رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي والرئيس الأمريكي جوبادين (أرشيف)
الجمعة 26 مايو 2023 / 20:41
يعمل البيت الأبيض والجمهوريون الجمعة، على التوصل الى تسوية تجنب الولايات المتحدة التخلف عن سداد ديونها والذي قد يهدد بتداعيات سياسية كبرى، بعدما ظهرت بوادر مشجعة في اتجاه حل.
وحسب عدة وسائل إعلام أمريكية فان فريقي الرئيس الديموقراطي جو بايدن ورئيس مجلس النواب الجمهوري كيفن مكارثي اتفقا على بعض الخطوط العريضة.
وذكرت صحيفتا "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" أن الاتفاق، حتمي ليقبل المحافظون التصويت في الكونغرس لرفع سقف الدين العام للولايات المتحدة، وسيجمد بعض النفقات لكن دون مساس بميزانيات الدفاع وقدماء المحاربين". وسيتيح الاتفاق إرجاء خطر التخلف عن السداد سنتين، إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة.
هذا السيناريو غير المسبوق لإفلاس أكبر قوة في العالم ممكن بدايةً من 1 يونيو(حزيران) دون اتفاق سياسي وتصويت في مجلسي النواب والشيوخ.
وقد تجد الولايات المتحدة نفسها عاجزة عن سداد ديونها وهو تعريف التخلف عن السداد لكن أيضاً عاجزة عن دفع رواتب بعض الموظفين الرسميين أو إعانات الاجتماعية.
وإلى جانب تجنب كارثة مالية واجتماعية واقتصادية، فإن التحدي الحقيقي هو السماح لكل معسكر بالحد من الضرر على المستوى السياسي.
فكيفن مكارثي يحتاج لترسيخ مكانته رئيساً لمجلس النواب، يمكنه أن يفاخر بأنه أرسى مزيداً من التشدد في الميزانية فيما سيؤكد الديموقراطيون أنهم حموا الإعانات الاجتماعية أو مشاريع الاستثمار الكبرى.
وقال الرئيس الأمريكي الذي يخوض حملة لولاية ثانية، الخميس، إن المحادثات تتمحور حول "رؤيتين متعارضتين".
وطرح نفسه مدافعاً عن العدالة الاجتماعية والضريبية بعدما طالب بأن يدفع الأكثر ثراءً والشركات الكبرى "حصتهم العادلة" من الضرائب واصفاً الجمهوريين بحزب الثروات الكبرى، وحزب وول ستريت.
وحسب الصحافة الأمريكية، فإن الرئيس الديموقراطي، ربما تخلى في المفاوضات مع الجمهوريين عن الزيادة التي كان يريدها للأموال المخصصة لمكافحة التهرب الضريبي.
إذا توصل الجانبان إلى اتفاق، يجب أن يقره مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديموقراطيون بفارق ضيق، ومجلس النواب حيث يشغل الجمهوريون غالبية هشة. وهي مهمة غير سهلة، لأن الجدول الزمني البرلماني مقيد، بعد أن عاد عدد من أعضاء الكونغرس إلى منازلهم في مختلف أنحاء الولايات المتحدة لقضاء عدة أيام بمناسبة عطلة نهاية الأسبوع الطويلة المصادفة "يوم الذكرى" من جهة أولى.
ولأن بعض التقدميين داخل الحزب الديموقراطي مثل بعض أعضاء الكونغرس الجمهوريين، هددوا من الآن برفض المصادقة على نص يقدم الكثير من التنازلات للمعسكر المنافس، من جهة ثانية.
ومثلاً تعهد السناتور الجمهوري مايك لي، الخميس، باستخدام "كل أداة إجرائية متاحة لمنع اتفاق على سقف الديون لا يتضمن إصلاحات جوهرية للإنفاق"، قائلاً: "أخشى أن نسير في هذا الاتجاه".
ومن جهتهم طلب أعضاء ديموقراطيون في مجلس الشيوخ من الرئيس أن يستند إلى التعديل الـ14 في الدستور الذي يحظر التشكيك في "ملاءة" الولايات المتحدة، ويمكّنه من التصرف وكأن سقف الدين غير موجود أساساً، ليواصل إصدار الديون حتى في غياب الاتفاق. وهو ما يعارضه البيت الأبيض بشكل قاطع، مثيراً استياء معسكر التقدميين.
ولذلك سيتعين على بايدن ومكارثي اعتماد دبلوماسية الوسط لجمع تأييد أكبر عدد ممكن من البرلمانيين من الطرفين، وهي ممارسة أصبحت صعبة جداً في بلد تعمقت فيه الانقسامات السياسية بشكل كبير في السنوات الماضية.