مسلحون في الخرطوم (أ ف ب)
مسلحون في الخرطوم (أ ف ب)
السبت 27 مايو 2023 / 12:35

الجيش السوداني يدعو "القادرين" لحمل السلاح.. نذر حرب لا نهائية

أثارت دعوة الجيش السوداني لحمل السلاح من قبل جميع القادرين، مخاوف من تصعيد المواجهة مع قوات الدعم السريع، رغم الهدنة المبرمة بوساطة سعودية وأمريكية.

طرفا الصراع لا يكترثان لأي وساطة وهدفهما السيطرة على الأرض

وحذر خبراء متخصصون في الشأن السوداني من دخول البلاد مرحلة الحرب اللانهائية، ومن سيناريوهات الفشل السياسي، والعبور نحو نفق مظلم يشوبه الصراع وغياب مؤسسات الدولة.

زيادة منسوب العنف

وقال مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون الخارجية الأسبق، السفير إبراهيم الشويمي، إن دعوة الجيش السوداني لحمل السلاح من قبل جميع القادرين ستؤدي إلى رفع منسوب العنف الداخلي، وتُدخل البلاد في دوامة من الصراع الذي قد يستمر لمدة سنوات طويلة، مثلما حدث في ليبيا.

وأوضح الشويمي لـ24 أنه "يجب الامتثال للهدنة المعلنة من قبل السعودية وأمريكا والعمل على الجلوس سوياً للوصول إلى نقاط تفاهم، بدلاً من التحريض على العنف"، رغم إشارته إلى أن دعوة الجيش السوداني جاءت لتأمين السكان من عمليات السلب والنهب الدائرة في البلاد من قبل بعض عناصر قوات الدعم السريع.

وأشار الدبلوماسي المصري إلى ضرورة تدخل الوسطاء الدوليين للتراجع عن هذه الدعوة، ومحاولة إقناع الجانبين بضرورة الجلوس في أسرع وقت لحل الأزمة، والابتعاد تماماً عن سيناريوهات الصراع التي لم تؤدّ إلى أي نتيجة في النهاية، مثلما حدث في دول أخرى قريبة من السودان.

وكا وزير الدفاع السوداني المكلف، الفريق ركن ياسين إبراهيم ياسين، قال في بيان أمس "نوجه نداءنا هذا ونهيب بكل معاشيي القوات المسلحة من ضباط وضباط صف وجنود وكل القادرين على حمل السلاح التوجه إلى أقرب قيادة عسكرية لتسليحهم".

وتابع البيان أن هذه الخطوة تأتي بسبب تمادي قوات الدعم السريع في "إذلال رموز الدولة من الأدباء والصحفيين والقضاة والأطباء، وأسر ومطاردة والقبض على معاشيي القوات النظامية".

ويأتي هذا النداء فيما أسفرت المعارك التي اندلعت منذ 15 أبريل(نيسان) بين الجيش، وقوات الدعم السريع، عن مقتل أكثر من 1800 شخص، وفق منظمة "أكليد" غير الحكومية.

 
حرب لا نهائية

ومن جانبها، قالت مدير المركز الإفريقي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية، الدكتور غادة فؤاد، إن دعوة الجيش السوداني لحمل السلاح ستؤدي لنفس السيناريو الليبي، ولكن هذه المرة لن يكون الصراع بين مجموعيتن، بل بين أكثر من مجموعة، حيث تتواجد في السودان أكثر من جماعة مسلحة سواء في الغرب أو الوسط.


وقالت فؤاد لـ24 إن نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار والذي تم تعيينه مؤخراً من قبل رئيس المجلس السيادي الفريق عبد الفتاح البرهان، يمتلك قوة عسكرية مسلحة.

وفيما يخص محاولة التهدئة من قبل الأطراف الاقليمية والدولية، قالت الدكتورة غادة فؤاد إن "كل فريق لا تعنيه الوساطة الدولية وإنما سيطرته على الأرض في المعركة، مما يزيد من ثقله في مرحلة التفاوض سواء من قبل القوى الإقليمية أو الدولية".

وأكدت فؤاد أن السودان الآن على وشك الدخول في مرحلة لا نهائية قد تستمر لسنوات، وكل قوة تريد فرض السلاح بقوة لكسب المزيد من السيطرة على الأرض.


ووقع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة جدة في 20 مايو(أيار) الجاري على اتفاق لوقف إطلاق النار قصير الأمد والترتيبات الإنسانية.


وردت قوات الدعم السريع على دعوة الجيش السوداني، ووصفت بـ"الخطير"، مؤكدة أنه "يعكس يأس وتخبط الانقلابيين وفشلهم في ميدان المعركة".
وقالت قوات الدعم السريع، في بيان لها، إنها "لن تتراجع حتى تحقيق التحول الديمقراطي المدني الكامل وتقديم هذه الطغمة للعدالة"، داعية من وصفتهم بـ "الشرفاء من القوات المسلحة التصدي لهذا المخطط الرامي لتفتيت نسيج المجتمع".

وأكد البيان أن "الدعم السريع لن تتوقف حتى تحقيق النصر الأكيد بالتحول الديمقراطي المدني الكامل، وتقديم هذه الطغمة الفاسدة للعدالة واجتثاث الخلايا المريضة من جسد الأمة العظيمة، ووضع البلاد في طريق السلام والحرية والعدالة".