الخميس 30 مارس 2023 / 15:41

مخاطر احتضان بيلاروسيا أسلحة بوتين النووية

سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الضوء على تداعيات قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن بلاده ستنشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا، ما اعتبرته يُمثل منعطفاً آخر في خضم الحرب الروسية الأوكرانية.

وقالت الصحيفة إن هذا القرار قد يعيد الوضع الكارثي لأيام الحرب الباردة والتهديدات النووية المتهورة إلى الواجهة من جديد، ما قد يُدمر ضبط النفس الذي تتخذه الدول النووية الأخرى.

قرار مثير للقلق

وأشارت الصحيفة إلى أن مدى جدية قرار بوتين لا يزال غير واضح، إذ قال لتلفزيون "روسيا 24" في 25 مارس (آذار) الجاري إن موسكو قدمت بالفعل لبيلاروسيا 10 طائرات ذات قدرة نووية وسلمتها مجموعة صواريخ "إسكندر" ذات القدرة النووية وستبدأ تدريب طواقمها في 3 أبريل(نيسان)، وستكمل بناء منشأة تخزين خاصة للأسلحة النووية التكتيكية في بيلاروسيا بحلول 1 يوليو (تموز).

لكن الصحيفة الأمريكية ترى أنه "على الرغم من تصريحات بوتين، لا يوجد موقع بناء معروف لمثل هذا المستودع المعقد في بيلاروسيا، ويبدو من غير المحتمل أن يتم الانتهاء منه في وقت قصير جداً"، إلا أنها حذرت في الوقت نفسه من أن التهديد الأخير "مثير للقلق".

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إنه "إذا تم نقل الأسلحة إلى بيلاروسيا، فستكون أقرب إلى الحرب في أوكرانيا، ومثل هذه الأسلحة المروعة ليس لها فائدة في ساحة المعركة في كييف، بل من شأنها أن تؤدي إلى رد فعل هائل من المجتمع الدولي، مما يؤدي إلى عزل روسيا وبوتين بشكل أكبر".

خطر الانتشار النووي

ترى الصحيفة أن هناك خطر دائم من سوء التقدير وسوء الفهم عند نشر الأسلحة النووية، لافتة إلى أن اتفاقيات الحد من الأسلحة التي تحد من القوات النووية بعيدة المدى أو الاستراتيجية تضعف أكثر فأكثر.

تم سحب الأسلحة النووية التكتيكية أو قصيرة المدى، والتي تم بناء العديد منها خلال مواجهة الحرب الباردة، إلى روسيا من دول حلف وارسو، والجمهوريات السوفيتية الأخرى، في أوائل عام 1990 ويعتقد أن موسكو تمتلك الآن 2000 من هذه الأسلحة في مستودعات التخزين المركزية.

وبالنسبة للولايات المتحدة فلديها حوالي 100 قنبلة نووية منتشرة في 5 دول من حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ولطالما اعترضت روسيا على هذه الأسلحة، وفعلت ذلك مؤخراً في اجتماع بوتين مع الزعيم الصيني شي جين بينغ في 21 مارس (آذار)، عندما أصدر الزعيمان بياناً مشتركاً يعلن فيه أنه يجب على الدول الامتناع عن نشر أسلحة نووية في الخارج. ومع ذلك، لا شيء يمنع بوتين من نشر أسلحته في بيلاروسيا، على الرغم من أن معاهدة الحد من الأسلحة لم تذكر أبداً الأسلحة النووية التكتيكية.

تواطؤ بيلاروسيا

وفيما يخص بيلاروسيا، فقد أصبحت بذلك أكثر استعباداً لروسيا، كما تقول الصحيفة، ومن خلال إقراض المجال الجوي والمرافق الأرضية لبيلاروسيا للحرب المدمرة ضد أوكرانيا (بعض الصواريخ التي تصطدم بمباني المدنيين في أوكرانيا يتم إطلاقها من بيلاروسيا أو الطائرات المتمركزة هناك) يكون الرئيس البيلاروسي أليكساندر لوكاشينكو متواطئاً في جرائم الحرب المرتبطة باسم بوتين. وفي الوقت نفسه، في بيلاروسيا، كان لوكاشينكو يضيق الخناق على المجتمع المدني، ويعتقل المحامين والنقابيين، من بين آخرين.

وأشارت الصحيفة إلى أن المعارضة الديمقراطية للوكاشينكو بقيادة سفيتلانا تيخانوفسكايا المنتصرة الشرعية في الانتخابات الرئاسية لعام 2020، عارضت بشدة تمركز الرؤوس الحربية النووية في بيلاروسيا، وطالبت بطرد القوات الروسية من البلاد. وفي زيارة قامت بها مؤخراً إلى الولايات المتحدة، أكدت تيخانوفسكايا، التي تحدثت بشكل متكرر دفاعاً عن أوكرانيا، من جديد رؤيتها لبيلاروسيا بوصفها مستقلة وحرة.

وترى "واشنطن بوست" أن بيلاروسيا "تحتاج إلى كل المساعدة التي يمكنها الحصول عليها في النضال من أجل التحرر من سيطرة الكرملين التي تضعها في الخطوط الأمامية للحرب في أوكرانيا".