قادة مجموعة السبع  في قمة اليابان (رويترز)
قادة مجموعة السبع في قمة اليابان (رويترز)
الإثنين 22 مايو 2023 / 14:53

تشديد مجموعة السبع للعقوبات على روسيا.. دليل على الفشل

24 - شيماء بهلول

قال الصحافي البريطاني لاري إليوت في صحيفة "الغارديان" أمس الأحد، إن دعم مجموعة السبع القوي لأوكرانيا وتشديد للعقوبات على روسيا، علامة على فشل الغرب، في مواجهة موسكو.

وقال الصحافي: "رغم الحديث عن انتصار سريع، لم تكن هناك ضربة قاضية في الحرب الاقتصادية، ناهيك عن دلائل على أن تجميد الأصول، والبحث عن مصادر طاقة بديلة وحرمان روسيا من الإمدادات الحيوية، أحدثت تغييراً في موقف الكرملين".

وأضاف أنه "لا يجب أن يكون الفشل مفاجأة كبيرة، لم يكن لتدوير الأزمة الاقتصادية سوى تأثير متواضع، وعلاوة على ذلك، يستغرق الأمر وقتاً وعقوداً في كثير من الأحيان حتى تنجح التدابير".

أضرار جانبية

وأوضح الكاتب أن روسيا تشعر بتأثير العقوبات، وكذلك الغرب، لافتاً إلى أن أحد أسباب المبالغة في المزاعم عن تضرر الاقتصاد الروسي، أن صانعي السياسة الغربيين يعرفون أن ناخبيهم يعانون من الأضرار الجانبية، طاقة أغلى، وارتفاع في أسعار المواد الغذائية، وانخفاض مستويات المعيشة.

وذكر أنه رغم كل ذلك، فإن الدعم الشعبي لأوكرانيا في دول مجموعة السبع لا يزال قوياً، لكن الأشهر الـ 15 الماضية كشفت صعوبات في فرض حصار اقتصادي على بلد له موارد طبيعية وتقنية مثل روسيا.

وأشار إلى أنه في البداية توقع صندوق النقد الدولي، انكماش الاقتصاد الروسي بـ 8.5% في 2022، لكنه لاحقاً عدله إلى انخفاض بـ 2.5%. وتوقع الصندوق نمواً بـ 0.7% هذا العام، مبيناً أن معدل التضخم في موسكو بلغ أدنى مستوى في 3 أعوام، عند 2.3%، وهو أقل مما سجل في الولايات المتحدة، أو المملكة المتحدة، أو منطقة اليورو.

تأثير بسيط

وأضاف إليوت أن "أحد التفسيرات المحتملة لما يحدث، هو أن  الأسوأ يبدو على السطح، هناك تقارير عن هجرة الأدمغة من العمال المهرة ونقص في قطع الغيار، ولكن لن يؤدي أي منهما إلى الانهيار الفوري للاقتصاد الروسي، إلا أنه على المدى الطويل ستكون عوامل خطر إذا تركت دون معالجة، ومن شأنها أن تبطئ الاقتصاد".

وأوضح أن من المثير للاهتمام أن بعض الروس يعترفون بأن الحرب كان لها تأثير، ففي سبتمبر(أيلول) الماضي، أصدر المعهد الوطني للتنبؤ الاقتصادي بأكاديمية العلوم الروسية تقييماً اعترف فيه بأن صدمة العقوبات أثرت على كل الاقتصاد تقريباً، وقال إن "الصعوبات في الحصول على المواد الخام والمكونات كانت من بين أكثر المشاكل حدة".

وأضاف التقرير "رغم خطورة المشاكل، تمكنت السلطات من وقف الارتفاع التضخمي في الاقتصاد بسرعة إلى حد ما، ومنع الذعر المصرفي، وضمان التشغيل السلس لنظام المدفوعات، وإعادة الروبل إلى البورصة السابقة".

افتراضات غربية

ولفت الكاتب إلى أن هناك 3 افتراضات مشكوك فيها عززت اعتقاد الغرب بأن الحرب الاقتصادية ستنتهي بسرعة، الأول هو أن أموال روسيا ستنفد، ولن تكون قادرة على تمويل عملها العسكري.

وقال: "أثبت حظر الطاقة وتجميد الاحتياطيات الروسية في البنوك المركزية الغربية أنها أقل فعالية مما كان متصوراً، ففي الوقت الذي انخفض فيه حجم صادرات النفط والغاز الروسية، فإن ارتفاع الأسعار يعني أن قيمة الصادرات لم تتأثر".

وأضاف "عرضت روسيا تصدير النفط والغاز بسعر مخفض ووجدت الكثير من المشترين الجاهزين خاصة الصين والهند، وحتى الآن، لم تكن موسكو في حاجة إلى الإنفاق من احتياطاتها، رغم أن ذلك قد يتغير إذا استمرت أسعار الطاقة العالمية في التراجع".

وذكر أن الافتراض الثاني هو أن المجتمع العالمي سيتحد في مواجهة روسيا، لكن العديد من الدول في إفريقيا، وآسيا، رفضت إدانة روسيا في الأمم المتحدة في بداية الحرب وامتنعت عن التصويت.

وأشار إلى أن قلة الدعم العالمي لأوكرانيا، سمحت لروسيا بالتحايل على العقوبات، حيث أظهر تقرير لصحيفة بيلد الألمانية أن صادرات السيارات الألمانية إلى كازاخستان ارتفعت بـ 507% بين  2021 و2022، وارتفعت صادرات المنتجات الكيمائية إلى أرمينيا  110%، وزادت مبيعات المنتجات الكهربائية والحاسوبية لنفس الدولة بـ 343%.

نظام ممتاز

وبين الكاتب أن الافتراض الأخير هو أن روسيا في 2023 لا تختلف عن الاتحاد السوفيتي في الثمانينيات، حالة سهلة من شأنها أن تذبل تحت ضغط النموذج الاقتصادي الغربي المتفوق.

وأشار الخبير الاقتصادي الأمريكي جيمس غالبريث في ورقة بحث حديثة، إلى أن العقوبات الغربية شجعت الروس على استبدال البضائع المستوردة بمنتجات من إنتاجهم. وقال: "رغم أن بعض التقنيات لا تزال في حاجة إلى إتقان، إلا أن روسيا لا تفتقر إلى أي من المكونات الأساسية، لديها الغذاء، والوقود، والمواد، والموهبة العلمية، والهندسية الكافية".

وفي ختام مقاله، لفت إليوت إلى أن الافتراضات المذكورة لا تعني أن روسيا ستنتصر، وأضاف "كان بوتين مذنباً افتراضه أن الحرب ستكون قصيرة وأن الغرب لن يقدم سوى دعم رمزي لكييف، لكن العقوبات الجديدة والتعهد بدعم أوكرانيا طالما استوجب الأمر، هو اعتراف بأن روسيا تقاوم اقتصادياً بأقوى مما توقعته مجموعة السبع".