متحف الموصل ( راديو سوا )
متحف الموصل ( راديو سوا )
الثلاثاء 28 مارس 2023 / 11:22

خبراء يحاولون ترميم الآثار التي دمرها داعش الإرهابي في الموصل

يحاول فريق ترميم من الخبراء الفرنسيين والعراقيين تجميع القطع الأثرية التي حطمها أعضاء تنظيم داعش الإرهابي، عندما خربوا متحف الموصل ونهبوه.


وفي مقطع فيديو تم نشره في أوائل عام 2015، صور المسلحون أنفسهم وهم يحطمون بمطارق ثقيلة بعض محتويات المبنى بما في ذلك تماثيل لا تقدر بثمن، ضمن حملتهم التي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة لمحو أي تاريخ ثقافي يتعارض مع تفسيرهم المتطرف.
ومنذ عام 2019، يدعم فريق من خبراء الترميم الفرنسيين الجهود المحلية لإعادة القطع الأثرية الآشورية، التي تعود لأكثر من 2700 عام، إلى الحياة من جديد. وتم العثور على هذه القطع في المتحف بعد تحرير المدينة في عام 2017.
وقال مدير متحف الموصل زيد غازي سعدالله: "نلاحظ الكتابات على هذه القطعة وعلى بقية القطع ونلاحظ عدد الأجزاء التي حدثت  بعد التفجير، فهذا دليل على أن العملية كانت وحشية وجريمة نكراء بحق الإرث الحضاري العراقي وتحديداً الدولة الآشورية أو الإمبراطورية الآشورية التي كانت موجودة على هذه الأرض العظيمة".
ووفقاً لخبير الترميم دانيال إبليد: "كان التحدي الأكبر الذي واجهه الفريق هو العدد الهائل من الأجزاء والقطع التي كان يلزم فرزها في بداية مهمتهم".
وقال مدير المتحف: "إعادة ترميم هذه القطع بالشكل الأمثل وفق المعايير الدولية ووفق السياقات المعمول بها في علم الصيانة، إلا أن القطع تعود كما كانت كسابق عهدها دون أي خدش هذا من المستحيل، طبعاً هناك آثار ستكون موجودة، لكن هذه الآثار هي التي ستحكي قصة التدمير والجريمه النكراء التي اقترفها داعش بحق الإرث الحضاري". ويتلقى المشروع تمويلاً من التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع،  والشركاء الدوليون للمشروع هم متحف اللوفر الفرنسي ومؤسسة سميثسونيان بواشنطن والصندوق العالمي للآثار.
وأضاف "هذه القطع تم تجميعها من خلال عمليات الأرشفة ومن خلال مراجعة الصور الحقيقية للقطع الأثرية من خلال الأفكار الكبيرة التي يستنتجها فريق الترميم ومن خلال التدريبات المكثفة التي استحصلوا عليها من قبل الكوادر الفرنسية".
وبحسب سعدالله، فإن العديد من آثار المتحف ما زالت موجودة في أماكن غير معلومة حتى يومنا هذا، وهي شهادة على السرقة التي قام بها "داعش الإرهابي" الذي استخدم الآثار كمصدر للدخل.