القبة الحديدية تتعامل مع صواريخ غزة. (أرشيف)
القبة الحديدية تتعامل مع صواريخ غزة. (أرشيف)
الجمعة 5 مايو 2023 / 18:26

مؤشرات العنف تدفع إسرائيل إلى صراع طويل

قال الكاتب الإسرائيلي دورون ماتزا الباحث بمركز "بيجن – السادات" للأبحاث الاستراتيجية، إن الجولة القصيرة والعنيفة مع قطاع غزة مؤخراً، والتي شهدت إطلاق أكثر من 100 صاروخ، أثارت مرة أخرى الجدل العام في إسرائيل حول "شؤون غزة"، ودار النقاش حول حلول للأزمة مع القطاع، فيما استخدم السياسيون والمعلقون والشخصيات العامة في إسرائيل نفس الصيغة والشعارات.

أضاف الكاتب الإسرائيلي في مقال بموقع "ماكور ريشون"، أن الأحداث الأخيرة في غزة ليست سوى قمة جبل الجليد لظاهرة أوسع نطاقا وذات مغزى رافقت إسرائيل لفترة طويلة، لافتاً إلى أن تل أبيب تعرضت خلال العامين الماضيين لهجمات عنيفة من قبل العديد من الأطراف.


فوضى

يقول ماتزا  تحت عنوان "انتهى عصر السلام الاقتصادي.. على إسرائيل الاستعداد لصراع واسع النطاق"، إن العنف في الضفة الغربية يضرب إسرائيل منذ عدة أشهر، إضافة إلى العنف الذي يخرج من الأحياء العربية بالقدس الشرقية، لتتسم البلاد بـ"الفوضى" في الجنوب والشمال، لافتاً إلى أن الفلسطينيين من لبنان انضموا إلى دائرة العنف في الأشهر الأخيرة، حتى حزب الله بدأ في تحدي إسرائيل بعد سنوات طويلة من الصمت منذ حرب لبنان الثانية.
أضاف الكاتب أن إطلاق الصواريخ ليس سوى جزء من اتجاه مستمر للعنف ضد إسرائيل والذي استمر لفترة طويلة، مؤكداً أن التحليل الذي ينص على أن كل حدث عنيف قائم بذاته "أمر خاطيء"، وتابع "بعد عقد ونصف العقد اتسمت المنطقة بالاستقرار الأمني ​​الذي سمح بالازدهار الاقتصادي والزخم السياسي، بما في ذلك اتفاقيات إبراهيم، تواجه إسرائيل الآن حملة شنها ضدها سلسلة من الفاعلين الإقليميين، بما في ذلك إيران وحزب الله".

 

 


ويشير الموقع إلى أن القاسم المشترك بينهم جميعاً أنهم يتشاركون في وجهة نظر عالمية ناشطة تطمح إلى تفكيك نموذج "السلام الاقتصادي"، وإعادة الشرق الأوسط إلى الفترة التي تحكمت فيها الأسس الأيديولوجية والهوية، لافتاً إلى أنهم يسعون إلى زرع الفوضى وتقويض الأمن الشخصي وبالطبع الإضرار بشكل غير مباشر بالنظام الاقتصادي من خلال التحركات السياسية، مثل تلك التي تقوم بها إيران ضد دول الخليج العربي، والتحركات العسكرية منخفضة الكثافة.


حملة ضد إسرائيل

وقال الموقع إن هذه حملة استراتيجية متعمدة ضد إسرائيل، تأتي في ظل غياب قوى كبيرة قادرة على وقفها، مشيراً إلى ضعف الإدارة الأمريكية الحالية وفقدان قبضتها على الشرق الأوسط لصالح الصين وروسيا. إضافة إلى ذلك، فإن الاتجاه العالمي لعودة الأيديولوجيا، وهو أمر ملحوظ للغاية على خلفية الحرب في أوكرانيا، وكذلك علامات التآكل الداخلي في إسرائيل على خلفية واقع سياسي اجتماعي هش، واستطرد الموقع "كلها عوامل تقلب الموازين حالياً لصالح المعسكر النشط على حساب إسرائيل".

 


صراع واسع

وتابع "الشقوق في صورة الواقع الاستراتيجي عميقة وهامة وتتطلب إعادة التفكير في تصميم استراتيجية تتماشى مع النظام الذي يتغير، وإعادة تحديد مجموعة الأدوات والوسائل التي يمكن استخدامها في هذه الظروف، ويجب أن يأخذ هذا التفكير الاستراتيجي في الاعتبار الاحتمال الفعلي لتطوير سيناريوهات صراع واسعة تتطلب من إسرائيل أن تكون جاهزة لاستخدام أنظمة جوية متقدمة. وفي هذا الإطار، سيتعين على إسرائيل أيضاً تدريب الرأي العام الداخلي على إمكانية التصعيد الأمني".