الخميس 23 مارس 2023 / 17:46

إسرائيل تعاني كابوس تحوّلات استراتيجية

رأى الكاتب الإسرائيلي دورون متسا أن إسرائيل تحولت في العقد الماضي إلى قوة، ولكن ذلك بدأ يتغير على مايبدو، في إشارة إلى الاتفاق السعودي- الإيراني، والتجاهل الدولي.




وقال متسا في مقال بموقع "ماكور ريشون" الإسرائيلي، أن إسرائيل تمر بعملية انعكاس استراتيجي تشبه حلم الفرعون المصري الذي فسره النبي يوسف، وشكل تحولاً في الواقع الاستراتيجي لمصر الفرعونية، حيث انتقلت مصر آنذاك من حالة الوفرة الاقتصادية والزراعية إلى حالة من العوز والفقر، مستطرداً أن "إسرائيل في خضم تحوّل".

 ازدهار اقتصادي

وأوضح أن العقد الماضي تميز بمجموعة من العمليات التي رسخت مكانة إسرائيل كقوة على الصعيدين الإقليمي والدولي، حيث الازدهار الاقتصادي والتطور التكنولوجي الذي وُجد للحد من التهديدات الأمنية المباشرة من الشمال والجنوب والشرق.
ولفت الكاتب إلى أن إسرائيل استغلت هذا الاتجاه، وخصوصاً في ظل الهدوء الأمني، للتوغل في عمق الشرق الأوسط وتعزيز علاقاتها مع الدول الغنية، مشيراً إلى أن التعاون الوثيق مع إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب في النهج التجاري، ساعد إسرائيل على تطوير نموذج اقتصادي نفعي أصبح جاذباً بشكل خاص على خلفية الاضطرابات التي ضربت الشرق الأوسط في بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وأضاف أن الاقتصاد والاستقرار أصبحا قوة جذب للعديد من الأطراف الإقليمية وجعلا إسرائيل، لأول مرة في تاريخها، مغناطيساً يجذب اللاعبين الإقليميين والعالميين من خلال اقتصادها التكنولوجي.

 
تآكل النظام

وعلى الرغم من ذلك، فإن أفضل عقد استراتيجي في تاريخ الدولة قد انتهى أو يقترب من نهايته، حيث إن السنوات الأخيرة حملت دلائل على عمليات "تآكل النظام الاستراتيجي المفيد"، وخصوصاً أن تغيير الحكومة في الولايات المتحدة أزال المظلة التي أعطتها الولايات المتحدة للنموذج الاقتصادي واتفاقيات التطبيع الإسرائيلية.
ولفت الكاتب إلى أن أزمة كورونا لم تكن أزمة صحية فحسب، وإنما أثارت أزمة سياسية اجتماعية ساعدت في تعقيد ظروف الجائجة. وعلى مدى عامين انتشر المسلحون والعنف تجاه إسرائيل، مضيفاً "يأتي العنف من عرب إسرائيل والعرب في القدس الشرقية والفلسطينيين في الضفة الغربية، وبالطبع من حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة".
وأشار إلى أنه في الوقت نفسه تستمر مساعي إيران للحصول على الأسلحة النووية، وتحقيق حاهزية حلفائها الناشطين في المنطقة، مثل حزب الله في لبنان، لتحدي إسرائيل أمنياً، 
وتجليات ذلك تمثلت في الاتفاق السعودي الإيراني، والتجاهل الدولي للإسرائيليين ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، بينما يظهر في الخلفية انسحاب الولايات المتحدة من المنطقة ودخول الصين كلاعب مهيمن.

 
إسرائيل عالقة

وأكد الكاتب أن هذا الوضع يظهر تهديداً خطيراً لأمن إسرائيل القومي، ويجعل احتمالات المواجهات العسكرية عالية للغاية، والأسوأ من ذلك أن إسرائيل لا تزال عالقة في عالم الأمس وترفض التخلي عنه. ولهذا السبب، تحاول إصلاح الثغرات في الهيكل الاستراتيجي السابق دون تفكير وخلق بدائل استراتيجية تتوافق مع الاتجاهات الحالية.