الجمعة 24 مارس 2023 / 13:50

السيارة الكهربائية "بي واي دي".. "تسلا بنسخة صينية"

24 - ألين الخولي

من التطبيقات الإلكترونية إلى الهواتف الذكية والبنية التحتية للجوال، تسللت التكنولوجيا الصينية خلال السنوات الأخيرة، إلى العالم، أما الجديد فهو سيارات كهربائية ذكية "تتجسس عليك" من خلال قدرتها على استشعار كل التحركات والمعلومات الخاصة بمالكها.

هذه المعلومة تناولتها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية في إطار تقرير مطول، يتناول قيام الصين بتصدير أول سيارة كهربائية لها من طراز (آتو 3) خلال هذا الشهر إلى بريطانيا، في إطار الشراكة التي أبرمتها شركة "بي واي دي" الصينية، الخاصة بتصنيع السيارات، مع وكالة بيع السيارات البريطانية "بيندراغون" لبيع طرازات السيارات الكهربائية المذكورة في المملكة المتحدة.

مخاوف تجسسية

واعتبرت الصحيفة البريطانية أن هذه الشراكة تأتي في ظل مخاوف من إمكانية استخدام هذه السيارت لتتبع تحركات مالكيها، تماماً مثل المخاوف المحيطة بالهواتف الصينية مثل "هواوي" وتطبيقات إلكترونية مثل تيك توك.


 ولفتت الصحيفة  إلى أن أول سيارة كهربائية من شركة "بي واي دي" ستدخل سوقاً غير الصين -  المملكة المتحدة – هي من نوع (آتو 3)، وبالإمكان توصيلها إلى العملاء ابتداء من مارس (آذار) الجاري، بسعر يقارب الـ44 ألفاً و300 دولار، وهو ما يوفر للزبائن سيارات أرخص بكثير من المتوافرة في الأسواق البريطانية، والتي تنتجها شركة "تسلا" الكندية وتتراوح أسعارها بين 61 ألفاً و500 دولار تقريباً و123 ألفاً.

مزودة بمميزات منافسة لشركة تسلا

وتعتبر سيارات "بي واي دي" الصينية واحدة من عدد قليل من العلامات التجارية الصينية التي تدخل السوق البريطاني إلى جانب السيارات الكهربائية رباعية الدفع ماركة "غريت وول موتو" والدراجات النارية ماركة "شيري"، التي تشحن كهربائياً أيضاً، وفقاً لما نقلته الصحيفة البريطانية عن  الرئيس التنفيذي لشركة "بيندراغون" بيل بيرمان.

 
فيما بينت الصحيفة أن السيارات الجديدة مجهزة بمجموعة مميزات، بما في ذلك كاميرات وأجهزة استشعار ورادار واتصال بالإنترنت، التي يمكن استخدامها للمراقبة عن بعد، إضافة إلى سجل المسار "جي بي إس"، سرعة السيارة وحتى الطقس المحلي.


تهديد للأمن والخصوصية

لكن هذه الميزات الكثيرة تقابلها مسألة أمنية خطيرة بغاية الحساسية، إذ يمكن اختراق هذه البيانات والوصول إليها عن بعد ومشاركتها، وفق ما ذكره المبرمج الألماني جيمس بور، الذي اخترق سيارات تسلا العام 2022، حيث اعتبر خبير التكنولوجيا والمستشار الأمني ​​في "بورس غروب" أن السيارات الكهربائية الذكية تشكل تهديداً أمنياً مثل الهواتف والتطبيقات الصينية الصنع كـ"تيك توك"، التي تم حظرها من الهواتف الذكية التابعة للحكومة البريطانية في وقت سابق من هذا الشهر.


واعتبر أن المركبات الكهربائية الذكية تشكل تهديداً للأمن والخصوصية، تماماً مثل الهواتف والأجهزة الذكية والتطبيقات الصينية، فالصين ليست قادرة على جمع أي بيانات من فيس بوك مثلاً، لذلك كان اللجوء إلى تطبيقاتها الخاصة، حسب "ديلي ميل".

نوعية وأسعار تنافسية

ووفقاً للصحيفة البريطانية، فإن غالبية سيارات "بي واي دي" تباع في الصين باستثناء عدد قليل من أسواق التصدير المختارة مثل البحرين ومولدوفا، لكن الشركة تخطط للتوسع في جميع أنحاء أوروبا، خاصة بعدما تفوقت على نظيرتها "تسلا" لجهة السعر والمبيع، خلال أول شهرين من 2023، حيث تعمل على توفير أسعار ونوعية تنافسية.


وحالياً، لدى "بي واي دي" 19 طرازاً بدأت بتصديرها إلى بعض الدول خارج الصين، بما في ذلك الشاحنات والسيارات الدفع الرباعي، خصوصاً في بريطانيا التي تحظر مع بدء العام 2023 استخدام السيارات التي تعمل على البنزين والديزل، للمساعدة في القضاء على انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتحقيق هدفها الصافي للانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050.