السبت 13 مايو 2023 / 16:36

ضغوط إيرانية وتحرك أمريكي..ما هي سيناريوهات التصعيد في غزة؟

دخلت جولة التصعيد الأخيرة في قطاع غزة التي بدأتها إسرائيل باغتيال عدد من قادة حركة الجهاد، يومها الخامس على التوالي، وسط تعثر لجهود التهدئة التي تحاول أطراف عدة التوصل إليها، فيما يحاول مؤثرون على طرفي المواجهة ممارسة نفوذهم لإنهاء جولة التصعيد الحالية.

مخاوف إسرائيلية بأن الجهاد تطيل الجولة الحالية حتى موعد مسيرة الأعلام

وتضغط إيران على حركة الجهاد لمواصلة التصعيد في جولة المواجهة الحالية التي تخوضها الحركة منفردة، رغم محاولة حماس إرسال رسائل عن مشاركتها في المواجهة، حتى لا تواجه غضباً شعبياً من تخليها عن قتال إسرائيل، طالما أنها ليست المستهدفة، وتفضيل حساباتها الخاصة المتعلقة برغبتها في الهدوء لتحسين الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة الذي تسيطر عليه.
في حين تحاول الولايات المتحدة الأمريكية، تأكيد تأثيرها على إسرائيل من خلال حثها على وقف العملية العسكرية مع تأكيدها على الالتزام بأمن إسرائيل.

ضغوط إيرانية للتصعيد

وكشف تقرير لصحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية عن ضغوط تمارسها إيران لنسف جهود الوسطاء للتهدئة بين إسرائيل وحركة الجهاد في غزة، التي ترى أن التوصل لتهدئة سيكون بمثابة استسلام كامل من حركة الجهاد لإسرائيل.
وأضافت "يقدر المسؤولون في إسرائيل أن من يعرقل وقف إطلاق النار في غزة هو إيران، لأن حركة الجهاد ترتبط بشكل وثيق بإيران أكثر من أي منظمة فلسطينية أخرى".
وتأمل إيران انضمام حماس للمواجهة الحالية مع إسرائيل من خلال الضغوط المباشرة على الحركة، أو خلق واقع ميداني عبر استمرار أمد المواجهة، يجبر الحركة على الدخول في المواجهة، خاصة مع توسيع إسرائيل لاستراتيجية قصف المنازل.


وخلال مفاوضات أجراها وسطاء التهدئة، تتمسك حركة الجهاد الإسلامي بالتزام إسرائيل بوقف سياسة الاغتيالات، وترفض إسرائيل بشكل قاطع تقديم التزام مثل هذا، خاصة وأن عمليات الاغتيال الأخيرة في غزة جاءت بعد ضغوط كبيرة مارسها شركاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عليه، وتقديم أي التزام منه بوقف الاغتيالات قد يقود لانتقادات واسعة أو حتى تفكك حكومته.

تحرك أمريكي للتهدئة

وبدأت ويندي شيرمان، نائبة وزيرة الخارجية الأمريكية، اتصالات مع أطراف إسرائيلية لمحاولة إقناع إسرائيل بضرورة التوصل لوقف إطلاق النار وإنهاء عمليتها العسكرية المستمرة في غزة.
وأجرت شيرمان اتصالات مع وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، وأكدت له "ضرورة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، لمنع المزيد من الخسائر في أرواح المدنيين واستعادة السلام ". وفق ما كشفته القناة الـ12 الإسرائيلية.
وأكدت شيرمان، استمرار التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل، وأدانت إطلاق الصواريخ على إسرائيل من قبل المنظمات الفلسطينية في غزة.
وجاء التحرك الأمريكي، في ظل مطالبة السلطة الفلسطينية للولايات المتحدة الأمريكية بضغط فاعل على إسرائيل، لوقف التصعيد في قطاع غزة.


 وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة إن "الادارة الأمريكية تتحمل مسؤولية تدهور الأوضاع، جراء الصمت عن الجرائم الإسرائيلية وعدم التدخل الفوري لوقفها"، كما طالب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ بتدخل أمريكي للضغط على إسرائيل.
وأشار محللون إسرائيليون إلى أن الضغط الأمريكي لم يوقف العملية  العسكرية الإسرائيلية، في ظل اعتبارات إسرائيلية داخلية تعقد الوصول لقاسم مشترك يتم بموجبه وقف إطلاق النار مع حركة الجهاد الفلسطينية.



موقف حماس

وكشفت تقارير إسرائيل يوم الخميس عن وجود مخاوف لدى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأن حركة الجهاد تحاول المماطلة بالجولة الحالية من القتال وصولاً إلى موعد مسيرة الأعلام نهاية الأسبوع الجاري، وبما يجبر حماس بالدخول العلني لجولة المواجهة الحالية.
وذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، أن تقديرات إسرائيلية تشير إلى أن حركة الجهاد في غزة تخطط في حال عدم التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار لمواصلة القتال حتى الموعد المتوقع لمسيرة الأعلام في القدس، نهاية الأسبوع الجاري، وهو التاريخ الذي أصبح موعداً للتوتر في السنوات الأخيرة.
وأشارت إلى مخاوف لدى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأن حركة الجهاد تحاول المماطلة بالمعركة حتى مسيرة الأعلام نهاية الأسبوع الجاري، وفي محاولة منه لإدخال حماس بالمعركة بشكل علني.
وتجد حركة حماس نفسها في موقف محرج بسبب عدم مشاركتها في المواجهة الحالية، وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن استمرار الحركة في عدم المشاركة بجولة المواجهة قد يؤدي لتآكل شعبيتها ويفرض ضغوطاً إضافية عليها قد تدفعها للمشاركة.

احتمالات التصعيد

ويشير المحلل السياسي طول عوكل إلى أن "الاحتمالات مفتوحة على تصعيد أكبر من الذي يشهده قطاع غزة في الوقت الحالي"، لافتاً إلى أن هناك عناداً إسرائيلياً تجاه الاستمرار في العملية العسكرية الحالية ضد حركة الجهاد بغزة، أملاً في فرض واقع جديد على الحركة تقبل بموجبه بالشروط الإسرائيلية.
وأضاف لـ24 أنه "في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق هدنة خلال الساعات المقبلة بين حركة الجهاد وإسرائيل، فإن الوضع مرشح لتصعيد عسكري أكبر، وبتقديري فإن الجهاد غير مستعدة في الوقت الحالي للقبول بوقف متبادل لإطلاق النار دون تحقيق أي مطلب".
وتابع أن "اتساع رقعة المواجهة الحالية سيؤدي إلى دخول حركة حماس للمواجهة في النهاية، ما يعيد تكرار سيناريو المواجهة العسكرية الواسعة التي وقعت عام 2021، وفي حال دخول حماس للمواجهة ستعمل إسرائيل لتصعيد أكبر ضمان فترة هدوء أطول على الحدود مع غزة بعد انتهائها".
وتابع "بالتأكيد هناك ضغوط دولية على إسرائيل لوقف إطلاق النار، لكن هناك الكثير من التعقيدات التي تحول دون التوصل لتهدئة، خاصة ما يتعلق بسياسة الاغتيالات وتسليم جثمان خضر عدنان، كما أن نتانياهو يأمل أن يثمر القصف الإسرائيلي المتواصل واغتيال المسؤولين العسكريين بقبول حركة الجهاد شروط حكومته للتهدئة".