الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ (فرانس 24)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ (فرانس 24)
الإثنين 20 مارس 2023 / 12:34

أوكرانيا تراقب تأثير زيارة شي جين بينغ إلى روسيا على الحرب

تترقب أوكرانيا بقلق زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الكرملين، خشية أن تقرر بكين الحليفة الاستراتيجية لروسيا، في نهاية المطاف تسليم أسلحة لموسكو، وبالتالي التأثير على نتيجة الحرب.

وتلعب بكين دوراً محايداً حيث لم تدن الهجوم الروسي ولم تدعمه علناً، وإذا كانت الصين تصر على احترام مبدأ وحدة أراضي أوكرانيا فهي قدمت أيضاً دعماً دبلوماسياً فعلياً لموسكو منذ بدء غزوها أوكرانيا في فبراير(شباط) 2022. ويأمل الأوكرانيون بأن يساهم ضغط حلفائهم الغربيين على السلطات الصينية، في الحفاظ على هذا التوازن الهش.

وقال نائب مدير مركز التحليل الأوكراني "نيو يوروب"، سيرغي سولودكي: إن "توقعات أوكرانيا هي بالحد الأدنى: ألا تتدهور الأمور"، مشيراً إلى أن الموضوع حساس لدرجة أن السلطات الأوكرانية لا ترغب في التعليق علناً على هذه الزيارة المرتقبة من اليوم الإثنين إلى بعد غد الأربعاء، والتي سيلتقي فيها الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ مرتين على الأقل.

وقال مسؤول أوكراني كبير رافضاً الكشف عن اسمه: إن "أوكرانيا ستتابع عن كثب هذه الزيارة"، وأضاف "بالنسبة إلينا، من المهم أن تحافظ الصين على سياستها القائمة على الاحترام الثابت لوحدة أراضي دول أخرى"، بعدما أعلنت موسكو ضم 5 مناطق أوكرانية.

وفي موازاة ذلك، اتهمت الولايات المتحدة بكين في فبراير(شباط) الماضي بأنها تدرس مسألة تسليم أسلحة لروسيا في وقت يواجه هجومها على أوكرانيا مأزقاً، وقال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي أيه) لتلفزيون "سي بي إس"، وليام بيرنز: "نحن مقتنعون بأن القيادة الصينية تعتزم أن تقدم معدات فتاكة لروسيا".

وبحسب معلومات صحافية، فإن هذه المعدات تشمل ذخائر وطائرات بدون طيار، حتى الآن، قدمت إيران فقط مسيرات قتالية لموسكو التي تستخدمها بشكل خاص لمهاجمة بنى تحتية للطاقة في أوكرانيا، وتعتبر واشنطن أن بكين تقدم أساساً معدات غير فتاكة إلى روسيا.

وقال مسؤول أوكراني كبير آخر رافضاً الكشف عن اسمه في مطلع مارس(أذار) الجاري: "إذا بدأوا بتقديم الأسلحة، فستكون هذه مشكلة خطيرة بالنسبة لنا".

ومن جهته، قلل الأمين العام لمجلس الأمن الأوكراني أوليكسي دانيلوف من احتمال إرسال مثل هذه الشحنات. وقال في مقابلة نشرت الجمعة الماضي: "الصين لن تكون متواطئة مع روسيا"، وكذلك اعتبر المحلل الأوكراني يوري بويتا وهو حالياً باحث مشارك في معهد أبحاث الدفاع والأمن الوطني ومقره تايبيه، أن هذا الأمر غير محتمل في هذه المرحلة، وقال: "لا نتوقع تسليم دبابات أو طائرات صينية أو أنظمة إطلاق صواريخ متعددة صينية، على المدى القصير".

وسيط محتمل

وتحاول الصين بالواقع في الوقت الراهن أن تطرح نفسها كوسيط محتمل. في نهاية فبراير(شباط) الماضي نشرت بكين وثيقة من 12 نقطة تدعو خصوصاً موسكو وكييف إلى إجراء محادثات، لكن خلافاً لما تطالب به أوكرانيا والغرب، فإنها لا تذكر انسحاب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية وتقترح في المقابل رفع العقوبات "الأحادية الجانب" ضد روسيا.

ورفض الغربيون هذه الوثيقة لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الحريص على عدم إثارة استياء بكين، اعتبر أنه من "الضروري العمل" مع هذه الدولة، ورغم تبادل الأحاديث بين وزيري خارجية أوكرانيا والصين، فإن زيلينسكي لم يعقد محادثات مع شي جين بينغ منذ بدء الغزو الروسي رغم أنه عبَر علناً عن رغبته بذلك.

ويقول بويتا: إن "زيلينسكي كان يحاول التواصل مع شي منذ أغسطس(آب) العام الماضي، لكن الصين لا ترد"، وبحسب وسائل إعلام أمريكية فإن مثل هذه المحادثة يمكن أن تتم بعد زيارة الرئيس الصيني إلى موسكو "لكن لن يحدث أي اختراق" كما توقع الخبير.

وقال إنه "على الصعيدين الاقتصادي والجيوسياسي، روسيا مهمة جداً للصين، أهم بكثير من أوكرانيا التي تعتبرها بكين منطقة نفوذ روسية، منطقة رمادية بين الغرب والشرق"، وأوضح سولودكي أن "كييف لم تطور فعلياً سياسة حيال الصين، وليس لديها سفير في بكين منذ سنتين"، معتبراً أنه "من غير المجدي الأمل بأنه فجأة ستستمع إلينا الصين".