الجمعة 24 مارس 2023 / 09:07

«وقف المليار وجبة» مبادرة لإسعاد الإنسان

محمد خلفان الصوافي- صحيفة البيان الإماراتية

لم تكن مبادرة «وقف المليار وجبة» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، المبادرة الوحيدة التي تعبر عن اهتمام سموه بالإنسان في أي مكان في العالم، فإلى جانب أنها امتداد لمبادرة «إطعام الطعام»، التي أطلقها سموه قبل ثلاث سنوات، فقد سبقتها مبادرات مثل «سقيا» و«صناعة الأمل».

والجميل أن هذه المبادرة تواكبت مع اليوم العالمي للسعادة ما يضيف إليها دلالة مهمة في عالم يعاني أكثر من 8 ملايين إنسان فيه من الجوع. وبالتأكيد لن تكون هذه المبادرة الإنسانية الأخيرة، فالإنسان بالنسبة لقادة الإمارات يقاس بمعيار واحد أنه إنسان، ولا اعتبارات أخرى. لذلك نشهد هذا الإقبال من شعوب العالم على العيش في دولة الإمارات.
الفكرة الواضحة من هذه المبادرة أنها تهدف لإسعاد الإنسان، وتدفع من يسهم فيها ولو بالقليل لأن يشعر هو الآخر بتلك السعادة لأن في العطاء سعادة أيضاً. وبإمكاننا أن نتخيل السعادة في العالم كله وليس في الإمارات وحدها أو احتكارها بمنطقة بعينها، خاصة وأن المبادرة تأتي متزامنة مع حلول شهر رمضان، وتحمل دلالة خاصة بالمسلمين من خلال تعبير «وقف».
عموماً هذه المبادرة حافز يستثير الدول والأفراد وتضع الإنسان في خدمة أخيه الإنسان وتصنع الفرصة لمنافسة عابرة للحدود والعمل عليها من الجميع. ويمكن أن نطلق عليها استثنائية لأسباب عدة، فهي من جانب تسجل رقماً يكاد يكون مستحيلاً لولا أن هذه الكلمة لا وجود لها في قاموس الإمارات. وهي من جانب آخر تستشعر الإحساس بالجوع والفقر وتستذكر أناساً في مناطق متناثرة في العالم، وهذا ما يميز تفكير القيادة الإماراتية في تعاطيها مع الإنسان.
لا يكفي القيادة الإماراتية اهتمامها بقضايا كثيرة تشغل تفكير الجميع، مثل الإرهاب والتطرف والبيئة والتغير المناخي، بل تدخل في يوميات تلامس راحة الإنسان وسعادته ومشاغله، حيث بات الاهتمام بالحياة والإنسان مبدأ أساسياً في تكوين الإمارات، تركه لنا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الدولة، طيب الله ثراه، والذي جعل من الإنسان ركناً أساسياً في مشروعه القابل للاستمرارية والحياة، لأنه العنصر الفاعل في كل الإنجازات والنجاحات.
دولة الإمارات رائدة المبادرات الإنسانية وصاحبة الريادة في تقديم المساعدات الإنسانية بشكل مجرد عن أي أهداف خاصة، بل إن قوتها الناعمة أساسها المنح والمواقف الإنسانية. لكنَّ في هذه المبادرة نوعاً جديداً من المبادرات التي تليق بالمهام الكبيرة في تحسين حياة الإنسان في العالم.