مقاتلون من قوة دعم للجيش الأوكراني النظامي ضمن تدريب للهجوم المضاد المرتقب(أ ف ب)
مقاتلون من قوة دعم للجيش الأوكراني النظامي ضمن تدريب للهجوم المضاد المرتقب(أ ف ب)
الأحد 28 مايو 2023 / 10:25

إشارات أوكرانية متضاربة للهجوم المضاد.. ليس غداً ربما بعد أسبوع

يواصل الجيش الأوكراني إرسال إشارات "متضاربة" حول موعد بدء الهجوم المضاد، آخرها أن موعد الهجوم تحدده القدرة الأكيدة للحصول على "أفضل نتيجة"، وليس موعداً محدداً بالساعة واليوم لقصّ الشريط الأحمر!

ويؤكد هذا التضارب المقصود، رئيس المجلس القومي والدفاع الأوكراني، أوليكسي دانيلوف، بقوله إن "الهجوم لاستعادة الأراضي من قوات الاحتلال التابعة للرئيس فلاديمير بوتين يمكن أن يبدأ غداً أو بعد غد أو بعد أسبوع"، وفقاً لما ذكره موقع "بي بي سي". 

ويرى دانيلوف أن الحكومة الأوكرانية "ليس لها الحق في ارتكاب أي خطأ في قرار الهجوم المضاد لأن هذه فرصة تاريخية لا يمكننا أن نخسرها".
والحكومة في كييف تحتاج إلى أن تُظهر لشعب أوكرانيا والحلفاء الغربيين أنها تستطيع اختراق الخطوط الروسية، وإنهاء المأزق العسكري واستعادة بعض أراضيها السيادية، كما يعتقد دانيلوف.
وعليه فإن القوات المسلحة ستبدأ الهجوم عندما يُقدّر القادة "أنه يمكننا الحصول على أفضل نتيجة في تلك المرحلة من الحرب".

لا شريط أحمر!

ومع استمرار الاستعدادات تكثر التكهنات حول الموعد الرسمي للهجوم الأوكراني، والخميس الماضي، كتب ميخائيل بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، تغريدة على تويتر، تتناول فيها حيثيات الهجوم المضاد. وقال بودولياك، "مرة أخرى بشأن الهجوم المضاد، فهذا ليس حدثاً منفرداً سيبدأ في ساعة معينة من يوم معين بقطع رسمي للشريط الأحمر". 

وأضاف "هذه العشرات من الأعمال المختلفة لتدمير قوات الاحتلال الروسي في اتجاهات مختلفة، والتي بدأت بالأمس بالفعل، تجري اليوم وستستمر غداً".
وأوضح، أن "التدمير المكثف للوجستيات العدو هو أيضاً هجوم مضاد".
وأتت تغريدة بودولياك بعدما نقلت عنه قناة (RAI) الإيطالية قوله في مقابلة، إن "الهجوم المضاد بدأ بالفعل منذ عدة أيام". 

مؤشرات

ومن المؤشرات الأخرى على استعداد أوكرانيا لبدء الهجوم المضاد، تحريك الجيش لمعدات عسكرية باتجاه الخطوط الأمامية، وتنفيذ هجمات ضد أهداف روسية، بما في ذلك ضربات يومي الخميس والسبت في مدينة بيرديانسك الساحلية الجنوبية، وفقاً لما ذكره موقع "سي أن أن".
وأكد مسؤول أمريكي كبير في وقت سابق من شهر مايو (أيار)، أن أوكرانيا بدأت في إجراء عمليات تشكيل، وضرب أهداف معينة مثل مستودعات الأسلحة ومراكز القيادة وأنظمة الدروع والمدفعية الروسية لتهيئة ساحة المعركة لصالح القوات المتقدمة في كييف". والتشكيل هو تكتيك قياسي يستخدم قبل العمليات الرئيسية، ولكن يمكن استخدامه ببساطة لإرباك العدو، بحسب "سي أن أن". ويخفي مسؤولو الجيش الأوكراني تفاصيل العملية، بما في ذلك ما إذا كانت قد بدأت بالفعل أم لا. ومن المحتمل أن تكون هذه محاولة لإرباك الجيش الروسي.
وكان التوغل الأخير داخل بيليغورود المتاخمة لأوكرانيا من قبل وحدات روسية موالية لكييف، خطوة جريئة سببت الكثير من الإحراج لموسكو، وهدفت أيضاً إلى إجبار الكرملين على إعادة تمركز قواته خارج أوكرانيا للدفاع بشكل أفضل عن حدود روسيا المكشوفة نسبياً.

طقس مناسب 

ومن الدلائل الأخرى على قرب بدء الهجوم المضاد، تحسن ظروف الطقس فهي باتت ملائمة لتحرك الدبابات والآليات الثقيلة بعدما جفّت أراضي جنوب أوكرانيا التي غرقت في الوحل إثر هطول كميات ضخمة من الأمطار خلال الشهرين الماضيين، وفقاً لما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست". 


وكان من غير الممكن بدء العملية قبل شهرين من الآن، بسبب ظروف الحركة الصعبة، الناتجة عن الأمطار الغزيرة،  ولكن مع الجفاف الأخير للطقس، فإن الظروف باتت شبه مثالية للهجوم المضاد الذي طال انتظاره، والذي وصفه الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، وآخرون بأنه فرصة ناجحة لإظهار الداعمين الغربيين أن أوكرانيا قادرة على استعادة أراضيها، حسب الصحيفة.