الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في زيارة إلى سومي (الرئاسة الأوكرانية)
الثلاثاء 28 مارس 2023 / 22:35
أعلنت القوات الروسية اليوم الثلاثاء أنها حيدت 240 عسكرياً أوكرانياً في جمهورية دونيتسك، تزامناً مع أنباء تفيد بإرسال كييف كميات كبيرة من المعدات والجنود إلى المنطقة بهدف شن هجوم مضاد وصد التقدم الروسي.
وتسعى ألمانيا إلى زيادة مساعداتها العسكرية إلى أوكرانيا، في الوقت الذي يشهد فيه تسليح كييف وتزويدها بالطائرات المقاتلة انقساماً بين مؤيد ومعارض لدى دول الغرب.
محطة جديدة
زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بلدتين بشمال البلاد وخنادق لقوات حرس الحدود قرب روسيا اليوم، في أحدث محطاته خلال جولة إقليمية يزور خلالها مناطق قرب خط المواجهة، وأظهرت لقطات مصورة نشرها مكتب زيلينسكي، أنه يزور سومي، المنطقة السادسة التي يزورها في أسبوع مع زيادة التوقعات بشن هجوم أوكراني مضاد.
وسار زيلينسكي مع قادة حرس الحدود عبر خندق عميق في موقع وسط أشجار في سومي لم يُكشف عنه، بينما تراقبه عن كثب قوات بزي القتال، كما زار بلدتي أوختيركا وتروستيانتس، اللتين طردتا قوات روسية احتلت أجزاء من منطقة سومي لمدة شهر تقريباً في بداية الغزو الروسي.
وقال زيلينسكي لتجمع صغير من الجنود والمدنيين بمحطة السكك الحديدية في تروستيانتس قبل أن يوزع ميداليات: "في هذه الأيام وهذه الأسابيع نحتفل بذكرى تحرير مدننا ومجتمعاتنا في مناطقنا الشمالية"، وأضاف على تطبيق تيليغرام "أثبت أُناسنا أننا سنهزم هذا المحتل، بروحنا المعنوية، بشخصيتنا الأوكرانية. شعبنا أثبت ذلك، محاربونا أثبتوا ذلك".
خسائر بشرية
ومن جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أنه تم تحييد نحو 240 عسكرياً أوكرانياً في جمهورية دونيتسك الشعبية، وقالت في بيان وفقاً لوكالة سبوتنيك الروسية: "نتيجة للأعمال النشطة للوحدات ونيران المدفعية لمجموعة القوات الجنوبية، تم تحييد أكثر من 240 عسكرياً أوكرانياً، و3 مركبات قتال مشاة، و3 ناقلات جند مدرعة، ومركبتان قتاليتان مدرعتان، و4 سيارات، ومدافع هاوتزر من طراز (دي 30)".
وأضاف البيان أن "الضربات الجوية ونيران المدفعية لمجموعة القوات الغربية في اتجاه كوبيانسك، أصابت وحدات من القوات المسلحة الأوكرانية في مناطق مولتشانوفو وسينكوفكا وبيريستوف في مقاطعة خاركوف، وتم تحييد ما يصل إلى 65 جندياً أوكرانياً، وتدمير مركبتين قتاليتين مدرعتين، و3 سيارات".
وتابع أنه "في اتجاه كراسني ليمان، أصابت الضربات الجوية ونيران المدفعية والإجراءات النشطة لقوات الوسط وحدات القوات المسلحة الأوكرانية في مناطق نيفسكوي وشيرفونايا ديبروفا في جمهورية لوغانسك الشعبية، وتم تحييد ما يصل إلى 125 جندياً أوكرانياً، و4 مركبات قتالية مدرعة، و3 شاحنات صغيرة، بالإضافة إلى مدفع هاوتزر ذاتي الدفع من طراز (غفوزديكا)".
تعبئة أوكرانية
وأفاد المقدم المتقاعد بجمهورية لوغانسك الشعبية أندريه ماروتشكو، بنقل كمية كبيرة من المعدات والجنود الأوكرانيين إلى منطقة مدينة سلافيانسك بجمهورية دونيتسك الشعبية.
وقال ماروتشكو في حديث لوكالة "تاس" الروسية: "نشهد نقلاً لكمية كبيرة من القافلات العسكرية التابعة للتشكيلات العسكرية الأوكرانية عبر التجمع السكني كوبيانسك. ويتجه جزء من هذه القافلات نحو التجمع السكني نوفوسيولوفسكويه، في حين يتجه الجزء الآخر نحو مدينة إيزيوم".
ويقول شهود عيان إن الطريق المؤدية من إيزيوم إلى سلافيانسك كلها ممتلئة بالمعدات العسكرية والجنود الأوكرانيين، وصرح ماروتشكو، أمس، بأن الوحدات الأوكرانية المرابطة في منطقة مدينة كوبيانسك، تلقت مدافع ذاتية الحركة من طراز "كراب" بولندية الصنع.
وبدورهم، قال مسؤولون تابعون لروسيا إن قوات أوكرانية قتلت مدنيين اثنين ليلة أمس الإثنين، عندما قصفت مبنى سكنياً في مدينة دونيتسك التي تسيطر عليها روسيا بشرق أوكرانيا، وقالت قوة الشرطة التي نصبتها روسيا في الجزء الذي تسيطر عليه في منطقة دونيتسك الأوكرانية في بيان: "سقطت قذيفة أوكرانية على مبنى سكني في شارع 246 كويبيشيف (في دونيتسك)"، وأضافت "للأسف، لقي مدنيان حتفهما متأثرين بجراحهما تحت أنقاض المبنى المتضرر".
