الإثنين 10 أبريل 2023 / 15:45

الصين وتايوان.. تاريخ من العلاقات المضطربة

24 - أحمد إسكندر

باشرت الصين، اليوم الإثنين، مناورات عسكرية بالذخيرة الحيّة قرب تايوان في اليوم الثالث والأخير من تدريب يشمل "تطويقاً كاملاً".

وشهدت العلاقات الصينية التايوانية المضربة محطات مهمة منذ انفصالهما الفعلي في 1949 وأعلن ماو تسي تونغ قيام جمهورية الصين الشعبية في بكين في الأول من أكتوبر(تشرين الأول).

في السابع من ديسمبر(كانون الأول) شكل حزب كومينتانغ (الحزب القومي الصيني) بقيادة تشانغ كاي شيك (1887 1975) حكومة في جزيرة تايوان (فورموزا سابقاً) وحظر أي اتصال مع جمهورية الصين الشيوعية.

وفي ديسمبر (كانون الأول) جرت محاولة أولى للجيش الشعبي الصيني للسيطرة على جزيرتي كيموي وماتسو الصغيرتين اللتين تعودان إلى تايوان.

في 1950 أصبحت تايوان حليفة لواشنطن في الحرب ضد الصين في شبه الجزيرة الكورية ونشرت واشنطن أسطولاً في مضيق تايوان لحماية حليفتها الجديدة من هجوم محتمل صيني.

وفي 25 أكتوبر(تشرين الأول) 1971 منح مقعد الصين في الأمم المتحدة الذي كانت تشغله تايوان، لبكين وفي مارس(آذار)1979 أقامت واشنطن علاقات دبلوماسية مع بكين.

غموض استراتيجي

ومنذ ذلك الحين تلتزم الولايات المتحدة على غرار المجتمع الدولي برمته بسياسة الصين الواحدة معترفة ببكين وحدها كحكومة شرعية، لكن ذلك لم يمنعها من إقامة علاقات وثيقة اقتصادية وعسكرية مع تايبيه وتواصل واشنطن ما يسمى "الغموض الاستراتيجي" حيال تايوان وتبقى حليفتها الأكبر موفرة لها دعماً عسكرياً كبيراً.

في نوفمبر(تشرين الثاني)1987 سُمح للتايوانيين بالتوجه الى الصين القارية ما أدى إلى لم شمل عائلات، ما فتح الطريق للمبادلات التجارية وفي 1991، ألغت تايبيه من جانب واحد كل الإجراءات التي تفرضها حالة الحرب مع الصين.

لكن في يونيو(حزيران)1995 علقت بكين مفاوضات لتطبيع العلاقات احتجاجاً على زيارة الرئيس لي تنغ هوي إلى الولايات المتحدة.

وفي 1996 أجرت الصين تجربة اطلاق صواريخ قرب السواحل التايوانية قبيل أول انتخابات رئاسية تايوانية بالاقتراع العام المباشر.

وفي انتخابات العام 2000، خسر حزب كومينتانغ السلطة في تايوان للمرة الأولى وتحسنت الروابط التجارية بين الجانبين خلال السنوات التالية.

اعتمدت بكين في 14 مارس(آذار)2005 قانوناً يسمح باللجوء إلى القوة في حال أعلنت تايوان استقلالها وفي الشهر التالي، عقد لقاء تاريخي في بكين بين ليان تشان زعيم حزب كومينتانغ والرئيس هو جينتاو زعيم الحزب الشيوعي الصيني، في سابقة منذ 1949.

واستأنفت بكين وتايبيه في 12 يونيو(حزيران)2008 حوارهما الذي علق في 1995 بعد فوز مرشح كومينتانغ ما يينغ جيو بناء على برنامج يقضي بالتقارب مع الصين في الانتخابات الرئاسية وفي الرابع من نوفمبر(تشرين الثاني) وقعت الصين وتايوان سلسلة اتفاقات اقتصادية لتنظيم رحلات جوية ولتشجيع السياحة بين البلادين.

