دبابة أمريكية من طراز "ليوبارد" (رويترز)
دبابة أمريكية من طراز "ليوبارد" (رويترز)
الأربعاء 29 مارس 2023 / 20:16

تسليح الغرب لأوكرانيا يتزايد.. ذخيرة الهجوم المضاد

تُظهر الإمدادات الغربية الأخيرة للقوات الأوكرانية من الدبّابات الثقيلة والصواريخ البعيدة المدى والرامية لمساعدتها على الخروج من حرب الاستنزاف، تكيّف الغرب مع حاجات كييف ومع تطوّرات ساحة المعركة منذ بدأ الغزو الروسي في فبراير(شباط) 2022.

وفي 24 فبراير(شباط) 2022، شنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غزوه لأوكرانيا. تقدّمت القوات الروسية يومها بسرعة، وسيطرت على خيرسون في 3 مارس(أذار) 2022 وحاولت تطويق كييف،
وعلى الفور، أرسل الغربيون أولى شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا بين فبراير(شباط) ومارس(أذار) 2022، تلقّى الأوكرانيون أكثر من 40 ألف قطعة سلاح خفيف و17 ألف منظومة دفاع جوي محمولة، بالإضافة إلى أعتدة (25 ألف خوذة و30 ألف سترة واقية من الرصاص)، وفق بيانات معهد كيل الألماني الذي يحصي منذ بداية الحرب الأسلحة التي تمّ التعهّد بإرسالها وتلك التي جرى تسليمها بالفعل لأوكرانيا.

وأرسلت اليونان خصوصاً 20 ألف بندقية كلاشنيكوف "إيه كاي-47"، والولايات المتحدة 6 آلاف منظومة دفاع جوي محمولة و5 آلاف بندقية من طراز "كولت إم4" وألفي صاروخ "جافلين" محمول مضادّ للدبابات، والسويد 10 آلاف منظومة دفاع جوي محمولة وتشيكيا 5 آلاف بندقية هجومية من طراز "في زد 58" و3200 مدفع رشاش من طراز "في زد 59"، وهذه الأسلحة والمعدات الخفيفة، يسهل شحنها إلى أوكرانيا ونقلها في ساحة المعركة.

وفي مواجهة مقاومة شرسة في كييف وخاركيف، انسحب الجيش الروسي في نهاية مارس(أذار) 2022 لتركيز جهوده على منطقة دونباس والجنوب، وفي أبريل(نيسان)، بدأت عمليات تسليم المدفعية (مدافع هاوتزر وقاذفات صواريخ...) القادرة على ضرب الخطوط الخلفية للعدو وصولاً إلى مخزوناته من الذخيرة وعرقلة سلاسل التوريد الروسية.

وحتى الخريف، كانت كييف قد تسلّمت 321 مدفع هاوتزر، من بينها 18 مدفع سيزار فرنسي الصنع و120 ناقلة جند و49 راجمة صواريخ و24 هليكوبتر قتالية وأكثر من ألف مسيّرة أمريكية، بالإضافة إلى 280 دبابة سوفياتية الصنع أرسلتها بشكل أساسي بولندا والتي اعتاد الجيش الأوكراني على استخدامها.

ورغم انسحابها إلى شرق أوكرانيا وجنوبها، شنّت القوات الروسية سلسلة ضربات جوية بصواريخ ومسيّرات مفخّخة على البنى التحتية للطاقة والمراكز الحضرية الواقعة في مناطق بعيدة عن الجبهة، ولمواجهة تلك الهجمات، طالب الأوكرانيون بمنظومات دفاع مضادّة للصواريخ. قدّمت الولايات المتّحدة 8 وحدات والمملكة المتحدة 6 وإسبانيا 4 وألمانيا منظومة واحدة.

ووافقت واشنطن أخيراً على تسليم أوكرانيا منظومة صواريخ أرض-جو متوسطة المدى من طراز باتريوت الذي يعتبر من أفضل أجهزة الدفاع المضادة للطائرات التي تملكها الجيوش الغربية، وخلال الأشهر الأخيرة، اندلعت حرب خنادق في الشرق فيما خشيت أوكرانيا هجوماً روسياً كبيراً مع وصول جنود تعبئة. في ضوء ذلك، حصلت كييف على دبابات غربية ثقيلة وحديثة كانت تطالب بها منذ فترة طويلة للخروج من حرب الاستنزاف.

وفي نهاية يناير(كانون الثاني) الماضي، وعدت العديد من الدول الغربية بتسليم كييف دبابات مماثلة: واشنطن أعلنت أنها سترسل دبابات أبرامز ولندن دبابات تشالنجر 2 وبرلين دبابات ليوبارد 2 التي تعرف بأنها من الأفضل في العالم، كما سمح الضوء الأخضر الذي أعطته ألمانيا لإرسال هذه الدبابات لدول أخرى بأن تعد بتسليم أوكرانيا ليوبارد 2 التي أرسلت بولندا 14 وحدة منها.

وحتّى الآن، لم يكن لدى كييف سوى دبابات سوفياتية الصنع وقد خسرت عدداً كبيراً منها خلال الحرب. والدبابات الغربية هي أكثر كفاءة من الناحية التكنولوجية، وأول أمس الإثنين، تم تأكيد وصول أولى الدبابات المرسلة من لندن وواشنطن وبرلين، كذلك، وصلت صواريخ GLSDB البعيدة المدى التي كانت الولايات المتحدة وعدت بإرسالها مطلع فبراير(شباط) الماضي، وفقاً لتأكيدات روسية لم تنفها كييف.

وتعتبر أوكرانيا أنّ هذه الصواريخ التي يصل مداها إلى 150 كيلومتراً حيوية للهجوم المضاد الذي تستعدّ له منذ أشهر.