مقاتلة أف 16 خلال مناورة للناتو.(أف ب)
مقاتلة أف 16 خلال مناورة للناتو.(أف ب)
الخميس 25 مايو 2023 / 13:06

هل يتجاوز بوتين الخط الأحمر رداً على صفقة إف 16؟

24-زياد الأشقر

وافقت واشنطن أخيراً على تزويد أوكرانيا بمقاتلات "إف-16" الأمريكية الصنع، وذلك بعد أشهر من التردد والقلق، مما إذا كان قراراً كهذا سيجعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يجتاز خطاً أحمر.

بوتين يستخدم لعبة الوقت، آملاً في أن الغرب سيفقد الاهتمام في دعم أوكرانيا إذا ما أخفق القتال هذا الربيع


وكتب برندان كول، في مجلة نيوزويك الأمريكية، أنه على أوكرانيا أن تتحلى بالصبر. فوزير سلاح الجو الأمريكي فرانك كيندال صرح لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن الأمر سيستغرق على الأقل "بضعة أشهر" قبل أن يكون في إمكان كييف تسلم هذه الطائرات، التي تطالب بها منذ وقت طويل لمواجهة روسيا.
ومنذ بدء الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا، فإن الولايات المتحدة وحلفاءها قد زادوا تدريجياً من نوعية الأسلحة التي يتبرعون بها لكييف والتي تثير الاهتمام اليوم. لقد أحدثت راجمات الصواريخ هيمارس ومدافع هاوتزر إم 777 ودبابات ليوبارد وتشالينجر، ومؤخراً أنظمة باتريوت الصاروخية، فرقاً في الحرب، دون أن تلقى رداً روسياً صارماً،/ حتى الآن.
لكن هل يتغير ذلك مع تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن تدريب طيارين أوكرانيين والسماح لحلفائه بتقديم مقاتلات تتفوق على مقاتلات من الحقبة السوفيتية من طراز ميغ-29 وسو-27 تستخدمها كييف الآن؟

 


وقال الأستاذ المساعد في كلية سميث بنورثامبتون بولاية ماساتشوستس توم روبرتس: "قد يعتبر بوتين أن إرسال مقاتلات هو خط أحمر، لذا يبقى معرفة ما إذا، ومتى، وكيف، سترد روسيا". وأضاف أنه "بينما من الصعب تقويم التأثير الذي سيحدثه تسليم مقاتلات إف-16 لأوكرانيا على مسار الحرب، فإنه من الممكن أن يفسر على أنه تصعيد ويتم ضمه إلى سردية أوسع عن العدوان الغربي".
وبحسب أستاذ العلوم السياسية في جامعة القلب الأقدس في مدينة فيررفيلد بولاية كونيتيكت الأمريكية غاري روز إن "إرسال مقاتلات إف-16 لأوكرانيا، من المؤكد أنه سيوفر فرصاً أكبر لبوتين للزعم بأن الغرب، وتحديداً الولايات المتحدة، تعمل على تصعيد الحرب وبأن الغرب هو المعتدي". وأضاف: "كما ستشجعه على الإدلاء بتصريحات، على غرار ما فعل سابقاً، بأن روسيا قد تلجأ إلى إجراءات جذرية، مثل الرد النووي، لمواجهة تصعيد الغرب".

 


وفي الوقت نفسه، يخيم شبح القدرات النووية الروسية على غزو بوتين. وهدد الزعيم الروسي في أكتوبر (تشرين الأول)، بأنه "لا يخادع" عندما يقول إنه سيستخدم كل الوسائل لحماية بلاده.
لكن هذا التهديد قد تبدد، مع قول المحللين إنه لن يضيف أي ميزة لبوتين وسط تقارير عن معارضة الصين والهند، وهما حليفان رئيسيان لروسيا، اللجوء إلى السلاح النووي. إن الإنتكاسات الميدانية ونقاط الضعف في القوات المسلحة الروسية، تقيد خيارات بوتين في ما سيفعله بإزاء تسلم أوكرانيا مقاتلات إف-16.
ولا يزال يُعمل على التفاصيل المتعلقة بتسليم أوكرانيا مقاتلات إف-16، بينما المدة النموذجية للتدريب على هذه المقاتلات تستغرق عامين. وحتى لو تم اختصار هذا الإطار الزمني بسبب الحاجة الأوكرانية الملحة، يتعين الانتظار فترة لمعرفة ما إذا كانت ستغير شيئاً على الأرض.
ويقول أستاذ الدراسات الروسية والأوروبية الشرقية والأوراسية في جامعة ويسليان بمدينة ميدلتاون بولاية كونيتيكت بيتر روتلاند إن "أهمية قرار بايدن إجازة تسليم مقاتلات أف-16 لأوكرانيا، هي دليل على التزام أمريكي طويل الأمد حيال أوكرانيا...إن الطائرات لن تغير قواعد اللعبة في الميدان، نظراً  إلى الدفاعات الجوية الروسية القوية.. لكن بوتين يستخدم لعبة الوقت، آملاً في أن الغرب سيفقد الاهتمام في دعم أوكرانيا إذا ما أخفق القتال هذا الربيع في كسر الجمود على خط الجبهة، إنه يمثل زيادة في الضغوط على روسيا، من دون إحداث تغيير جذري، من الممكن أن يشكل لرد جذري من موسكو".
وبحسب أستاذ الدراسات الدولية في جامعة دنفر لويس غريفيث: "أعتقد أنه ستكون هناك ضوابط على الذخائر وقدرات الدعم، وأعتقد أن مثل هذه الأنظمة من الأسلحة والدعم المقدم لها، سيكونان مرتبطين بطريقة استخدامها". و
أضاف أن الولايات المتحدة تنظر إلى مقاتلات إف-16 على غرار دبابات أبرامز من قبل "كخطوة تقنية لدعم أوكرانيا، لكنها أقل من تدخل أمريكي أو أطلسي مباشر، وتالياً لن تغير في الحسابات الاستراتيجية الأساسية".