سودانيون لاجؤون في تشاد (رويترز)
سودانيون لاجؤون في تشاد (رويترز)
الإثنين 15 مايو 2023 / 14:32

بعد شهر من الاشتباكات في السودان..ضحايا ونازحون بالآلاف والجوع يطرق الأبواب

24 - شيماء بهلول

يعيش السودان أسوأ أزمة اقتصادية وإنسانية في تاريخه، بعد شهر من النزاع والاشتباكات بين قوات الجيش والدعم السريع.

ووفق حصيلة جديدة لأمم المتحدة اليوم الإثنين، أسفر النزاع الدامي عن مقتل أكثر من 600 شخص وآلاف الجرحى، فضلاً عن  قرابة 1 مليون نازح ولاجئ، وسط قلق متزايد على الوضع الإنساني في السودان بسبب القتال.

شهر من الاشتباكات 

أكد تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" أمس الأحد، أن الاشتباكات خاصة في الخرطوم، خلفت   676 قتيلاً و5567 جريحاً.

ووفقاً للتقرير، نزح أيضاً أكثر من 936 ألفاً بسبب النزاع منذ 15 أبريل(نيسان) الماضي، بينهم حوالي 736200 ألف في الداخل، وحوالي 200 ألف لجأوا إلى الدول المجاورة. وتشير التقديرات إلى أن حوالي 15.8 مليوناً، أي حوالي ثلث سكان السودان، سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية في 2023، ومن المرجح أن يرتفع الرقم نتيجة للحرب، وفقاً للأمم المتحدة.

مجاعة وسوء تغذية

وقال تقرير لبرنامج الأغذية العالمي إن 19 مليوناً سيعانون الجوع وسوء التغذية في الأشهر المقبلة في السودان بسبب النزاع.

وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، إن "برنامج الأغذية يتوقع أن عدد الذين يعانون فقداناً حاداً في الأمن الغذائي، سيرتفع إلى ما بين مليونين و2.5 مليون شخص"، مضيفاً أنه في مايو (أيار) الجاري، يمكننا أن نقدر أن العدد الإجمالي لهؤلاء، سيرتفع إلى 19 مليوناً بعد ما بين 3 و 6 بين أشهر  إذا استمر النزاع.

وحسب التقرير، كان 16.8 مليون سوداني من إجمالي عدد السكان الـ45 مليوناً، يعانون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي فى بداية  2023 بزيادة 1 مليون عن العام السابق، مشيراً إلى أنه في مارس(أذار) الماضي كانت 14.8 مليون أسرة سودانية  عاجزة عن شراء السلة الغذائية الأساسية، معتبراً ذلك إحصائية مقلقة.

وقالت الأمم المتحدة إن الولايات السودانية الأكثر تأثراً ستكون غرب دارفور، وكردفان، والنيل الأزرق، والبحر الأحمر، وشمال دارفور.

قلق متزايد

ومن جهتها، حذرت مسؤولة الاتصال في برنامج الأغذية العالمي، والمتحدثة باسم البرنامج في السودان ليني كينزلي، من  مجاعة تطال ملايين السودانيين إذا استمر النزاع المسلح. وأشارت إلى أن الوضع زاد سوءاً بعد بداية الصراع، محذرة من ارتفاع صاروخي في أسعار المواد الغذائية والوقود بسبب نفاد الأموال والإمدادات الأساسية، وتعطل الأنظمة المصرفية بشكل يحول دون تلبية الاحتياجات الأساسية.

وأعلن برنامج الأغذية العالمي، من جهته نهب 17 ألف طن من المنتجات الغذائية المخصصة للمحتاجين في السودان منذ اندلاع القتال.

وقال مدير البرنامج في السودان، إيدي رو إن "النهب في البلاد منتشر وبعض التقارير عن سرقة إمدادات برنامج الأغذية العالمي لا تزال قيد التحقيق"، مضيفاً "قدرنا أن حوالي 17 ألف طن نُهبت بعضها في مستودعاتنا وبعضها الآخر من شاحنات، أي يعادل ما بين 13 و 14 مليون دولار".

وضع مأساوي

وفي سياق متصل، أعربت مفوضية شؤون اللاجئين عن استعدادها لتدفق ما يصل إلى 860 ألف لاجئ وعائد من السودان، مشيرة إلى أنها ستحتاج إلى 445 مليون دولار لدعم النازحين حتى أكتوبر(تشرين الأول) المقبل.

ووصف مساعد المفوض السامي لشؤون العمليات بالمفوضية رؤوف مازو، الوضع الإنساني في السودان وما حوله بـ "المأساوي"، مبيناً أن هناك نقصاً في الغذاء، والماء، والوقود ،ومن الصعب الوصول إلى وسائل النقل، والاتصالات، والكهرباء، بالإضافة إلى ارتفاع حاد في أسعار المواد الأساسية". 

وطالبت مديرة الحماية الدولية بالمفوضية إليزابيث تان، الحكومات بتجنب إعادة الناس إلى السودان بسبب الصراع، قائلة، إن "هناك حاجة ماسة لتوفير مستويات عالية من الحماية الدولية لهؤلاء الفارين من النزاع".