدث شريطة عدم كشف هويته، إن مصر والأردن كانتا تضغطان قبل اجتماع الأحد لانتزاع تعهدات من بينها التزام إسرائيل بضبط النفس في محيط المسجد الأقصى، والإفراج عن سجناء فلسطينيين، في مقابل خفض الهجمات الفلسطينية.
ونددت حركة حماس بمشاركة السلطة الفلسطينية في الاجتماع، وقالت إن الاجتماع مع المسؤولين الإسرائيليين "يعني منحهم الفرصة والغطاء لارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات ضد شعبنا وأرضنا ومقدساتنا".
وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، إن مشاركة الوفد الفلسطيني في اجتماع شرم الشيخ تهدف "للدفاع عن حقوق شعبنا الفلسطيني في الحرية والاستقلال، والمطالبة بوقف هذا العدوان الإسرائيلي المتواصل ضد أبناء شعبنا".

وأحجم مكتب نتانياهو عن التعليق على اجتماع شرم الشيخ.
وطغت الأحداث سريعاً على محادثات العقبة الشهر الماضي، وذلك بعدما اجتاح مستوطنون يهود قرية حوارة الفلسطينية وأضرموا النيران في منازل فلسطينيين بعد هجوم مسلح شنه فلسطينيون. وأشادت الولايات المتحدة بمحادثات العقبة ووصفتها بأنها "تجمع تاريخي".

وبالتزامن مع اجتماع شرم الشيخ، نفذ شاب فلسطيني هجوماً على مستوطنين في حوارة، فأصاب إحداهما بجروح خطرة، قبل أن تعتقله القوات الإسرائيلية. 

وبعد العملية، أذيعت أنباء عن انسحاب الوفد الإسرائيلي من الاجتماع المنعقد في شرم الشيخ، لكن مصادر من داخل مكان اللقاء، أكدت أن الاجتماع مستمر. 

تنصل إسرائيلي

وفي لقاء العقبة، تعهدت إسرائيل بوقف النقاشات حول إقامة وحدات استيطانية جديدة في الضفة الغربية لمدة 4 أشهر ووقف التصريح للنقاط الاستيطانية لمدة 6 أشهر.
لكن سرعان ما قلل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من شأن أي التزام وقال، إنه لن يكون هناك تجميد، وذلك في رضوخ واضح للمتشددين في حكومته الائتلافية.
وأصدرت حكومة نتانياهو الشهر الماضي تصاريح لتسعة نقاط استيطانية أقامها مستوطنون يهود في الضفة الغربية وأعلنت بناء جماعياً لوحدات جديدة في مستوطنات قائمة، في تحرك أثار استياء شديداً من جانب الولايات المتحدة.
وطالب وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن خلال زيارة لإسرائيل في وقت سابق من هذا الشهر القادة الإسرائيليين باتخاذ خطوات لتقليل التوترات في الضفة الغربية، وقال إن واشنطن تعارض بشدة أي أعمال من شأنها إذكاء التوترات بما في ذلك توسيع المستوطنات والخطاب التحريضي.
وعبر عن انزعاج واشنطن بشكل خاص إزاء عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين.

وقد لا يسفر لقاء شرم الشيخ عن تفاهمات حقيقية، في ظل تنصل الجانب الإسرائيلي من مخرجات لقاء العقبة. 

تشاؤم

وفي خضم الاجتماع المنعقد في شرم الشيخ، أبدى المبعوث الأممي لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، تشاؤمه تجاه إمكانية الاتفاق على استراتيجية لاحتواء التصعيد في ظل انعدام الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.


ورأى وينسلاند في مقابلة مع المراسل السياسي الإسرائيلي الموثوق باراك رافيد، أنه في حال تم تنفيذ التفاهمات التي تم التوصل إليها في قمة العقبة، قد تساعد في الدفع نحو الاتجاه الصحيح. كما قال، وفقاً لما ذكرته صحيفة "القدس" الفلسطينية.

تعزيز أمن السلطة

وبحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، فإن اجتماع شرم الشيخ، سيركز على تعزيز السلطة الفلسطينية، وتشجيعها للتحرك ضد "التنظيمات الإرهابية" في الضفة، وضد من ينفذون هجمات.


ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي قوله، إن احتمال وقف التصعيد بعد اجتماع اليوم سيكون محدوداً.


وأشارت الصحيفة إلى أن هناك توجه بأن يتحول الاجتماع والذي عقد لأول مرة في العقبة في 26 فبراير (شباط) الماضي، إلى منتدى دائم، وأنه ستعقد اجتماعات دورية من أجل تحقيق الأهداف الأمنية المرسومة له. ورجحت الصحيفة أن تستضيف إسرائيل اجتماع في القريب، دون أن تستبعد مشاركة مسؤولين إسرائيليين قريباً في اجتماع قد تستضيفه السلطة في رام الله.