الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره التركي أردوغان رفقة أمير قطر (أرشيفية)
الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره التركي أردوغان رفقة أمير قطر (أرشيفية)
الأربعاء 29 مارس 2023 / 11:34

هل يستسلم أردوغان أمام شروط مصر بعد انهيار جماعة الإخوان الإرهابية؟

24- طارق العليان

قد تكون لدى تركيا فرصة لإصلاح علاقتها مع مصر، والتي تدهورت بشدة قبل عقد من الزمن، وتبقى نتيجة محاولات رأب الصدع على الخيارات السياسية للرئيس رجب طيب أردوغان، والانتخابات الرئاسية المقررة في 14 مايو (أيار).


ومع ذلك، يرى سنان سيدي، الزميل البارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، أنه سيكون من الصعب تطبيع العلاقات بين البلدين، لأن القاهرة لديها قائمة من المطالب الصعبة، وأردوغان مُتصلب الرأي.
ولإحراز تقدُّم في هذه الصدد، التقى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو مؤخراً بنظيره المصري سامح شكري، لكن الاجتماع لم ينته على هوى الضيف التركي. فقد أبلغ شكري جاويش أوغلو أن 3 أمور يجب أن تحدث قبل التطبيع: على تركيا إنهاء جميع أنشطتها العسكرية في ليبيا، وتسليم جميع أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية في تركيا، والمطلوبين من قبل مصر، وحل خلافاتها مع قبرص واليونان في شرق البحر الأبيض المتوسط.


ويقول سنان سيدي في مقله بمجلة "ناشونال إنترست" في موقعها الإلكتروني، رغم أن مصر تمثِّل أولوية لأردوغان، تستكشف أنقرة إمكانية رأب الصدع مع كثير من الدول العربية، وكذلك مع إسرائيل منذ عام 2021.

أردوغان يطرق الأبواب مجدداً

ستكون كل من مصر وسوريا وإسرائيل مهتمة بإعادة بناء العلاقات مع تركيا، غير أن تلك الدول كافة لديها طلبات.
بدايةً من عام 2013، توترت العلاقات الثنائية بين تركيا ومصر، وهي الدولة التي يمكن القول بأنها زعيمة العالم العربي وحليف وثيق للولايات المتحدة. وبعد الإطاحة بالرئيس التابع لجماعة الإخوان الإرهابية، محمد مرسي، لم يعترف أردوغان بالنظام الحاكم في مصر.
بدأ أردوغان بجولةٍ حول العالم، معلناً أن "العالم أكبر من مجموعة الخمسة!"، في إشارةٍ إلى التشكيلة غير العادلة وغير الفعالة للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

الإخوان الإرهابية


تراجعت في المنطقة الأحلام بمنطقةٍ يحكمها قادة مقربون من جماعة الإخوان الإرهابية. وانعدمت فرص إقامة أنظمة سُنيَّة قريبة من نظرة الإخوان لِلعالَم.
وهذا هو السبب، برأي الكاتب، الذي دعا أردوغان أيضاً إلى محاولة "تطبيع" العلاقات مع الرئيس السوري بشار الأسد، ولكي يؤتي التطبيع ثماره، طالبَ الأسد بإخراج القوات العسكرية التركية من الأراضي السورية، وهي خطوة قاسية أخرى يجب على أردوغان أن يخطوها.

إسرائيل


وأخيراً، لدينا إسرائيل التي يسعى أردوغان إلى التقارب معها مرة أخرى. في عام 2007، اتهم أردوغان إسرائيل بـ "قتل الأطفال"، وأتبعَ هذا البيان بمحاولة لخرق الحصار البحري المفروض على غزة في عام 2010، مما أدى إلى مواجهة مسلحة بينه وبين إسرائيل وإنهاء العلاقات الدبلوماسية.



ولتجاوز على هذا الموقف، نجحت إسرائيل وتركيا مؤخراً في إعادة العلاقات الدبلوماسية على مستوى السفراء. ومع ذلك، فمن غير المرجح، برأي الكاتب، أن تتحقق علاقة مبنية على الثقة، ما لم تُلبي تركيا بعض المطالب الإسرائيلية الرئيسة مثل طرد قادة حماس من أراضيها، فضلاً عن إغلاق مكاتب الحركة.


حيثما نظرَ أردوغان، نراه يبحث عن "تقارب" و"إعادة ضبط العلاقات". لكن في كل حالة، سيكون هناك ثمن عليه أن يدفعه، برأي الكاتب. فالدول التي تود بناء علاقات مع تركيا لديها قائمة طويلة من المظالم المُبررَة. والتعامل مع هذه المظالم مهمة شاقة.