بالغزل والنسيج.. نادي التراث يحفظ هوية الإمارات

تجلسُ السيدة بخيتة حمد المري من نادي تراث الإمارات، إلى جانب قطعها الملونة التي تعبق بروح أرض الإمارات وأصالتها، تلتقطُ مبرمِها وتغزل النسيج بين يديها.
وتقول لـ 24: "حاولت في مجيئي للمعرض أن أقدم القطع التي أنسجها، وتعليم الأطفال أساسيات الغزل الإماراتي، وعرضت بعضاً من القطع التي حاكها الأطفال".

إتقانِ الغزل استغرق 15 عاماً بين يديّ بخيتة، حتى أصبحت تنسجُ منه قطعاً متعددة، تنادي بألوانها المارّة وزوار أرض المعرض. تنسج بخيتة "العويرجان، وسبوق الطير، والمنقلة، وعتاق الجمل".
وترتبط هذه المصطلحات بجذور الرجل الإماراتي الضاربة في الأرض، إذ يمثّل الخيل والجمل الصحراء والأصالة في الهُوية الإماراتية.

النسيج بين الماضي والحاضر

وتدعو بخيتة المرأة الإماراتية على المواظبة على تعليم أطفالها وأحفادها الغزل والحياكة، وتقول: "اللي ما له ماضي، ما له حاضر".

نسجت بخيتة أعلام دول مجلس التعاون الخليجي بخيوطها المتلونة، وعن أكثر القطع مبيعاً، أجابت "يأتي الزوار لأخذ القطع المرتبطة ببلادهم، فإما علم دولة، وإما إسوارة تُمثل هُوية بلد عربي معين، أو تعليقة للسيارات أو مفاتيح البيوت".

العروبة في النسيج

تتصدّر  المعروضات قطع مستوحاة من أعلام دول مجلس التعاون الخليجي، وهو مشهد تعلق عليه بخيته بالقول "جمعتُ دول التعاون من خلال الغزل، لأن نسيج تراثنا واحد".
وبأدواتها الخشبية "المِبرم والمغزل" التي تلتفُ حول الخيط تارةّ وتتوقف تارةً أخرى، تصفُ بخيتة خطوات الغزل، وتبدأ موضحة أنواع الخراف الذي يُنسج منه الخيط الذي يصلح للحياكة، وتقول "النعيمي والعربي".
بحسب بخيتة "فإن النعيمي هو الخروف الأبيض الذي يتمتع بملمسٍ ناعم، ويمكن صبغه بعدة ألوان، والنوع الثاني هو الخروف الأسود المعروف بالعربي خشن الملمس ولونه لا يتغير".
وحول تجديد القطع حتى يحاكي متطلبات الجيل الحالي، فإن بخيتة تعمل على صنع قطع بمتطلبات عصرية  لتنال إعجاب الفتيان والفتيات.
وتشير إلى أن العُرف لدى السيدات الإماراتيات، يكمن في نسج بعض القطع الشهيرة، "كالخوص، والتلي، والسدو"، ما يحتاج إلى تخصصية ودراية بأنواع الخيوط وأصنافها.