الثلاثاء 29 أبريل 2014 / 15:55

"موزة العنصرية"



أصبحت فاكهة الموز حديث الساعة بفعل فاعل، ليس لأنها غنية بالفوائد، إنما لكونها أداة استخدمها أحد مشجعي نادي فياريال الإسباني للتعبير عن عنصريته ضد أصحاب البشرة السمراء، بقذفها على نجم نادي برشلونة، البرازيلي دانييل ألفيس، فثار عالم الساحرة المستديرة تضامناً مع المجني عليه.

لم يكن يدرك هذا المشجع العنصري أنه يرمي الموزة على لاعب ينتمي إلى بلد يقف في المركز الرابع على مستوى العالم من حيث إنتاج هذه الفاكهة الشهية، بعد الهند والصين والفلبين، فما كان من دانييل ألفيس إلا التعامل بعاطفة كبيرة مع الموزة، فالتقطها والتهمها في أقل من 3 ثوان وأكمل بعدها المباراة.

فور انتهاء مباراة فياريال وبرشلونة، أطلق النجم البرازيلي الآخر نيمار دا سيلفا، زميل ألفيس في برشلونة، حملة أصبحت عالمية خلال ساعات، إذ نشر صورة مع ابنه "الأشقر"، عبر حسابه الرسمي على إنستغرام، وهما يأكلان "موزة العنصرية" وكتب عليها "كلنا قرود".

ردة فعل ألفيس على الواقعة كانت مثالية، ففي كل مرة يحدث بها موقف عنصري، نجد اللاعبين يثورون غضباً ولا تصل رسالتهم بالطريقة الصحيحة لنبذ هذه الآفة، فالنجم الغاني لنادي شالكة الألماني برنس بواتينغ سدد الكرة على الجماهير العنصرية في إيطاليا، عندما كان لاعباً في صفوف ميلان، فيما عمد النجم الكاميروني صامويل إيتو إلى الخروج من الملعب احتجاجاً على عنصرية جماهير ريال سرقسطة عندما كان لاعباً لنادي برشلونة.

أما ردة فعل نيمار فكانت مثالية بدورها، إذ جذبت النجوم والمشاهير، من عالم كرة القدم وغيره، إلى التضامن مع ألفيس بنفس الطريقة، فأطلقوا صورهم مع "موزة العنصرية" واحداً تلو الآخر، وبفضل مواقع التواصل الاجتماعية، وصلت تلك الصور إلى شريحة كبيرة من العالم، وأصبحت درساً توعوياً للأطفال، والمراهقين، والشباب، وحتى الرجال، الذين يرون في أولئك النجوم قدوة لهم.

ضرب ألفيس ونيمار، بفضل المشجع العنصري، عصافير كثيرة بحجر واحد، فبعد الدرس التوعوي منهما، أصبح الإقبال على الموز كبيراً، وهو ما ستسعد به الدول المنتجة لهذه الفاكهة، باعتباره "إعلان" عفوي مجاني من نجمين قد يطلبا ملايين الدولارات لخوض أي إعلان، إضافة إلى الفائدة التي ستعود على كل من يتناول الموز، كونها غنية بالسكريات التي تمنح الجسم نشاط "القردة"، في زمن أصبح "الكسل" فيه العادة السائدة، فشكراً ألفيس، وشكراً نيمار.