الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي(أرشيف)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي(أرشيف)
الثلاثاء 23 مايو 2023 / 21:34

أوكرانيا تحت الضغط.. الدعم الدبلوماسي مقابل الانتصار

يرى الكاتب والمحلل جدعون ريتشمان أن أوكرانيا التي حققت انتصاراً دبلوماسياً في قمة مجموعة السبع في كيروشيما باليابان، هي الآن تعاني من ضغوط متزايدة لتحقيق انتصار عسكري على أرض المعركة ضد القوات الروسية المتواجدة في شرق البلاد.

الأوكرانيون يعرفون أن الحفاظ على الدعم الغربي يتطلب إحراز تقدم كبير في الحرب



ويشير الكاتب في مقال بصحيفة فايننشال تايمز إلى أنه بعد القمة سيتحول التركيز الكلي إلى الحرب في شرق أوكرانيا، حيث كان الدعم الدبلوماسي والعسكري المقدم للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مجموعة السبع بمثابة دفعة كبيرة له، وهو ما يحتاج إلى أن يبقيه فعالاً.

ضغط متزايد

يعرف الأوكرانيون أن أفضل طريقة للحفاظ على الدعم الغربي هي إحراز تقدم كبير في ساحة المعركة. لكن الادعاءات الروسية بأنها سيطرت أخيراً على بلدة باخموت المتنازع عليها بشدة والمدمرة إلى حد كبير، تؤكد مدى التحدي الذي يمكن أن يكون.
ويقول ريتشمان إنه لم يكن هناك أي تلميح لهذا الضغط الدولي على زيلينسكي في البيان الصادر عن مجموعة السبع، حيث استخدمت المجموعة الصيغة المألوفة بأنها ستدعم أوكرانيا "طالما استغرق الأمر"، لكن الرسالة غير الرسمية أكثر تعقيداً بعض الشيء، والتي مفادها: "طالما استغرق الأمر. لكن سيكون من الأفضل ألا يستغرق الأمر وقتاً طويلاً".
هذا الشعور بالإلحاح، كما يصفه الكاتب، لا يعكس أي نقص في التعاطف مع أوكرانيا في الحكومات الغربية الرئيسية. بدلاً من ذلك، هناك قلق من أنه إذا فشل الهجوم المضاد الذي طال انتظاره في كييف في ساحة المعركة، فسيكون من الصعب على مؤيدي البلاد الحفاظ على المستوى الحالي للدعم السياسي والمالي واللوجستي.

الانتخابات الأمريكية

ويرتبط الضغط المتزايد على أوكرانيا ارتباطاً وثيقاً بالانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، إذ إن ظهور دونالد ترامب باعتباره المرشح الجمهوري الأول يزيد من الخوف من أن الرئيس الأمريكي القادم سيغير السياسة بشكل جذري بشأن أوكرانيا. تفاخر ترامب بأنه يمكن أن ينهي الحرب في يوم واحد، وهي رسالة مختلفة إلى حد ما عن رسالة الدول الداعمة: "طالما استغرق الأمر".




ويشير الكاتب إلى أنه حتى الحملة الانتخابية الرئاسية التي يهيمن عليها ترامب من المرجح أن تقوض بشكل واضح إجماع الحزبين الأمريكيين على أوكرانيا. فكل أنواع الحجج ضد دعم كييف من تكاليف الحرب إلى مخاطر التصعيد سوف تحصل على مؤيدين، وهو ما تقوله استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة التي تظهر بالفعل بعض الانخفاض في دعم أوكرانيا.
في المقابل، يضيف ريتشمان، أن كل هذا يعطي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سبباً للأمل في أنه إذا تمكن من إبقاء روسيا تقاتل لمدة 18 شهراً أخرى، فقد يظهر سلاح ترامب في الأفق، والذي تجمعه علاقة جيدة مع بوتين.

أزمة أوروبية

وبالنظر إلى أن الولايات المتحدة تزود أوكرانيا بمعظم الدعم العسكري، فإن المواقف في واشنطن حاسمة. كما أن التحول في الجو السياسي في الولايات المتحدة سوف يتسرب حتماً إلى أوروبا، حيث أدت الاضطرابات في سوق الطاقة بسبب الحرب بالفعل إلى إنفاق الدول الأوروبية حوالي 800 مليار دولار على دعم الطاقة، لذا يمكن أن يترجم السخط الاقتصادي إلى دعم متزايد للأحزاب الشعبوية في أقصى اليمين وأقصى اليسار المتعاطفة مع روسيا


كما يوضح الكاتب أن هناك مسألة إمدادات الأسلحة، حيث أفرغت كل من الولايات المتحدة وأوروبا مخزوناتهما من الذخائر ذات الصلة، مثل قذائف المدفعية، في جهودهما للحفاظ على تزويد أوكرانيا. ودون التحول إلى اقتصاد زمن الحرب، لا تستطيع مصانع الأسلحة الغربية مواكبة وتيرة المعركة، إذ إن القتال شديد لدرجة أنه، كما يقول أحد السياسيين الغربيين: "يستهلك الأوكرانيون في ساعات ما ننتجه في أسابيع".

مخاوف

تعتقد الولايات المتحدة والأوروبيون أن جهودهم قد نجحت وأن أوكرانيا لديها الآن ما يكفي من الأسلحة لشن هجوم خطير. لكن خزانة الأسلحة في الغرب تبدو الآن عارية جداً، ولن يتم تجديدها بالكامل بحلول 2024، على الرغم من أنه بحلول ذلك الوقت سيكون الأوكرانيون قادرين على نشر الطائرات المقاتلة التي وعدوا بها الأسبوع الماضي.
ويعتقد بعض المسؤولين الغربيين، الذين عملوا عن كثب مع كييف، أن الأوكرانيين لديهم فرصة جيدة لاختراق الخطوط الروسية وتهديد شبه جزيرة القرم. ويحذر آخرون من أن القوات الأوكرانية عديمة الخبرة قد تكافح من أجل كسب الأرض. ويخشى المتشائمون من أنه إذا استمرت الحرب في طريق مسدود العام المقبل، فقد يتمكن بوتين من حشد مئات الآلاف من القوات الجديدة للمرحلة التالية من الصراع. وعلى الرغم من أن الأوكرانيين لديهم معنويات أعلى وتكتيكات أفضل، إلا أن روسيا لديها مجموعة أكبر من الجنود المحتملين.