جندي أمريكي يغطي رأس تمثال صدام حسين بساحة الفردوس بعلم بلاده (أرشيف)
جندي أمريكي يغطي رأس تمثال صدام حسين بساحة الفردوس بعلم بلاده (أرشيف)
الإثنين 20 مارس 2023 / 20:34

20 عاماً على غزو العراق.. ندوب لا تمحى

يستذكر العراقيون، الإثنين، الموافق 20 مارس (آذار)، ذكرى الغزو الأمريكي لبلادهم عام 2003، الذي أطاح بنظام الرئيس الراحل صدام حسين، وترك البلاد في حالة فوضى أمنية وسياسية.

وفي فجر هذا اليوم من عام 2003، أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن بداية ما أسماها "حرب الحرية من أجل العراق"، وبدأت بقصف مقرات القيادات العراقية في بغداد، بالتزامن مع محاصرة القوات البرية المشتركة (أمريكية وبريطانية) لميناء أم قصر وقطع الطرق المؤدية إلى البصرة وشبه جزيرة الفاو.
وكان الغزو الذي شكل حدثاً محورياً في المنطقة، تحت ذريعة امتلاك العراق أسلحة دمار شامل، إذ تم إسقاط نظام صدام حسين، الذي أُعدم نهاية العام 2006.


ورغم عدم توفر إحصائيات رسمية دقيقة لضحايا الغزو، تقول مجموعة تسمى "مشروع إحصاء الجثث في العراق"، إن الغزو تسبب بمقتل 100 ألف مدني بشكل مباشر، في حين قالت الولايات المتحدة إن 4700 من قواتها قتلوا حتى انسحابها عام 2011.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، منشورات لبدء الغزو، والأيام الصعبة التي مرت على العراقيين، فيما ذهب آخرون إلى اتهام واشنطن برمي العراق في أحضان إيران والطائفية.


مزاعم

وفشل الغزو الذي قاده بوش في إثبات امتلاك العراق أسلحة دمار شامل وتعاون صدام حسين من جماعات إرهابية، وهي المزاعم التي انطلق على أساسها الغزو، رغم رفض مجلس الأمن الدولي منح واشنطن تفويضاً للعملية.


ونقل موقع بي بي سي عن د. كارين فون هيبل، المديرة العامة للمعهد الملكي للخدمات البحثية في لندن قولها إن "أمريكا فقدت الكثير من مصداقيتها في هذه الحرب، وبعد 20 عاماً مازلت تسمع الناس يتساءلون لماذا نصدق المخابرات الأمريكية؟".
ويذهب الكاتب محمد أمين إلى تأييد رواية د. كارين فون هيبل، في أن واشنطن كانت متأكدة من عدم امتلاك صدام حسين لأسلحة محظورة.


ويقول في مقال نشرتها صحيفة المصري اليوم:" لا توجد أسرار للأبد في السياسة.. بالتأكيد سيأتى يوم وتنكشف الأسرار.. من هذه الأسرار التي كشفتها وثائق بريطانية حرب العراق.. تقول الوثائق إن تونى بلير وجورج بوش "كانا متأكدين قبل الغزو بعامين من عدم قدرة نظام صدام على تطوير أسلحة محظورة".. ومعناه أنه تم ضرب العراق لإجهاض قوة عربية كبرى لصالح إسرائيل وبعض حكام المنطقة.. وربما للحصول على النفط الحرام!".

عنف طائفي

وإلى جانب عشرات الآلاف من القتلى وملايين المصابين والمشردين، دفع الغزو البلاد نحو عنف طائفي بلغ ذروته في الفترة 2006 -2007، ليتم بعد ذلك إقامة نظام سياسي يعتمد مبدأ المحاصصة الطائفية والعرقية بإدارة واشنطن.
ويرى مراقبون أن الغزو، أغرق البلاد حتى اليوم، في إرهاب وفساد مالي، وأضعف القرار الإداري والاقتصادي والأمني لصالح فصائل تحتكم إلى السلاح.


أزمة مستمرة

في تقرير لها الأحد، قالت "هيومن رايتس ووتش" إن "الشعب العراقي هو من دفع الثمن الأعلى للغزو"، مطالبة "أطراف النزاع على تعويض الضحايا ومحاسبة المذنبين"، لكن "الإفلات من العقاب لا يزال قائماً".


ورغم أن أن العراقيين يمتلكون اليوم هامشاً من الحرية وانتخابات ديمقراطية، إلا أن شبح نقص الخدمات والفساد يسيطر على عقولهم رغم الثروة النفطية الضخمة التي تمتلكها بلادهم.
وعشية الذكرى السنوية، لم يتطرق رئيس الوزراء، محمد السوداني، للغزو الأمريكي، وتحدث عن سقوط "النظام الديكتاتوري"، قائلاً "نستذكر آلام شعبنا ومعاناته في تلك السنين التي سادتها الحروب العبثية والتخريب الممنهج".
وأقرّ السوداني خلال كلمته بوجود استياء من "سوء الإدارة وهدر الأموال بالتنامي. شهدنا الكثير من علامات السخط إزاء عدم قدرة مؤسسات الدولة على الإصلاح والقيام بواجباتها".
ويشهد العراق اضطرابات سياسية متواصلة، في ظل هيمنة نظام المحاصصة الطائفية، وتجلى ذلك بعد انتخابات عام 2021، بين المعسكر الموالي لإيران ورجل الدين مقتدى الصدر.