الإثنين 3 أبريل 2023 / 15:38

التعيينات القيادية الجديدة.. بداية مرحلة تاريخية تُسطَّر بماء الذهب

هذه التعيينات الجديدة تعطي إشارة واضحة إلى الزخم الهائل الذي يحمل بين طياته حقيقة وخلفيات "للحاكم الملهم"




إن من دواعي فخرنا أننا اليوم في المكانة التي قادتنا إليها إلهامات عائلة "آل نهيان" بحكمتها وحنكتها السياسية، وهي إرادة الإنسان الإماراتي والظبياني- خصوصًا- وقدرته على العطاء والبناء، ومسايرته مستجدات العصر الحديث، لتتبوأ الإمارة بتلك الشخصية الناضجة، والهمة العالية، الريادة والتنمية المتوازنة والمستدامة في الجزيرة العربية في مدّة زمنية وجيزة، ما أدهش العالم وأذهل مفكريه ومحلليه على كافة الأصعدة.
العاصمة أبوظبي هي مدينة بهية شامخة بشيوخها العظماء، وبأصالتها التراثية، كما أنّها مقرٌّ لإقامة أجيال متعاقبة من حكام آل نهيان الكبار، حيث كان آخرهم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
التاريخ مليء بالحقائق التي تعكس أصالة مواقف حكامنا، ونفاسة معادنهم، وعظمة أمجادهم، ومواقفهم المشرفة، فحُقّ لنا في هذا اليوم المجيد الفرح والسرور، حيث مثلت المراسيم الأميرية بالتعيينات القيادية الجديدة التي أصدرها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة، حفظه الله، بداية لحقبة تاريخية لتوطيد أركان شعبنا، حيث نرفعَ هاماتِنا لعنانَ السماء، نرفعها والعزّ يشملنا، والإباءُ والسموّ يغمرنا، ولمَ لا ينتابنا هذا الشعور الغامر ونحن في أيادٍ أمينة وعادلة، ما زالت تسطّرُ معانيَ الوفاءِ والانتماء لثرى هذا الوطن العزيز.
اليوم يتَّسع الأمل والطموح من أجل المستقبل؛ فالشخصيات القيادية التي تم تعيينها هم كوكبة من الشيوخ الذين طبعوا إنجازاتهم الوطنية في الذاكرة الوطنية، فهنا تُعلو أناشيد الولاء والانتماء، وتُلقى العبارات الصَّادقة؛ حبًّا في شيوخ يستحقُّون العِرفان والثناء الذين حملوا مشاعل التّطوُّر، فتترسخ المشاعر الإيجابيَّة بأن "البيت الواحد" "والبيت متوحد" مع الوعد بالتفاني لإكمال المسيرة التي حقَّقها المؤسَّسون.
كما يمثل هذا إيذانًا بأننا نسير بالاتجاه الصحيح؛ لأننا نبني بهذه القرارات المصيرية مكانًا لائقًا نحو الأفضل سننتقل إليه، إنه يوم خالد وملحمة وطنيَّة تمثِّل أبهى صُوَر الاصطفاف بين القيادة والشَّعب، وتُعزِّز معاني التلاحُم والتعاضُد.
فالقرارات السامية الكريمة من قائدنا الأعلى تعتبر رؤية مكتملة الأركان للعبور للشاطئ الآخر؛ فقد استطاعت العبقريَّة القياديَّة الفريدة لدولة الإمارات أن تخلق شعبًا طموحًا واثقًا، يتميَّز بالإبداع والابتكار، وأن تُوجِد للمواطنين حياةً رغيدةً، وبيئةً مِعطاءةً مستدامةً، واتّحادًا وطنيًّا قويًّا، يجمعه المصير المشترك، كما استطاعت تلك العبقريَّة أن تُوجِد اقتصادًا تنافسيًّا يُحتذى به.
يحقُّ لنا أن نقف وقفة اعتزاز وزهو بما نراه- بل بما يراه العالم- من استقرار سياسي واقتصادي، ورسوخ أمني، ورفاهية يعيشها كل من تحمله هذه الأرض الطيبة؛ هذا بفضل الله أولًا، ثم بفضل القفزات العالمية التي نشهدها، خلال تبني حزمة من القرارات الصائبة والتغيرات الإصلاحات التشريعيَّة، واستحداث الأنظمة الفعالة والسياسات الناجحة.
وستتذكر شعوبنا الجهود المضنية التي بذلها شيوخنا، من تأسيس البنيان، والقرارات الحازمة التي اتخذت، والرجال الأوفياء الذين كانوا مصدرًا للوحدة والتلاحم، لا جغرافيًا أو مصيريًّا فحسب، بل كانوا يومًا مصدر الإلهام والتصوُّرات الخلاقة، واستباق التحديات، والحلول الاستباقيَّة، والتعامل مع كل المستجدات من أجل بقاء هذا التجدد التاريخي، ومن أجل استعادة الأمل بالحاضر والمستقبل.
إن هذه التعيينات الجديدة تعطي إشارة واضحة إلى الزخم الهائل الذي يحمل بين طياته حقيقة وخلفيات "للحاكم الملهم"، و"القيادة العبقريَّة"، و"المشيخة الحكيمة"، التي نحجت في أن تجعل هذه المنطقة محطة تنوير وعمران وحضارة، وبرهنت للعالم على أن تلك الذهنيَّة العالية، وتلك العقليَّة الثاقبة، هي التي صنعت مع الوقت ثقافة اتحاديَّة وطَّدت أركان الدولة، فجذور هذه القيم ضاربة أطنابها في أصل الإنسان الإماراتي، وتاريخه الحافل والعريق، ما يثبت أنَّ البيت الإماراتي المتوحِّد سيبقى جسدًا واحدًا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
أكاد أجزم بأننا اليوم نرى صورة المستقبل الذي نحثُّ الخطى نحوه؛ لأننا في هذا اليوم الاستثائي نستطيع أن نقول إنه تم اكتمال البنيان، وركبنا قطار المستقبل الذي سيقودنا لكي نبصر الطريق بوضوح، كما سوف نلامس سقف الأمل الذي تحققت رؤاه المستقبليَّة، ومنطلقًا لكل ما يخدم المواطن، ويُسهم في حياة أفضل له.
هنيئًا لنا بقادتنا وبحكامنا وبرؤيتهم الثاقبة وحكمتهم العالية، وقراراتهم المباركة التي تصب في صالح تعزيز نهج الريادة الذي أرسى دعائمه الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان- طيَّب الله ثراه- لما تحمله هذا القرارات من تمكين لجيل متميِّز يواصل مسيرة الخير بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله).