الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ (وكالات)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ (وكالات)
الأحد 26 مارس 2023 / 13:37

بوتين يكشف حقيقة التحالف العسكري مع الصين.. وبيلاروسيا "رهينة نووية"

24 - شيماء بهلول

أثار التقارب الروسي الصيني مخاوف عديدة لدى عواصم دول الغرب، خاصة واشنطن وكييف، اللتين عبرتا عن استيائهما من زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ الأخيرة إلى موسكو.

واعتبرت قوى الغرب هذه الزيارة بمثابة تشكيل تحالف وطرف جديد سيؤثر على الحرب في أوكرانيا، في حين أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن العلاقات مع بكين واضحة وشفافة.

مزاعم كاذبة

أكد الرئيس الروسي أن بلاده لا تنشئ تحالفاً عسكرياً مع الصين، مشيراً إلى أنها لا تهدد أي بلد، وقال خلال رده في حديث لقناة "روسيا-24" على سؤال هل يشكل التعاون بين موسكو وبكين تهديداً للغرب: "لا، هذه المزاعم لا تتطابق بتاتاً مع الواقع".

وأضاف حسب ما ذكرت قناة روسيا اليوم "نحن لا نشكل أي تحالف عسكري مع الصين. نعم، لدينا تعاون في مجال التعاون العسكري -الفني، ونحن لا نخفيه"، لافتاً إلى أن بلاده تتبع نهج الشفافية وأنه لا أسرار لديها.

وأشار بوتين إلى أنه رغم شفافية العلاقات بين موسكو وبكين، تتخذ الدول الغربية محاولات لتشكيل "ناتو عالمي" يضم مناطق جديدة، يشبه إلى حد ما تحالف ألمانيا واليابان إبان الحرب العالمية الثانية، وأردف قائلاً: "الناتو أقر مفهوماً استراتيجياً جديداً له، معلناً عالميته وخططه لتطوير العلاقات مع دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ، في توجه يذكر بالكتلة العسكرية لدول المحور خلال الحرب العالمية الثانية".

كما تطرق الرئيس الروسي إلى الاتفاقية التي توصلت إليها بريطانيا واليابان مطلع هذا العام بشأن تطوير العلاقات في المجال العسكري، وقال: "هذا هو السبب الذي يدفع سياسيين غربيين أنفسهم للقول إن الغرب بدأ في بناء محور جديد شبيه بالمحور الذي شكله في ثلاثينيات القرن الماضي النظامان الفاشيان في ألمانيا وإيطاليا واليابان ذات السياسة العسكرية".

رهينة نووية

من جهتها، رأت كييف اليوم الأحد، أن روسيا تحتجز بيلاروسيا رهينة نووية، بعد إعلان الرئيس الروسي بوتين نشر أسلحة نووية "تكتيكية" على أراضي الدولة الحليفة لموسكو، وقال الأمين العام لمجلس الأمن الأوكراني أوليكسي دانيلوف في تغريدة على تويتر: "يحتجز الكرملين بيلاروسيا رهينة نووية"، مضيفاً أن "هذا القرار خطوة نحو زعزعة استقرار البلد".

فيما قالت وزارة الدفاع الأمريكية إنه لا توجد مؤشرات إلى أن روسيا تستعد لاستخدام أسلحة نووية، وقال المكتب الصحفي لوزارة الدفاع في بيان خطي: "رأينا تقارير عن إعلان روسيا وسنواصل مراقبة هذا الوضع".

وأضافت "لم نر أي سبب لتعديل وضعنا النووي الاستراتيجي ولا أي مؤشرات على أن روسيا تستعد لاستخدام سلاح نووي. ما زلنا ملتزمين بالدفاع الجماعي لحلف شمال الأطلسي".

إمدادات إيرانية

وأعلنت بريطانيا أن روسيا بدأت تتلقى على الأرجح إمدادات منتظمة بأعداد صغيرة من الطائرات المسيرة الإيرانية من طراز "شاهد"، وقدرت وزارة الدفاع البريطانية في تقريرها الاستخباراتي اليوم، شن القوات الروسية 71 هجمة على الأقل باستخدام تلك الطائرات، منذ بداية مارس(آذار) الجاري ضد أهداف في أوكرانيا.

كما أشارت إلى أنه من المحتمل أن تكون روسيا تطلق "طائرات شاهد" الإيرانية من محورين، وهما كراسنودار كراي الروسية في الشرق، ومن أوبلاست بريانسك في الشمال الشرقي.

ورأت أن القوات الروسية وسعت نطاق ضرباتها بالمسيرات لتشتيت الدفاعات الجوية الأوكرانية، موضحة أن ذلك يتيح لروسيا المرونة في استهداف مساحات كبيرة من أوكرانيا وتقليل وقت الطيران إلى أهداف في شمال أوكرانيا.

الرد على الناتو

وبدوره، اعتبر الخبير السياسي الروسي، كيريل كوكيش، أن نشر روسيا لأسلحتها النووية التكتيكية على أراضي بيلاروسيا، يأتي كرد على جميع استفزازات "الناتو" المتكررة ويوازن الوضع.

وقال لوكالة سبوتنيك الروسية: "نشر روسيا لأسلحتها النووية التكتيكية في بيلاروسيا مرتبط بشكل مباشر بالعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا" مشيراً إلى أنه لولا التصعيد من الغرب، وتمركز قوات الناتو المسلحة على حدود مينسك وبالذات في بولندا، والاستفزاز البريطاني بتزويد أوكرانيا بقذائف اليورانيوم المنضب، لم تكن موسكو ستتوصل لهذا القرار.

وأضاف "كان من الواضح أن كل التحركات العدوانية لدول الناتو، تولد الحاجة ليس لعلاقات عامة أو رد تصريحي بحت، ولكن لرد فعل حقيقي وفعال للغاية من موسكو".

وتابع الخبير أن "النشر سيردع كييف، هذا الرد الأنيق على جميع استفزازات الناتو السابقة يجب أن يجبر أولئك الذين في الغرب على إعادة التفكير بأن ألعاب التصعيد هذه، وقناعة النخب الغربية بأن روسيا لن ترد، تستند إلى مدخلات خاطئة، حيث فسروا النبل الروسي على أنه ضعف".