السبت 27 مايو 2023 / 20:36

هل يستخدم أردوغان وسائل الإعلام في تزوير الانتخابات؟

24 - أحمد إسكندر

يواجه الرئيس التركي المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان اتهامات باستخدام سيطرته على وسائل الإعلام التركية للترويج لمكاسب انتخابية حققها حزب العدالة والتنمية خلال الانتخابات، التي تشهد جولة الإعادة بينه وبين مرشح المعارضة كمال كيليجدار أوغلو.

وقالت منظمة مراسلون بلا حدود، إن وسائل الإعلام في تركيا كانت "منحازة" خلال الجولة الأولى من الانتخابات التركية، وأن "أردوغان استخدم سيطرته للتلاعب في الانتخابات التركية، مستخدماً الإعلام لتحقيق تلك الغاية".

تزوير الإعلام

وبينت المنظمة، التي تتخذ من العاصمة الفرنسية باريس مقراً لها، في بيان، أن الرئيس التركي "استخدم سيطرته على وسائل الإعلام لتزوير الانتخابات في تركيا، إنه استخدم كل الوسائل المتاحة له للفوز في هذه الانتخابات، بما في ذلك حرمان المواطنين من حقهم في الوصول إلى تقارير ذات مصداقية وتعددية، عن سير مجريات العملية الانتخابية".

وأوضحت المنظمة في تقريرها أنه كانت هناك عوامل مثل "سجن الصحافيين المستقلين" و"زيادة السيطرة على وسائل الإعلام الحكومية"، والاستحواذ على أكبر مجموعة إعلامية خاصة في تركيا من قبل شكرة "ديميرورين هولدينغ" (Demirören Holding) المقربة من الحكومة الحالية، و"الدعم المالي لأجهزة الإعلام التي تدعم الحكومة"، وتسبب كل ذلك في السيطرة على أكثر من 85% من وسائل الإعلام الوطنية.

وذكرت مراسلون بلا حدود أن "تي.آر.تي هابير" قدمت أكثر من 60 تغطية لأردوغان عن مرشح المعارضة كمال كيليجدار أوغلو، أكبر منافس له في الانتخابات، خلال بثها المباشر ما بين 1 أبريل (نيسان)  و 1 مايو (أيار) 2023، مضيفة أنه بعبارة أخرى، لا يمكن لقناة تلفزيونية عامة أن تعمل فقط كقناة التلفزيون الحكومي، ولم يقتصر الأمر على انحيازها إلى جانب مرشح".

تحيّز واضح

وأكدت المنظمة أن أردوغان هاجم شفهياً كيليجدار أوغلو في بث مباشر تجاوز ساعة ونصف بثته 14 قناة تلفزيونية، قبل يومين من الجولة الأولى من الانتخابات، في بيئة غير مهيئة لتواجد خصمه (كمال كيليجدار أوغلو) فيها للرد على الادعاءات التي يتحدث عنها أردوغان.

وصرحت المنظمة أنه بسبب هذه الحالة الإعلامية، "لا يمكن التشكيك بجدية في العديد من القضايا التي تشغل حالياً أذهان المواطنين في تركيا، بما في ذلك الفساد السياسي والاقتصادي. وإدارة أردوغان المثيرة للجدل لأزمة الزلازل الأخيرة".

وقال ممثل منظمة مراسلون بلا حدود تركيا إرول أونديروغلو: "يمكنك مناقشة إيجابيات وسلبيات المرشحين وسياساتهما، أو علم الاجتماع السياسي للبلاد. لكن الحقيقة هي أنه في هذه الانتخابات، من المرجح أن يقرر المواطنون في تركيا بشكل ديمقراطي"، وأضاف: "تم تنفيذ مناورات خادعة من خلال نظام إعلامي حرم من حق التصويت. وهذا الظلم الصارخ يقوض بلا شك مصداقية الانتخابات ككل في تركيا".

وأشارت مراسلون بلا حدود إلى أن "ما معدله 200 صحافي قدموا للمحاكمة في نطاق قانون مكافحة الإرهاب أو قوانين العقوبات المتعلقة بمهنتهم، في العشرين عاماً الماضية، كل 3 أشهر في تركيا"، وأدت ضغوط المحاكم إلى اللوائح التي أدت إلى حظر الإعلانات والإعلانات الرسمية على الصحف التي تنتقد الحكومة الحالية بقيادة حزب العدالة والتنمية.