القوات الأوكرانية في باخموت (أ ف ب)
القوات الأوكرانية في باخموت (أ ف ب)
السبت 25 مارس 2023 / 12:10

زيلينسكي يعترف بالعجز.. وتطورات جديدة في باخموت

24 - شيماء بهلول

لا تزال القوات الروسية تشن هجوماً مستمراً على الأجزاء الشمالية والجنوبية لمنطقة دونباس شرق أوكرانيا، على الرغم من تأكيدات كييف على تقليل موسكو هجماتها بالقرب من مدينة باخموت.

فيما أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أن بلاده لن تستطيع شن هجوم مضاد، وذلك يعود إلى نقص الأسلحة والذخيرة التي تعهد الغرب بتسلميها لكييف.
وفي تطور جديد، أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أن قواتها نجحت في ما وصفته بـ"تحقيق استقرار الوضع في باخموت"، في الوقت الذي أشارت فيه الاستخبارات البريطانية إلى تراجع زخم الهجوم الروسي في المدينة وإقليم دونباس شرق أوكرانيا بشكل عام، وأرجعت ذلك إلى الخسائر في الأفراد والمعدات التي تكبدتها القوات الروسية مؤخراً.

قوة عسكرية

أفادت تقارير عسكرية أوكرانية بوقوع قتال مكثف في القطاع الشمالي من خط الجبهة الممتد من ليمان إلى كوبيانسك، وكذلك في الجنوب في أفدييفكا على أطراف مدينة دونيتسك التي تسيطر عليها روسيا.

والمنطقتان ضمن الأهداف الروسية الرئيسية لهجمات شنتها خلال الشتاء للسيطرة بالكامل على منطقة دونباس الصناعية في أوكرانيا. ولم يسفر الهجوم الروسي حتى الآن سوى عن مكاسب طفيفة على الرغم من مقتل آلاف الجنود من الجانبين في المعركة الأكثر دموية في الحرب.

وفي موقع للمدفعية الأوكرانية في غابات الصنوبر الخصبة خلف الجزء الشمالي من الجبهة، أطلقت القوات قذائف عيار 155 مليمتراً من مدفع "هاوتزر تي.آر.إف-1" الفرنسي باتجاه طريق سريع يستخدم لنقل الإمداد إلى معقل كريمينا الذي تسيطر عليه القوات الروسية، وقال جندي: "لحسن الحظ نحتفظ بالموقع نفسه، لأننا نواجه عدواً قوياً جداً لديه أسلحة جيدة جداً. وهو جيش محترف: قوات محمولة جواً".

ومع دخول فصل الربيع، يتساءل الأوكرانيون عن المدة التي يمكن أن يستمر فيها الهجوم الروسي وما إذا كان بإمكان أوكرانيا عكس دفة الحرب وشن هجوم مضاد ومتى يمكن أن يحدث ذلك، وقال قائد القوات البرية الأوكرانية أول أمس الخميس: إن "الهجوم الروسي على مدينة باخموت التي تشهد أكبر معارك الحرب يبدو أنه يفقد زخمه وأن كييف قد تشرع في الهجوم قريباً جداً".

بانتظار الأسلحة

وبدوره، أكد الرئيس الأوكراني اليوم السبت، أن كييف غير قادرة حالياً على شن هجوم مضاد بسبب نقص الأسلحة حسب ما ذكر موقع سبوتنيك الروسي، وقال في مقابلة مع صحيفة "يوميوري شيمبون": "لا يمكننا البدء بعد. لا يمكننا إرسال جنودنا الشجعان إلى خط المواجهة بدون دبابات ومدفعية وأنظمة هيمارس (أنظمة إطلاق صواريخ متعددة)".

وحول مطالبته بدعم من البنك الدولي، أوضح زيلينسكي أنه يعول على دعم البنك للمساعدة في إعادة بناء البلاد من الدمار الذي سببه الغزو الروسي، وقال إنه التقى بممثلين من المؤسسة المالية الدولية، وأنه تم بحث برامج جديدة واعدة، وذكر في رسالته المصورة الليلية: "ركزنا بالطبع على إعادة الإعمار، وكل شيء يجب القيام به في الكثير من البلدات والقرى الأوكرانية التي عانت من الهجمات الإرهابية للمحتلين".

وتابع "المنازل والبنية التحتية الاجتماعية والأسس الاقتصادية للحياة، كل هذا يجب أن يعاد بناؤه"، ويقدر البنك الدولي بأن الحرب قد تسببت في أضرار مباشرة للمباني والبنية التحية بقيمة 135 مليار دولار في العام الأول للحرب، وتم تحديد 411 مليار دولار، إجمالا، تكاليف إعادة الإعمار والتعافي الاقتصادي في أوكرانيا خلال العقد المقبل، فيما بلغت تكلفة إزالة الحطام والأنقاض وحدها أكثر من 5 مليارات دولار.

