الرئيس الأوركراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا.(أف ب)
الرئيس الأوركراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا.(أف ب)
الخميس 23 مارس 2023 / 13:22

غارديان: الصين واليابان تبرزان الانقسام الآسيوي تجاه الحرب الأوكرانية

24-زياد الأشقر

وضع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا الثلاثاء باقة من الزهور أمام كنيسة في مدينة بوتشا الأوكرانية الحزينة، وعلى مسافة 800 كيلومتر كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستضيف الرئيس الصيني شي جين بينغ على مأدبة عشاء فاخرة، في زيارتين تبرزان الانقسام الآسيوي حيال الغزو الروسي.

من غير المعتاد أن يزور رئيس وزراء ياباني بلداً في حالة حرب



وتقول صحيفة "غادريان" إن كيشيدا بات الزعيم الياباني الأول الذي يزور بلداً في حالة نزاع منذ الحرب العالمية الثانية، عندما جال في مدينة بوتشا، التي صارت مرادفاً للوحشية الروسية، حيث يقول رئيس بلديتها إن أكثر من 400 مدني لقوا حتفهم.
وقال كيشيدا بعد دقيقة صمت وصلاة إن "العالم صدم لرؤية مدنيين أبرياء يقتلون في بوتشا قبل عام. في الحقيقة إنني أشعر بغضب كبير بسبب المجزرة عندما أزور مكانها هنا".

دعم ياباني لأوكرانيا


وشهدت أوكرانيا دعماً شعبياً واسعاً في اليابان، وسط قلق الرأي العام الياباني مما سيحدث في حال غزت الصين تايوان. وأجرت روسيا والصين مناورات عسكرية مشتركة قرب السواحل اليابانية.


وانضمت طوكيو إلى الغرب في فرض عقوبات على موسكو. ووصف كيشيدا الغزو الروسي بأنه "عار من شأنه تقويض أسس النظام الدولي".
وجعلت وسائل الإعلام اليابانية من زيارة كيشيدا خبراً رئيسياً. وأشادت صحيفة "أساهي شيمبون" بكيشيدا لقيامه بالزيارة على رغم التحديات الأمنية الواضحة، مضيفة أن اليابان يجب أن تواصل تزويد أوكرانيا بالمساعدات غير الفتاكة "كبلد محب للسلام".
ولاحظت "غارديان" إنه من غير المعتاد أن يزور رئيس وزراء ياباني بلداً في حالة حرب، لتستنتج أنه لم يكن أمامه خيار إلا إظهار دعمه لأوكرانيا شخصياً من خلال الاجتماع مع رئيسها فولوديمير زيلينسكي، قبل أن تستضيف اليابان قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في هيروشيما في مايو (أيار).
وأقر زيلينسكي بالدعم القوي الذي تقدمه اليابان لأوكرانيا، ونشر صورة له مع كيشيدا، واصفاً إياه بأنه "مدافع قوي وحقيقي عن النظام الدولي وصديق قديم لأوكرانيا".
وفيما بدا أنه رد على زيارة كيشيدا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قاذفتين استراتيجيتين روسيتين حلقتا الثلاثاء فوق بحر اليابان.

شي وبوتين



وكي يظهر بمظهر ساعي السلام العالمي، قدم شي نفسه وسيطاً محايداً في النزاع، وكرر طرح مبادرة السلام المؤلفة من 12 بنداً، والتي لا تأتي على ذكر انسحاب القوات الروسية. وكانت كييف والغرب قد رفضاها على أساس أنها تصادق على المكاسب التي حققتها موسكو على الأرض، وتمنحها وقتاً من أجل التخطيط لهجوم جديد.
وتلفت الصحيفة البريطانية إلى أن الاختلاف في المسارات بين اليابان والصين سيظهر مجدداً في مايو (أيار)، عندما يستضيف كيشيدا قمة مجموعة السبع في مسقط رأسه بهيروشيما. وخلال لقائه مع كيشيدا قال زيلينسكي إنه سينضم إلى القمة عبر الفيديو.


ويقول كيشيدا إن القمة يجب أن تثبت الإرادة القوية لدعم النظام الدولي وحكم القانون، رداً على الحرب الأوكرانية.
ودعا شي شخصياً بوتين لزيارة الصين، لمناقشة زياردة التعاون الإقتصادي، الأمر الذي لاحت بوادره منذ فرض العقوبات الغربية. وزادت التبادلات التجارية الروسية-الصينية 30 في المئة العام الماضي لتصل إلى 185 مليار دولار ومن المتوقع أن تفوق الـ200 مليار دولار هذه السنة.
وتحدث السفير الأمريكي لدى اليابان راهم إيمانويل عن "الشراكتين الأوروبية –الآسيوية المختلفتين" اللتين تجلتا الثلاثاء. وأشار إلى مذكرة الإعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق بوتين وكتب قائلاً إن "كيشيدا يقف مع الحرية، وشي يقف مع مجرم حرب".