مرشح المعارضة التركية كمال كليجدار أوغلو (رويترز)
مرشح المعارضة التركية كمال كليجدار أوغلو (رويترز)
الأربعاء 17 مايو 2023 / 15:55

وعود المعارضة التركية.. هل تصنع الفرق في الجولة الثانية؟

24 - شيماء بهلول

تسعى المعارضة التركية إلى ترتيب صفوفها وتعزيز حظوظها في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 28 مايو (أيار) الجاري، بعد أداء وصف بـ "المتواضع" في الجولة الأولى.

 وبعد منافسة شرسة، تفوق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الجولة الأولى على مرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو، الذي بدوره يهدف إلى حشد مؤيديه المحبطين للجولة المقبلة للإطاحة بالرئيس وإنهاء عقدين من حكمه.

الشباب

وناشد كمال كليجدار أوغلو الناخبين الشباب الثلاثاء، لمساندته في جولة الإعادة  للحيلولة دون تمديد حكم الرئيس للعقد الثالث.

وقال في تغريدات على تويتر موجهة إلى من وصفهم بالشباب الأعزاء: "رسالة تغيير ظهرت من صناديق الاقتراع. الذين يريدون التغيير في هذا البلد هم الآن أكثر من الذين لا يريدونه"، في إشارة إلى فشل  أردوغان من الحصول على أكثر من 50%.

ووفق موقع أحوال تركية، يحاول مرشح المعارضة استمالة الشباب بالإشارة إلى أزمة المعيشة التي تفاقمت في تركيا نتيجة إصرار أردوغان على خفض أسعار الفائدة، الأمر الذي تسبب في انخفاض حاد لليرة وارتفاع التضخم.

وخاطبهم قائلاً: "ليس لديكم ما يكفي من المال لشيء. سلبت منكم بهجة الحياة، يجب أن يتحرر الشباب من القلق"، مضيفاً "لن تستعيدوا شبابكم مرة أخرى. لدينا 12 يوماً للخروج من هذا النفق المظلم".

معركة الأصوات

لايزال شعور التحدي يدفع بعض أنصار المعارضة، ليفوز كليجدار أوغلو المرشح عن تحالف الأمة من 6 أحزاب، في الجولة الثانية.

وتطرق أستاذ علم السياسة علي شارك أوغلو، في زمان التركية، إلى دور المرشح الخاسر، سنان أوغان، في التأثير على الجولة الثانية من الانتخابات، وقال: "ناخبو سنان أوغان كانوا سيمنحون أصواتهم إلى كليجدار أوغلو في الجولة الأولى، عوض منحها لمرشح كان الجميع يدرك خسارته"، وذكر أن على مرشح المعارضة في الجولة الثانية اكتساب تلك الأصوات والمحافظة في الوقت نفسه على أصوات ناخبيه.

وانتقد الأداء المتواضع للمعارضة في الجولة الأولى، مشيراً إلى أنها نظمت حملة انتخابية غير مقنعة، موضحاً أن الجولة المقبلة قد تشهد تغييراً، داعياً الحزب إلى قراءة نتائج الجولة الأولى بشكل صحيح.

وبدوره، يرى عضو هيئة التدريس بجامعة بيلجي، إمرة أردوغان، أن الرئيس التركي قد يتمتع بأفضلية في الجولة الثانية، لكنه قال: "خسارة المعارضة للبرلمان ليست مهمة، لكن الآليات التي يمكنهم إيجادها والطرق التي سيلجؤون إليها ليست أمراً هيناً، لابد من مخططات جاهزة".

وأضاف "تشاور سنان أوغان مع أحد التحالفين واتفاقه معها، لا يعني تأييد ناخبيه لهما، فالتحالفات المختلفة قد توجه الناخبين إلى وجهة ما، ولا شيء يضمن أن الـ 5% من الأصوات التي حصل عليها أوغان ستذهب إلى أردوغان كما ألمح سابقاً".

عودة واردة

وفي سياق منفصل، قال خير الله خير الله في صحيفة العرب اللندنية، إن قسماً كبيراً من  الأتراك يصدّق رجب طيب أردوغان، ولا تزال عودته إلى الرئاسةواردة، وأوضح أن ما كشفته نتائج الانتخابات الرئاسية، بأرقامها، ستحتم على أردوغان التخلي عن الكثير من طموحاته، بما فيها وهم إعادة الحياة إلى الدولة العثمانيّة والقضاء على إرث أتاتورك.

وقالت الصحيفة: "لم ينجح الرئيس التركي المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان في حسم فوزه من الدور الأول في انتخابات الرئاسة كما فعل في السابق، في خطوة ربطها مراقبون للشأن التركي بالتغير في ديمغرافيا الأعمار، ما دفع الشباب إلى البحث عن التغيير وانتخاب وجوه جديدة وبرامج جديدة بدلاً من استمرار الوجوه نفسها في الرئاسة والحكومة والبرلمان."

وقال المحلل السياسي التركي، ناصر سنكي: "منطقياً، يبدو الرئيس أردوغان أقرب للفوز بحكم تقدمه في الجولة الأولى"، مشيراً إلى أن الجولة الثانية ستشهد صراعاً محتدماً بين المرشحين، وأضاف "المعارضة لم ترم المنديل ولم تستلم بعد، ستواصل الحشد في الجولة الثانية التي ستكون محتدمة"، مشدداً تخوف حزب العدالة والتنمية من تقاعس الناخبين في الجولة الثانية.