أفارقة ينتظرون فرصتهم للحصول على مياه شرب نظيفة (أرشيف)
أفارقة ينتظرون فرصتهم للحصول على مياه شرب نظيفة (أرشيف)
الأربعاء 22 مارس 2023 / 15:01

أزمة مياه تهدد حياة ملياري شخص حول العالم

حذرت الأمم المتحدة من أن العالم يواجه "أزمة مياه عالمية" بسبب ارتفاع عدد السكان، والتطوارت الاجتماعية-الاقتصادية، وتغير أنماط الاستهلاك.

وجاء في تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ( اليونسكو)، صدر قبل مؤتمر المياه الأممي في نيويورك اليوم الأربعاء، أن ملياري شخص على مستوى العالم ليس لديهم مياه صالحة للشرب، كما لا يستطيع 3.6 مليار شخص الحصول على خدمات صحية تدار بصورة آمنة.
وقالت المديرة العامة لليونسكو  أودري أزولاي، "هناك حاجة ماسة لوضع آليات دولية قوية لمنع خروج أزمة المياه العالمية عن السيطرة".
وأضافت، "المياه مستقبلنا المشترك، ومن الضروري أن نتحرك سوياً لكي نتشارك المياه بصورة متساوية ونديرها بصورة مستدامة".

ملياران بدون ماء

ويشار إلى أنه من المتوقع أن يرتفع عدد الأشخاص الذين يواجهون ندرة المياه عالمياً بواقع الضعف من 930 مليون شخص خلال عام 2016 إلى ما يتراوح ما بين 1.7 و2.4 مليار شخص خلال عام .2050
وأشار التقرير إلى أن زيادة معدل حدوث موجات الجفاف المطولة والشديدة يضغط على الأنظمة البيئية، مما يخلف آثاراً سيئة على النبانات والحيوانات.
 ويشار إلى أنه من المقرر عقد مؤتمر المياه الأممي، الذي تستضيف بصورة مشتركة هولندا وطاجكستان، في نيويورك على مدار ثلاثة أيام. ويعد المؤتمر أول فعاليات أممية من نوعها تركز بصورة كاملة على سياسة المياه خلال نحو 50 عاماً. 

جفاف حاد

ويشهد القرن الإفريقي موجات جفاف حادة، قد تؤدي إلى 135 وفاة يومياً في الصومال خلال الفترة الممتدة من يناير (كانون الثاني) إلى يونيو (حزيران)، وفقاً لدراسة أصدرتها يوم الإثنين، وزارة الصحة الصومالية ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف).

وكانت منظمة الصحة العالمية حذرت من أن حوالى 100 ألف شخص في الصومال يواجهون مستويات كارثية من الجوع بسبب أسوأ موجة جفاف تضرب المنطقة منذ 40 عاماً.
وأظهرت الدراسة التي نُشرت الإثنين، أن ما بين 18100 و34200 شخص قد يموتون بسبب تداعيات الجفاف في الصومال خلال الأشهر الستة الأولى من السنة الحالية.
وأشارت إلى أن الظروف المناخية القصوى العام الماضي ربما أدت إلى 43 ألف "وفاة إضافية" مقارنة بجفاف العام 2017، مضيفة أن نصف الضحايا قد يكونوا من الأطفال دون سن الخامسة.

وتسببت 5 مواسم مطيرة فاشلة متتالية في أجزاء من كينيا وإثيوبيا والصومال، في نفوق الماشية وتدمير المحاصيل وإجبار أكثر من مليون شخص على مغادرة منازلهم بحثاً عن الطعام والماء.
ويقول خبراء الأرصاد الجوية، إنه من المتوقع أن يكون هناك موسم مطير سادس فاشل أيضاً، ما يؤكد مخاوف وكالات الإغاثة التي حذرت من كارثة إنسانية غير مسبوقة تلوح في الأفق.
وبينما لم يتم الوصول إلى عتبة المجاعة، تقول الأمم المتحدة، إن أكثر من نصف سكان الصومال سيحتاجون إلى مساعدة إنسانية هذا العام.
وكانت الصومال قد تعرضت لمجاعة في العام 2011 أسفرت عن مقتل 260 ألف شخص، أكثر من نصفهم من الأطفال دون سن السادسة، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن المجتمع الدولي لم يتصرف بالسرعة الكافية، وفقاً للأمم المتحدة.
في العام 2017، احتاج أكثر من 6 ملايين شخص في البلاد، أكثر من نصفهم من الأطفال، إلى مساعدة بسبب الجفاف الذي طال أمده في شرق إفريقيا.
لكن العمل الإنساني المبكر أدى إلى تجنب المجاعة في ذلك العام.

وفي شرق إفريقيا، هناك أكثر من 33 مليون شخص ليس لديهم ما يكفي من مياه الشرب.
ووفقا لحسابات أوكسفام بمناسبة يوم المياه العالمي اليوم الأربعاء، فإنه في أجزاء من الصومال وشمال كينيا وجنوب إثيوبيا جفت ما يصل إلى 90% من الآبار في المناطق الريفية تماماً، كما ارتفعت أسعار مياه الشرب في البلدان الثلاثة الواقعة في القرن الأفريقي بنسبة تصل إلى 400% في بعض المناطق منذ بداية عام 2021 - وبالتالي أصبحت باهظة التكلفة بالنسبة للمواطنين هناك.

وقالت مديرة الفرع الإقليمي لمنظمة أوكسفام في أفريقيا، فاتي نزي حسن: "أكثر الناس جوعاً في المنطقة هم أيضاً الأكثر عطشاً"، مضيفة أن الناس هناك يعتمدون الآن على شحنات نقل المياه باهظة التكلفة أو الآبار الملوثة غير الآمنة، موضحة أن هذا يزيد من خطر الإصابة بأمراض مثل الكوليرا.