الإثنين 10 أبريل 2023 / 15:53

على نهج زايد.. أبرز مبادرات ومساعدات قيادة الإمارات الإنسانية

24 - رند أبوعوض

يأتي احتفاء دولة الإمارات بيوم زايد للعمل الإنساني الذي يصادف 19 رمضان من كل عام ويتزامن مع ذكرى رحيل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تأكيداً من حكومة الدولة على السير على خطى مؤسس الاتحاد في العمل الإنساني ومد يد العون لجميع دول العالم والشعوب المحتاجة دون تفرقة أو عنصرية.

ومنذ تأسيسها وحتى يومنا هذا، تحتضن الإمارات من خلال إرث الشيخ زايد الإنساني أكثر من 40 جهة مانحة ومؤسسة إنسانية وخيرية تغطي مساعدتها كافة دول العالم والشعوب المحتاجة والمتأثرة، ونجحت في تصدر قائمة الدول الأكثر عطاءً على مستوى العالم نسبة إلى دخلها القومي.


 ومنذ قيام الاتحاد، حرص رائد العمل الإنساني المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على مشاركة خير بلاده مع كافة الشعوب خاصة في المناطق التي شهدت النزاعات والكوارث، وفي مساعدة الفقراء والمحتاجين، إذ بلغت قيمة المساعدات التنموية والإنسانية التي تم توجيهها من الإمارات خلال الفترة من العام 1971 حتى 2004، ما يقارب نحو 90.5 مليار درهم، فيما تخطى عدد الدول التي استفادت من المساعدات، والمعونات الإنمائية، والإنسانية، والخيرية، التي قدمتها الإمارات حاجز الـ 117 دولة تنتمي لكافة أقاليم العالم وقاراته.
 وتبرع الشيخ زايد بـ 50 ألف دولار لدعم أنشطة منظمة "اليونيسيف" في برامجها الهادفة لمساعدة الطفولة، كما تبرعت الإمارات بـ 424 ألف دولار لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، و100 ألف دولار لصندوق رعاية الطفولة "اليونيسيف"، كما قدمت الدولة حتى عام 1974 دفعات مالية للبنك الإسلامي للتنمية بلغت 110 ملايين دينار. 
وأطلق مؤسس الاتحاد العديد من المبادرات النوعية التي من شأنها التخفيف عن المحتاجين والفقراء، ومنها إنشاء صندوق أبوظبي للتنمية عام 1971، وإنشاء مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية عام 1992، وحرصاً منه على بناء المستشفيات والمعاهد في مختلف دول العالم، تم بناء معهد الشيخ زايد لتطوير جراحة الأطفال في واشنطن، ومستشفى زايد في جزر القمر، ومستشفى الشيخ زايد للأمومة والطفولة في صنعاء، ومستشفى زايد للأمومة والطفولة في أفغانستان، ومستشفى الشيخ زايد في موريتانيا، ومشروع مركز زايد الثقافي "مسجد النور" في إثيوبيا، وكلية زايد للعلوم الإدارية والقانونية في مالي، ومركز زايد للتدريب الصناعي في الهند، ومركز زايد الثقافي استكهولم في السويد، وغيرها العديد.

خليفة بن زايد

وعلى نهج زايد، سار المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان عند توليه الحكم عام 2004، وكانت أبرز مبادراته الإنسانية خلال فترة حكمه إنشاء صندوق خليفة لتطوير المشاريع الذي يوفر برامج شاملة تلبي احتياجات المستثمرين أثناء سعيهم لتأسيس، أو توسيع النشاط الاستثماري، بالإضافة إلى إنشاء نظام لخدمات الدعم والمساندة تشمل التدريب، والتطوير، وإعادة التأهيل، وتوفير البيانات، والخدمات الاستشارية، والمبادرات التسويقية. كما أطلق مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية التي تقدم المساعدات في مجالي الصحة والتعليم محلياً، وإقليمياً، وعالمياً، ووصلت مساعدات المؤسسة منذ تأسيسها لأكثر من 87 دولة حول العالم، وتقوم بتمويل وتنفيذ المشاريع التنموية المستدامة التي تستهدف الدول والمجتمعات الفقيرة، وتلبية النداءات الإنسانية التي تصدر عن الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية خلال الكوارث والأزمات، وخلال ثماني سنوات من إنشائها تم تنفيذ ما يقارب 40 إغاثة طارئة في العديد من الدول حول العالم استفاد منها ملايين من البشر.
كما أمر المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بإنشاء صندوق برأس مال 10 مليارات درهم لدراسة ومعالجة قروض المواطنين من ذوي الدخل المحدود، وإجراء تسويات للقروض الشخصية المستحقة بالتنسيق مع المصرف المركزي، والمصارف الدائنة، كما أمر بمعالجة وتسوية كافة قضايا القروض الشخصية المتعثرة للمواطنين ممن تقل مديونياتهم عن 5 مليون درهم. 
وأطلق مبادرة لتطعيم ملايين الأطفال الباكستانيين، حيث تم إعطاء اللقاحات ضد شلل الأطفال في 66 منطقة من المناطق ذات الخطورة العالية في إقليم بلوشستان، وإقليم خيبر بختونخوا، وإقليم المناطق القبلية فتح، وإقليم السند بباكستان.
ومن خلال حملة الإمارات ضد شلل الأطفال، قدمت الدولة نحو 116,177,794 مليون لقاح لأطفال باكستان ممن تقل أعمارهم عن خمس سنوات، وذلك من يناير (كانون الثاني) 2014 وحتى نهاية مايو (آيار) 2016. 