تعبئة وحشية

ووصف مستشار القائم بأعمال رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية، يان غاغين، التعبئة التي يتم تطبيقها في المناطق الشرقية من أوكرانيا بالوحشية، وقال لوكالة "سبوتنيك": إنه "يمكن استنتاج أن التعبئة الحالية في أوكرانيا تتعلق بشكل رئيسي بالمناطق الشرقية وفي ضوء حقيقة أن من أرادوا من المناطق الغربية الالتحاق طوعاً، انتهى بهم الأمر لفترة طويلة في الكتائب النازية أو تم القضاء عليهم".

وأوضح أن "سكان غرب أوكرانيا جبناء إلى حد ما، فقد هرعوا على الفور إلى أوروبا منذ بداية الأعمال العدائية"، لافتاً إلى أنه عكس المناطق الشرقية التي يتم فيها تجميع القوات وإرسالها إلى الجبهات عبر مكاتب التجنيد.

كما صرح القائم بأعمال رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية، دينيس بوشيلين، بأن الغرب يدفع أوكرانيا لبدء هجوم مضاد، وقال في حوار مع قناة "روسيا-24" التلفزيونية: "نرى أن الغرب، ولا سيما أمريكا، يدفع الآن نظام كييف لشن هجوم مضاد. هناك حاجة إلى الانتصارات، وهناك حاجة إلى بعض التبريرات، لماذا يتم ضخ مبلغ ضخم من الموارد المالية واللوجستية في الخطة العسكرية".

ووفقاً له، فإن سلطات الجمهورية ترى بالفعل الاستعدادات لمثل هذا الهجوم المضاد، وأن كييف تقوم بنقل احتياطيات ومعدات إضافية إلى خط التماس، وأَضاف "هل سيكون مثل هذا هجوم مضاد فخم، أم أنه مجرد دعاية؟ بالطبع، القيادة العسكرية لبلدنا تسيطر بشكل كامل على الموقف وهي تتخذ إجراءات قد تعمل حتى على إحباط مثل هذه المحاولات من قبل كييف".

انتهاك للعقود

وفي سياق متصل، اتهمت روسيا أمس سلوفاكيا بانتهاك عقد، وذلك بتسليم طائرات مقاتلة سوفيتية الصنع من طراز "ميغ -29" إلى أوكرانيا، وبموجب معاهدة موقعة عام 1997، لا يمكن لتلك الدولة الواقعة بوسط أوروبا نقل الطائرات إلى دولة أخرى بدون موافقة روسيا، حسبما قال الجهاز الاتحادي للتعاون الفني العسكري في موسكو.

وأشارت السلطات الروسية إلى "عمل غير ودي" وانتهاك لالتزامات براتسلافا الدولية وفقاً للعقد المنشور على الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الروسية، وفي خضم انتقاد المعارضة لنقل الطائرات، لم ترد بعد القيادة في سلوفاكيا علانية على الاتهامات الروسية، التي عبرت عنها في وقت سابق سفارة البلاد في براتسلافا.

وقالت وزارة الدفاع في براتسلافا، إن سلوفاكيا قامت بنقل 4 طائرات إلى أوكرانيا يوم أول أمس الخميس، على أن يتبعها 9 طائرات أخرى "في فترة الأسابيع القليلة المقبلة".

البحث عن السلام

ومن جانبه، أعلن قصر الإليزيه أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيستغلّ زيارة الدولة التي سيقوم بها إلى الصين من 5 ولغاية 8 أبريل(نيسان) المقبل، للعمل مع نظيره الصيني شي جين بينغ على عودة السلام في أوكرانيا.

وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إنّ زيارة ماكرون ستقوده إلى بكين وكذلك إلى كانتون، مؤكّدة أنّه "ملتزم الحفاظ على حوار مستمرّ ومتطلّب مع الصين"، وأوضح الإليزيه في بيانه أنّ "الرئيسين الفرنسي والصيني سيجريان نقاشات معمّقة حول الحرب في أوكرانيا، للعمل من أجل عودة السلام في إطار القانون الدولي، ولا سيّما سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها".

وتنوي فرنسا دفع الصين التي لم تدن الغزو الروسي لأوكرانيا، إلى استخدام نفوذها لدى موسكو لإقناع بوتين بالجلوس إلى طاولة المفاوضات مع كييف/ كما أعلن ماكرون في مؤتمر صحافي في بروكسل، أنّ رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين سترافقه في جزء من برنامج الزيارة، انطلاقاً من مبدأ "الوحدة الأوروبية" الذي يمثّل شرطاً أساسياً لبناء شراكة متوازنة مع الصين.