الثلاثاء 28 مارس 2023 / 00:34

تجميد الخطة القضائية.. نتانياهو يناور

أثار قرار تجميد خطة الائتلاف الحكومي الإسرائيلي الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لإصلاح القضاء، وتأجيلها للدورة البرلمانية المقبلة، التساؤلات حول إمكانية أن ينهي ذلك الأزمة السياسية أم أنها مناورة سياسية.

قرار نتانياهو شكلي ولا يمكن أن يؤدي لإنهاء الأزمة السياسية في إسرائيل

وأعلن نتانياهو، مساء الإثنين، تجميد الخطة القضائية، قائلاً: "من منطلق المسؤولية الوطنية والرغبة في منع الانقسام قررت تجميد التشريعات القضائية، وهذا من أجل الوصول لإجماع واسع، لست مستعداً لتمزيق الشعب".
وباستثناء زعيم "معسكر الدولة" بيني غانتس، لم تخفِ المعارضة الإسرائيلية مخاوفها من قرار نتانياهو، واعتبرته محاولة للالتفاف على الاحتجاجات المناهضة للخطة القضائية، مؤكدة ضرورة وجود مقترح عادل للخروج من الأزمة الحالية.

قرار شكلي

ويرى المختص في الشأن الإسرائيلي، حسن عبده، أن "قرار نتانياهو شكلي ولا يمكن أن يؤدي لإنهاء الأزمة السياسية في إسرائيل"، مشيراً إلى أن نتانياهو يحاول الالتفاف على الاحتجاجات المناهضة لائتلافه الحكومي.وأوضح عبده لـ24 أن "القرار تم اتخاذه بسبب انتهاء الدورة البرلمانية الحالية للكنيست، الأمر الذي يعني بالأساس وقف أي إجراءات تشريعية"، مبيناً أن ائتلاف نتانياهو مصمم على إعادة الكرّة من جديد في الدورة المقبلة.

 

 وبين أن "نتانياهو يدرك جيداً أن عدم تمرير الخطة القضائية يعني انهيار ائتلافه الحكومي، وانتهاء حياته السياسية وسجنه"، لافتاً إلى أن رئيس الوزراء لن يقبل بإنهاء مسيرته السياسية بهذه الطريقة مهما كانت النتائج.
وأضاف "بتقديري المرحلة المقبلة ستشهد احتداماً في الصدام الداخلي بين الائتلاف الحكومي وأحزاب المعارضة"، متابعاً: "هدف نتانياهو من الإعلان عن تأجيل الخطة القضائية هو تخفيف الضغوط الداخلية والخارجية على ائتلافه الحكومي، وإعادة ترتيب أوراقه السياسية".

استقرار مؤقت

ويرى المحلل السياسي، حسام الدجني، أن "قرار نتانياهو قد يجلب استقراراً سياسياً مؤقتاً لإسرائيل ويمكن من فتح حوار برعاية الرئيس إسحاق هرتسوغ بين الائتلاف الحكومي والمعارضة لمناقشة الخطوط العريضة للخطة القضائية".
وأوضح الدجني، لـ24 أن "هذا الحوار يمكن أن يؤدي إلى توسيع الائتلاف الحكومي الحالي عبر انضمام أحزاب من المعارضة لحكومة نتانياهو"، مشيراً إلى أن ذلك مرهون بجدية الأطراف خلال المفاوضات.
وأشار الدجني، إلى أن "نتانياهو نجح في ترحيل الأزمة السياسية وما قام به مناورة ذكية تمكن عبرها من إرضاء طرفي المعارضة والائتلاف"، متابعاً: "رئيس الوزراء عقد صفقات تحت الطاولة مع أكثر من شخصية وأجل المواجهة لعدة أشهر".


وبين المحلل السياسي، أن "إسرائيل ستكون خلال الفترة المقبلة أمام ذات التحديات في حال فشلت مساعي هرتسوغ للتوصل إلى حل وسط بين الجانبين"، مشدداً على أن السيناريو الأرجح سيكون توسيع الائتلاف الحاكم.
وبين أنه "من المرجح أن ينجح الرئيس الإسرائيلي في جهوده للتوسط بين الائتلاف والمعارضة، خاصة وأن حل الأزمة السياسية في إسرائيل أصبح مطلباً أمريكياً وأوروبياً"، متابعاً: "المجتمع الدولي لا يرغب باستمرار هذه الأزمة".
واستكمل "نتانياهو يسعى للحصول على ائتلاف حاكم أكثر قوة من الائتلاف الحالي، كما أنه يريد تمرير تشريعات خطته القضائية"، لافتاً إلى أنه قد يتم التوصل لحل وسط بشأن الخطة القضائية؛ لكن بما يضمن لنتانياهو إنهاء ملف محاكمته.
وقال: "لكن الوقت ما زال مبكراً لإصدار الأحكام بشأن انتهاء الأزمة السياسية في إسرائيل، وفي حال استمرت تلك الأزمة فإن الإسرائيليين سيكونون أمام انقسامات أكثر حدة من الحالية"، حسب تقديره.