محمد بن زايد

وبعد وفاة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان عام 2022، وتولي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مقاليد الحكم في الإمارات، كان الهدف الإنساني الأبرز للحاكم الجديد بذل كافة جهوده في إغاثة ومساندة شعوب المناطق الأكثر فقراً أو المتضررة بفعل الكوارث الطبيعية، فضلاً عن دعم وتمكين المجتمع الإماراتي وتحقيق الاستقرار الأسري لهم.
ومع بدء توليه الحكم أطلق رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عدة مبادرات تهدف لرفع مستوى جودة حياة المواطن الإماراتي وتعزيز الاستقرار الأسري، إذ أصدر قراراً بشأن معاملة أبناء المواطنات الإماراتيات المقيمين في الدولة بالمعاملة ذاتها المقررة للمواطنين في قطاعي التعليم والصحة، ووجه بإعادة هيكلة "برنامج الدعم الاجتماعي لمحدودي الدخل" ليصبح برنامجاً متكاملاً بمبلغ 28 مليار درهم، ليرتفع مخصص الدعم الاجتماعي السنوي من 2.7 مليار إلى 5 مليارات درهم، لترتفع ميزانية البرنامج من 14 مليار درهم إلى 28 مليار درهم.
وكان للشيخ محمد بن زايد آل نهيان دوراً في التصدي لأزمة كورونا وتداعياتها محلياً وعالمياً، مما جعل الإمارات من أوائل الدول التي تنجح في تخطي الجائحة والانتقال إلى مرحلة التعافي التام، وكانت السبب في إغاثة العديد من الدول حول العالم في مواجهة كورونا، إذ قدمت الدولة منذ بدء الجائحة عام 2020 وحتى يوليو (تموز) 2021، 2154 طن من المساعدات الطبية، والأجهزة التنفسية، وأجهزة الفحص ومعدات الحماية الشخصية، والإمدادات، تم توجيهها إلى 135 دولة حول العالم.
وكان للشيخ محمد بن زايد آل نهيان الدور الأبرز عالمياً في إغاثة المتضررين إثر الزلزال الذي ضرب كل من تركيا وسوريا، حيث أمر بإطلاق عملية "الفارس الشهم2" التي سيرت الإمارات من خلالها إلى البلدين 243 طائرة إغاثية، إلى جانب سفينتي شحن نقلت 10030 طناً من المساعدات
كما أمر بإرسال مساعدات إغاثية عاجلة إلى عدة دول بسبب الفيضانات والسيول ومنها باكستان، وأفغانستان، والسودان وغيرها العديد من الدول التي شهدت أزمات وكوارث طبيعية.
ومنذ 2011 تبرع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بـ 911.4 مليون درهم إماراتي للجهود الإنسانية والخيرية الهادفة إلى توفير اللقاحات، وتمويل حملات القضاء على شلل الأطفال، لا سيما في البلدان المستهدفة بهذه المبادرات.
وأطلق صندوق "بلوغ الميل الأخير" لجمع 100 مليون دولار أمريكي بهدف القضاء على الأمراض التي يمكن الوقاية منها والسيطرة عليها، التي تعيق الآفاق الصحية، والاقتصادية، لأشد الناس فقراً في العالم.

ويمضي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في وضع قرارات تضمن لدولة الإمارات مستقبلاً بأيد أمينة تمشي على عهد الشيخ زايد وتمضي نحو إعلاء مكان دولة الإمارات الإنسانية، وظهر ذلك جلياً في الأمر الصادر عنه بتعيين الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائباً لرئيس الدولة إلى جانب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وتعيين الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، والشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائبين لحاكم أبوظبي، وتعيين الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ولياً للعهد في إمارة أبوظبي.