مناورات للقوات المسلحة الإماراتية.(أرشيف)
مناورات للقوات المسلحة الإماراتية.(أرشيف)
الأحد 7 مايو 2023 / 17:49

 "توحيد قواتنا المسلحة" يوم التلاحم الوطني

الجندية شرف لا يدانيه شرف، وحماة الوطن هم أحفاد الآباء والأجداد




برهن أبطال قواتنا المسلحة على أنهم عند حسن ظن قيادتهم وشعبهم بهم، وأن الرهان عليهم لم يخب ولن يخيب أبدًا، وإن أدوار ومهمات أفواج قواتنا المسلحة تتكامل وفق منهجية وتخطيط محكم، وستظل وفية لتحقيق رسالتنا وواجبنا الوطني.
‏إنني أنتهز كل فرصة لكي أهنئ قواتنا المسلحة بمناسبة الذكرى الـ/ 47 / لتوحيدها، إنه يوم وطني خالد في مسيرة الاتحاد ورفعة الوطن، فقد أثبتت قواتنا المسلحة بأنها مدرسة وطنية عريقة، بما تبثّه من قيم التضحية والانتماء والولاء، ووهب أبناء القوات المسلحة أرواحهم لتظل راية الإمارات خفاقة، كما أثبتت قواتنا المسلحة أنها أهم ركائز القوة الشاملة للدولة، وأنها الدرع الذي يحمي منجزات الدولة ومكتسباتها.
وإنه من الوفاء أن نثمن جهود القادة المؤسسين، وأولهم جهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، وأشقائه الذين أصروا على تسطير هذا التاريخ الذهبي، عندما أعلنوا توحيد القوات المسلحة، فصارت الدرع القوي، والسياج المنيع، لصون الأمانة وحماية أمن واستقرار الوطن.
 وإن الدور الذي تقوم به قواتنا المسلحة في الخارج يتسق مع مبادئ وأهداف السياسة الخارجية للدولة، والتي تنطلق من تعزيز السلام والاستقرار والأمن والعدل على الساحتين الإقليمية والدولية؛ إذ إن قواتنا المسلحة تلعب دورًا محوريًّا في تحقيق أهداف سياسة الإمارات الخارجية، وخاصة الأهداف المتعلقة بالمساهمة في حفظ الأمن والسلم والاستقرار على الصعيدين الاقليمي والدولي. كما أن "البيت متوحد" ليس شعارًا مجردًا، وإنما واقع ملموس يترجَم في حالة التفاعل بين القيادة والشعب، وفي التفاف القيادة والشعب وراء القوات المسلحة التي تقدم أروع الأمثلة في التضحية والبطولة والفداء.إنّ رؤية قيادتنا التنويرية والإستراتيجية في بناء الدولة والمواطن تحتفى بالقيم والمثل والاعتزاز بالمبادئ الوطنية وفق إطار متّزن فكريًّا ودينيًّا وثقافيًّا، وبهذه الأفكار النيرة حدث التغيير، وهي صفات من النزاهة والمصداقية قلما تجتمع في القوات العسكرية في العالم إلا فيما ندر.
لعلنا ندرك أن قواتنا المسلحة أثبتت بأنها قوة أمن وسلام واستقرار وتنمية في محيطها الخليجي والعربي والإقليمي والدولي، وأنها تمثل طرفًا فاعلًا في مواجهة مصادر التهديد التي تواجه أمن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، والدول العربية كافة، كما يدلُّ الموقف الإماراتي الثابت منذ البداية على وعي القيادة الرشيدة بدقّة المرحلة وطبيعة التحديات التي تهدِّد المصير العربي المشترك.

الجندية شرف لا يدانيه شرف، وحماة الوطن هم أحفاد الآباء والأجداد، الذين ضربوا أروع الأمثلة في الفداء والتضحية، وإن القوات المسلحة الإماراتية كانت النصير والمعين للنخوة والمروءة العربية، وإغاثة الملهوف ونجدة المظلوم، وقد أظهرت روحًا قيادية وبطولية من حيث الولاء والشجاعة والمهنية في الأداء، وحققت إنجازات عسكرية ناجحة أسهمت في تحقيق انتصارات لاقت استحسانًا عالميًّا، سواء في مقارعة الإرهاب وشرّه، أو في انخراطها مع  التحالف العربي، وما شكلته من قوى تحالف أبرزت مواهب إماراتية عسكرية في حفظ السلام العالمي. 
النظرة الصائبة والعميقة التي تنتهجها الإمارات تجاه التحديات والأزمات التي تمر بها الأمة العربية تجعلها نموذجًا لنصرة الحق وتوطيد العدل بأسمى تجلياته، وإشاعة الأمل والتنوير بأرقى أشكاله، وسعيها الحثيث لتجفيف الحركات الظلامية، إيماناً منها بحق الشعوب العربية في أن يكون لها مكان لائق في الراهن والمستقبل.
ولأن النوعية تصنع الفرق، والكفاءة تحقق التفوق والريادة، والتضحيات الجِسام تجلب السمو والرفعة والعزة والكرامة، فإن أبطالنا من القوات المسلحة جسَّدوا ذلك عطاءً وتميزًا في ساحات العز والشرف والكرامة؛ فلهم منا في هذا اليوم- وبالقطع في كل يوم- قادة وضباطًا وجنودًا وشعبًا، كل التقدير والتحية والإكبار، مقدرين إخلاصهم وتفانيهم في أداء الواجب، وصون العزة والكرامة.