قيود على بيلاروسيا
وفي سياق منفصل، دعت بولندا دول الاتحاد الأوروبي إلى فرض قيود جديدة على بيلاروسيا، بعد أن أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا ستنشر أسلحة نووية على أراضيها، وقال رئيس الوزراء ماتيوش مورافيتسكي، إنه يجري محادثات يومية مع قادة الاتحاد الأوروبي بشأن فرض حزمة عقوبات أكثر صرامة على بيلاروسيا، لكنه لم يفصح عن تفاصيل، بحسب وكالة بلومبرغ للأنباء.
وأضاف في إيجاز صحفي مع نظيره الروماني نيكولاي سيوكا في بوخارست، أن "الحكومة البولندية تدرس أيضاً ما إذا كان يتعين علينا في إطار علاقاتنا الثنائية فرض عقوبات على النقل من بيلاروسيا".
ومنع الاتحاد الأوروبي تصدير السلع والتكنولوجيا التي يمكن أن يستخدمها الجيش البيلاروسي، لمعاقبة مينسك على تورطها في الحرب الروسية في أوكرانيا، كما استهدفت العقوبات الأوروبية أفراداً من بيلاروسيا يساعدون في الحرب الروسية على أوكرانيا.
بين مؤيد ومعارض
وحول تسليح كييف، أقام حزب الاتجاه الديمقراطي الاشتراكي السلوفاكي، أكبر أحزاب المعارضة في سلوفاكيا، دعوى قضائية ضد حكومة رئيس الوزراء إدوارد هيجر بسبب إرسال طائرات مقاتلة لأوكرانيا، متهماً إياها بتجاوز صلاحياتها الدستورية.
وقال روبرت فيكو، رئيس حزب الاتجاه الديمقراطي الاشتراكي السلوفاكي، في مقابلة مع صحيفة "برافدا" اليومية: إن "حكومة الأقلية التي يرأسها هيجر ليس في إمكانها اتخاذ مثل هذه القرارات الأساسية المتعلقة بالسياسة الخارجية والدفاعية منذ خسارتها التصويت بسحب الثقة في ديسمبر(كانون الأول) الماضي".
وقررت حكومة هيجر، الشعبوية المحافظة، إرسال 13 طائرة "ميغ 29" سوفيتية الصنع لأوكرانيا في 17 مارس(أذار) الجاري، وتم نقل أول 4 طائرات إلى خارج البلاد بقيادة طيارين أوكرانيين يوم الخميس الماضي، وقال وزير الدفاع السلوفاكي ياروسلاف ناد، إنه يمكن اتخاذ القرار دون تصويت برلماني، مستشهداً بمشورة قانونية حكومية لم يتم نشرها، وأدت مسألة تزويد أوكرانيا بالطائرات إلى انقسام بين مؤيدي كييف.
مساعدات ألمانية
وفي سياق منفصل، أفاد مصدر في مجلس النواب الألماني، أنّ لجنة الموازنة في البوندستاغ ستقرّ يوم غد الأربعاء زيادة كبيرة في المساعدات العسكرية الألمانية لأوكرانيا، وستصوّت اللجنة على تخصيص مبلغ إجمالي قدره 12 مليار يورو ستتوزّع في آن معاً على تزويد كييف إمدادات عسكرية وعلى إعادة ملء مخازن الجيش الألماني بالأسلحة والذخيرة بعدما أفرغ قسماً كبيراً من هذا المخزون خلال العام الماضي لمدّ كييف بالأسلحة والذخيرة.
وإذا ما أقرّت اللجنة هذا التمويل، كما هو متوقّع، فإنّ حجم المساعدة الألمانية لأوكرانيا سيقفز من 3 مليارات تمّ التعهّد بها حتى الآن، إلى حوالي 15 مليار يورو، بما في ذلك المبالغ التي سيتم استخدامها لإعادة ملء مخازن الجيش الألماني.
وستعرض وزارة المالية غداً على النواب عدداً من المقترحات في هذا الاتجاه، وبحسب المصدر نفسه فإنّ الجيش الألماني سيتمكّن من الاستفادة من جزء من هذه المخصّصات الجديدة اعتباراً من هذا العام.
الإنتاجية الروسية
وذكرت وكالة سبوتنيك الروسية، أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، تفقد اليوم التقدم المحرز في تنفيذ أوامر القيادة العسكرية في مؤسسات الصناعات الدفاعية في مقاطعتي تشيليابينسك وكيروف.
وقام شويغو بتفتيش منشآت الإنتاج الخاصة بالمؤسسات التي تشارك بشكل مباشر في إنتاج المعدات العسكرية لضمان سير العملية العسكرية الخاصة، وفحص تشغيل خطوط الإنتاج الآلية للمدفعية والدبابات وقذائف الهاون من عيارات مختلفة وصواريخ الطائرات غير الموجهة، وكذلك مناطق مراقبة جودة المنتجات، كما أبلغ مدراء المؤسسات الوزير عن النتائج الحالية لتنفيذ أوامر القيادة، وكذلك عن المشاريع التي تنفذها الشركات لتحديث وتوسيع القدرات الإنتاجية، وكذلك زيادة إنتاجية العمل.