كما وقع الطرفان في يونيو (حزيران)2010 اتفاق اطاري للتعاون الاقتصادي بين بكين وتايوان وفي فبراير(شباط) 2014 أطلقت بكين وتايبيه حواراً بين الحكومتين للمرة الأولى منذ 1949.

وفازت تساي إينغ وين من الحزب الديموقراطي التقدمي المؤيد تقليدياً للاستقلال، في الانتخابات الرئاسية في تايوان في يناير(كانون الثاني)2016.

وفي يونيو (حزيران) أوقفت الصين الاتصالات مع تايوان بعد امتناع الحكومة الجديدة عن الاعتراف بسياسة "الصين الواحدة".

وقطع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في ديسمبر(كانون الأول)عقوداً من السياسة الدبلوماسية الأمريكية من خلال التحدث مباشرة مع رئيسة تايوان تساي عبر الهاتف.

وصرح الرئيس الصيني شي جين بينغ في يناير(كانون الثاني) 2019 إن توحيد الصين وتايوان أمر "لا مفر منه".

خلافات صينية أمريكية

في 2021، قامت الطائرات الحربية الصينية بمئات الطلعات في منطقة الدفاع الذاتي التايوانية وفي أكتوبر(تشرين الأول) قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الولايات المتحدة ستدافع عن تايوان إذا هاجمتها الصين، في تصريحات تراجع البيت البيض عن جزء منها وأكدت رئيسة تايوان تساي وجود عدد صغير من الجنود الأمريكيين في تايوان للمساعدة في تدريب قوات الجزيرة.

وصلت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، إلى تايوان في الثاني من أغسطس(آب) خلال جولة في آسيا بعد أيام من التكهنات والتحذيرات الصارمة من بكين بشأن "عواقب" غير محددة.

قالت بيلوسي أعلى مسؤول أمريكي يزور الجزيرة منذ 25 عاماً، إن زيارتها تؤكد "التزام بلادها الراسخ دعم الديموقراطية النابضة بالحياة في تايوان".

تعهدت الصين الغاضبة الرد وبدأت أكبر مناورات عسكرية على الإطلاق في المنطقة حيث طوقت تايوان في الرابع من أغسطس(آب) وأجرت مناورات حربية استمرت حوالى أسبوع وشملت التدريبات نشر مقاتلات وسفن حربية وإطلاق صواريخ بالستية.

وردت تايبيه بمناورات أيضاً بينما أرسلت الولايات المتحدة سفناً حربية عبر مضيق تايوان وأعلنت عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة للجزيرة وفرضت الصين عقوبات على بيلوسي لكن زيارتها شجعت وفودا أمريكية أخرى وأوروبية على التوجه إلى تايوان.

توقفت تساي مرتين في الولايات المتحدة في طريقها إلى أمريكا اللاتينية وعودتها منها، والتقت رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي، في رحلة العودة في كاليفورنيا في الخامس من أبريل(نيسان) وحذرت بكين من الاجتماع وأصدرت إدانات وشددت على أن تايوان جزء من أراضيها وأن "سيادة الصين وسلامة أراضيها لا يمكن المساس بهما أبداً".

في الثامن من أبريل(نيسان) أي بعد يوم على عودة تساي إلى تايبيه، أطلقت بكين مناورات عسكرية لمدة 3 أيام تشمل تدريباً على "تطويق" تايوان.

في العاشر من أبريل(نيسان) أعلنت الصين أن طائرات تابعة لها "تحمل ذخيرة حيّة" شاركت في المناورات التي شملت محاكاة لفرض "حصار جوي" على تايوان وأعلنت واشنطن ابحار مدمرة أمريكية في مياه بحر الصين الجنوبي الذي تطالب بكين بالسيادة عليها، ما أثار تنديداً صينياً.