الرئيس الروسي بوتين (رويترز)
الرئيس الروسي بوتين (رويترز)
الأربعاء 22 مارس 2023 / 15:55

هل يضغط بوتين "المريض" على الزر الأحمر؟

توقّع الكاتب البريطاني ريتشارد كيمب أن صحة الرئيس بوتين قد تكون في تراجع، وهو الأمر الذي يجب أن "يثير رعبنا جميعاً"، محذراً من أن الرجل الذي يقاتل من أجل حياته، ويتخلى عن التفكير المنطقي قد يضغط على الزر الأحمر.



ورأى كيمب في مقاله بصحيفة "تلغراف" أن صورة بوتين ممسكاً بمقعده بقوة ويتلوى قليلاً إلى جوار الرئيس الصيني شي جين بينغ في موسكو جددت التكهنات بشأن حالته الصحية مرة أخرى، كما ظهر الرئيس الروسي يعرج خلال زيارة لشبه جزيرة القرم قبل أيام قليلة، وكذلك كانت ساقه ترتجف بشكل لم يمكنه السيطرة عليها خلال اجتماع في فبراير (شباط) مع  رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشنكو.

ومنذ غزا بوتين أوكرانيا العام الماضي، انتشرت شائعات حول صحته، مع مجموعة من النظريات حول إصابته بالسرطان، وكذلك مرضب باركنسون.


وكان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام بيرنز قال العام الماضي: "يمكننا أن نقول إنه يتمتع بصحة جيدة تماماً".
لكن الكاتب يقول "إذا تخيلنا للحظة أن بوتين يعاني من مرض خطير، فإن ذلك سيكون له تداعيات كبيرة، ويمكن أن يؤدي الضغط الهائل الذي يتعرض له إلى تفاقم مرضه بسرعة، ويؤثر بشكل مباشر على عقله وحكمة اتخاذ القرار. حتى لو كان بيرنز على حق، فإن متطلبات إدارة بلد ما تحت أي ظرف من الظروف مسؤولية ضخمة".
قد يصل الضغط ببوتين البالغ من العمر 70 عاماً إلى مرحلة الانفجار،  بعد قيادة روسيا لمدة ربع قرن، حيث تزعم الحرب التي كانت تسير بشكل كارثي العام الماضي.
ويشير الكاتب إلى أن مثل هذا العبء الساحق سيكون قاسياً بصورة كبيرة على أي حاكم ديمقراطي، لكن كحاكم في روسيا، يدرك بوتين جيدا أن نهايته يمكن أن تأتي بموت عنيف.


كما أنه سيعرف أيضاً أنه قد يواجه عقوبة السجن بعد مذكرة التوقيف بشأن جرائم الحرب، التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية الأسبوع الماضي. وإذا أطيح به، قد يسلمه نظام جديد في موسكو للمحاكمة، كما حدث مع الرئيس الصربي الأسبق سلوبودان ميلوسيفيتش عام 2021.
وأياً تكن الحقيقة حول الحالة الذهنية لبوتين، يجب أن يكون الغرب مستعداً لذلك، وأنه قد يتصرف بشكل أقل عقلانية خاصة إذا لم يتحسن وضعه في ساحة المعركة. ومن غير المؤكد أن يتحسن وضعه، حيث ورد أن كييف تستعد لشن هجوم كبير الشهر المقبل.

عواقب وخيمة

ويختم الكاتب أن المقربين من بوتين يعرفون أفضل بكثير مما نعرفه عن حالته العقلية، وإذا شعروا بتدهور خطير، أو إذا أصبح عاجزاً جسدياً أو عقلياً، فمن الممكن أن يسعوا لإسقاطه. وهذا سيناريو أكثر ترجيحاً حتى أكثر من الانقلاب عليه بسبب الغضب من الطريقة التي يدير بها الحرب. وقد تؤدي أي محاولة لإقالته، خاصة إذا قاوم كما هو مرجح، إلى صراع عنيف على السلطة وعدم الاستقرار والفوضى في جميع أنحاء البلاد، وربما حتى حرب أهلية مع عواقب وخيمة على روسيا والعالم.