الموسيقار الأردني طارق الناصر (أرشيفية)
الموسيقار الأردني طارق الناصر (أرشيفية)
الإثنين 22 مايو 2023 / 19:37

طارق الناصر لـ24: كثافة إنتاج الموسيقى التصويرية أعاقت وصولها إلى المستمع

كان يمكن تمييز موسيقى الموسيقار الأردني طارق الناصر في منتصف تسعينيات القرن الماضي، قبل أن يأتي دور اسمه على تتر العمل الدرامي. فالتفرد كان واضحاً على تجربة الشاب القادم من مدينة إربد شمالي الأردن.

فمنذ موسيقاه الأشهر للمسلسل السوري "نهاية رجل شجاع" في العام 1994، وبصمة طارق الناصر المولود عام 1969، لا تحتاج إلى تأكيد اسمه على تتر العمل، وبعد عام واحد كانت الموسيقى التصويرية للمسلسل السوري "الجوارح" سبباً من أسباب أن يكون العمل أيقونة الداراما الفانتازية العربية.

توالت أعمال الناصر  في الدراما السورية وأبرزها الكواسر، إخوة التراب، ويوميات مدير عام في التسعينيات. أما في الألفية الجديدة فكانت أعمال مثل ملوك الطوائف، على طول، علاقات شائكة، ليس سرابا، وصراع على الرمال، والملك فاروق الذي حاز عنه على درجة أفضل موسيقى تصويرية في استفتاء أشرف عليه 27  ناقداً مصرياً بعد شهر رمضان 2007.


كان طارق الناصر مقلاً، فلا عمل جديداً في كل سنة خلال التسعينيات وبداية الألفية الجديدة، لكنه يرى في حديثه لـ 24 أن "زخم الأعمال (الآن) خلق كثافة واضحة في صعوبة وصول الشارة إلى آذان وأذهان المستمعين".
سابقاً بحسب الناصر "كان باستطاعة شركات الإنتاج تقديم عمل إلى خمسة أعمال سنوياً، بينما تصل الإنتاجات مؤخراً لما يزيد عن مائة عمل عربي، ما يجعل منافسة الموسيقى التصويرية صعبة".




كما يعتبر الناصر أن مصادر الاستماع تغيرت "إذ شكل التلفزيون المصدر الأوحد للاستماع إلى الموسيقى التصويرية، أما الآن تعددت المصادر كالإنترنت، والتلفزيون والإعلانات والفيديوهات"، ما يراه "استهلاكاً للذائقة الموسيقية".

المصداقية

يتحدث الناصر عن الاحترام والحب الكبيرين لأعماله في أوساط النخبة والجمهور، فيقول "المصداقية في خلق العمل الفني وإنتاجها بجهد منتظم دون انقطاع، منغمساً بالحالة النفسية للموسيقي يخرج إلى النور مقطوعة لا يمكن للمستمع اجتيازها".


ويضيف "على الموسيقي ألا يترك فراغات في العمل، حتى لا تتسلل إلى ذهن المستمع موسيقى منقطعة الشعور، بل عليه الانغماس بالحالة الذهنية والنفسية للمعزوفة".
وبكلمات مستوحاة من النص المكتوب، والفكرة العامة التي يود العمل إيصالها، والشخوص الموجودة فيه، ورؤية المخرج والموسيقي، تُنتج موسيقى تصويرية واضحة الإيقاع إلى المُستمع، بحسب الناصر.
ويشرح الناصر تداخل النظرة الواقعية على شارات المسلسلات العربية، قائلاً: "يجب على الموسيقى أن تكن شاعرية، لا أن تقدم بطريقة تجريدية واقعية، وعليها خلق حالة من الخصوصية في الإحساس الداخلي لدى المُستمع".
وبمصطلح "نوستالجيا"، عبّر الناصر عن تفاعل المشاهدين مع الشارات القديمة ويقول: “الأغاني القديمة ارتبطت بالماضي، فعند الاستماع إليها اليوم ترتبط بكيان المستمع وأحاسيسه بتلك الفترة ما يخلق حالة من التفاعل الوجداني له مع الأغنية".