وزير الخارجية الامريكي بلينكن خلال اجتماع مع مسؤولين في أوزبكستان
وزير الخارجية الامريكي بلينكن خلال اجتماع مع مسؤولين في أوزبكستان
الثلاثاء 28 مارس 2023 / 12:15

التزامات أمريكا في آسيا الوسطى.. تجارية لا أمنية

24-زياد الأشقر

رأى الخبير في شؤون روسيا وآسيا الوسطى أليكس ليتل، أن التركيز الأمريكي في آسيا الوسطى يجب أن يكون على الجانب الاقتصادي لا العسكري.

نفوذ روسيا في آسيا الوسطى قد تراجع مؤخراً عقب غزو أوكرانيا


وقام وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن مؤخراً بأول جولة له على آسيا الوسطى، بدأها بأستانا في كازاخستان، حيث التقى وزراء الخارجية لدول آسيا الوسطى الخمس، وأنهاها في طشقند بأوزبكستان في الأول من مارس (آذار).
وفي أوزبكستان، ورداً على تساؤل طرحه على نفسه حول عدم احترام روسيا سيادة الدول الأخرى، قال بلينكن: "هذا ما نبقى ملتزمين به على صعيد احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها واستقلالها، ليس في أوكرانيا فحسب، وإنما بالنسبة لكل الدول في آسيا الوسطى، وفي الواقع في أنحاء العالم".

تدخلات عسكرية


وكتب ليتل في مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، أنه لطالما كانت التدخلات العسكرية هي ما تتصف به السياسة الأمريكية حيال آسيا الوسطى، في وقت أقامت الولايات المتحدة قواعد عسكرية في قرغيزستان وأوزبكستان إبان الحرب في أفغانستان. وعلى رغم ذلك، ليس من مهمة الولايات المتحدة الحفاظ على سيادة كل الدول الأجنبية. ولا تواجه آسيا الوسطى تهديداً من قوى إقليمية على غرار روسيا والصين، وإلى حد أقل، يملك الإتحاد الأوروبي مصالح في المنطقة. وعوض ذلك، يتعين على أمريكا أن تولي أهمية للانخراط التجاري مع الشركاء في آسيا الوسطى وأن تتجنب تقديم التزامات أمنية.

 


ولفت الكاتب إلى أن نفوذ روسيا في آسيا الوسطى قد تراجع مؤخراً عقب غزو أوكرانيا. وعلى سبيل المثال، سحبت موسكو قوات من المنطقة من أجل تعزيز الخطوط الأمامية في أوكرانيا. وعلى الجبهة الديبلوماسية، احتج قادة آسيا الوسطى على الغزو الروسي، من خلال عدم دعمهم لهجوم الرئيس فلاديمير بوتين، وبتقديمهم مساعدات إنسانية لأوكرانيا، وعدم سماحهم لمواطنيهم بالمشاركة في الحرب، واستقبالهم الفارين من التعبئة العسكرية التي أعلنها بوتين.

"نسر السهوب"

وحض على وقف الانخراط العسكري على غرار تدريبات "نسر السهوب" في كازاخستان، أخذاً في الإعتبار أن الولايات المتحدة لا تواجه تهديدات جدية في آسيا الوسطى، فضلاً عن إمكان تعريضها الجنود الأمريكيين لخطر غير ضروري.
وفي ظل الحرب في أوكرانيا، من الصعب بمكان تخيل هجوم روسي ناجح على دول آسيا الوسطى. إن روسيا مهتمة بشكل رئيسي بالاستقرار بآسيا الوسطى عوض غزو المنطقة عسكرياً. إن غزواً روسياً سيقوض بلا شك الأمن في منطقة لطالما نظر إليها بوتين على أنها "منطقة روسيا الأكثر استقراراً".

الشراكات الاقتصادية


وبدلاً من ذلك، يتعين على الولايات المتحدة التركيز على الشراكات الاقتصادية مع بلدان آسيا الوسطى من دون توقع خدمات سياسية في المقابل، قد تتسبب بغضب روسيا أو الصين. ومن الواضح أن دول آسيا الوسطى لا تريد أن تكون خدماً لروسيا والصين، لكنها لا تريد قطع العلاقات مع هاتين الدولتين الكبيرتين. وكما قال نائب وزير الخارجية الكازاخي رومان فاسيلنكو بوضوح إن كازاخستان "لن تسمح بإستخدام أراضيها من أجل الالتفاف على العقوبات"، وستبقى مدركة لذلك "عندما يحين الوقت لتقويم أي مبادرات جديدة محتملة".


يعتبر الانفتاح والشفافية أمرين ضروريين من أجل النشاط الدبلوماسي في آسيا الوسطى أيضاً. وفي إمكان الولايات المتحدة أن تقود منتديات ديبلوماسية ولقاءات عبر اجتماعات وزارء الخارجية لدول آسيا الوسطى زائد الولايات المتحدة، وكذلك إلى جانب تجمعات مشابهة على غرار "اليابان زائد آسيا الوسطى" إضافة إلى الشركاء في الاتحاد الأوروبي. ولا شك في أن الشفافية والانفتاح ضروريان من أجل ضم روسيا والصين إلى نقاشات ومفاوضات مستقبلية.
وخلص الكاتب إلى ان على الولايات المتحدة أن تركز على مصالح ملموسة وضيقة في آسيا الوسطى يمكن تحقيقها من الناحية الواقعية. إن دول آسيا الوسطى هي الآن أكثر من أي وقت مضى تبحث عن توسيع شراكاتها الاقتصادية في ظل النزاع الروسي-الأوكراني. إن إستراتيجية الولايات المتحدة يتعين أن تستند إلى التعاون السلمي، وليس التشابك غير الضروري.