لافتة دعائية للرئيس التركي المنتهية ولايته رجب طيب أرودغان (ا ف ب)
لافتة دعائية للرئيس التركي المنتهية ولايته رجب طيب أرودغان (ا ف ب)
الأحد 28 مايو 2023 / 10:36

فوز أردوغان اليوم يعني جنوحاً محتملاً للسلطوية

يخوض الرئيس التركي المنتهية ولايته، رجب طيب أردوغان دورة ثانية غير مسبوقة في الانتخابات الرئاسية، في موقع الأوفر حظاً في مواجهة الاشتراكي الديمقراطي كمال كيليتشدار أوغلو.

أردوغان أكثر من الوعود السخية خلال حملته ومنها تقديم منح للطلاب

وفتحت مكاتب الاقتراع أبوابها عند الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي (الساعة 5 ت غ) على أن تقفل عند الساعة 17:00 (الساعة 14:00 ت غ). وسبق لأتراك الشتات أن أدلوا بأصواتهم. ويتوقع صدور النتائج مساء.

وعلى الناخبين البالغ عددهم 60 مليوناً الاختيار بين رؤيتين للبلاد.

جنوح محتمل للسلطوية

فإما يختارون الاستمرارية مع جنوح محتمل إلى السلطوية مع الرئيس الحالي الإسلامي المحافظ البالغ 69 عاماً، أو العودة إلى الديموقراطية الهادئة بحسب كلام خصمه وهو موظف عمومي سابق يبلغ الـ74.
وتشهد نسبة 49.5% من الأصوات التي حصل عليها أردوغان وهو رئيس بلدية إسطنبول سابقاً، في الجولة الأولى في 14 مايو (أيار) على الدعم الواسع الذي لا يزال يلقاه في صفوف المحافظين رغم التضخم الجامح في البلاد.
وقد تجلى هذا الدعم حتى في المناطق المنكوبة التي ضربها الزلزال العنيف في السادس من فبراير (شباط) وأسفر عن سقوط ما لا يقل عن مصرع 50 ألفاً وتشريد 3 ملايين آخرين. 

"الجد الديمقراطي"

ينافسه في هذه الجولة الثانية كمال كيليتشدار أغلو "الجد الديموقراطي" كما يحلو لخبير الاقتصاد أن يقدم نفسه والذي عجز عن استغلال الأزمة الاقتصادية الخطرة التي تثقل كاهل الأسر والشباب للتفوق على الرئيس الحالي.
ووعد كيليتشدار أوغلو وهو زعيم حزب الشعب الجمهوري الذي أنشأه مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية التركية "بعودة الربيع" والنظام البرلماني واستقلالية القضاء والصحافة.
وقال المدرس أوغور برلاس البالغ 39 عاماً الذي سيصوت للمرشح المعارض و"التغيير"، "سئمنا من قمع النظام وسياسته".
إلا أن كيليتشدار أوغلو ليس الأوفر حظاً في الجولة الثانية بعدما حصل على 45% من الأصوات قبل أسبوعين. فرغم الدعم المتجدد لحزب الشعوب الديموقراطي المؤيد للأكراد، تظهر استطلاعات الرأي تخلفه خمس نقاط مئوية عن رئيس البلاد الذي حاز غالبية برلمانية في الانتخابات التشريعية في 14 مايو (أيار). أصيب كيليتشدار أوغلو بصدمة بعدم فوزه في الانتخابات الرئاسية من الدورة الأولى كما كان يتوقع معسكره إلا أنه عاد لموقع الهجوم بعد أربعة أيام على ذلك.
بسبب عجزه عن الوصول إلى وسائل الإعلام الرئيسية وخصوصاً محطات التلفزيون الرسمية المكرسة لحملة أردوغان، شن كيليتشدار أوغلو حملته خصوصاً عبر تويتر فيما كان أنصاره يحاولون حشد الناخبين مجدداً من خلال زيارات منزلية في المدن الكبرى.
والهدف استقطاب 8.3 ملايين ناخب مسجل لم يصوتوا في الانتخابات في 14 مايو (أيار) رغم نسبة المشاركة العالية التي بلغت 87%.
في المقابل، كثف أردوغان من تجمعاته الانتخابية مستنداً إلى التغيرات التي فرضها في البلاد منذ توليه السلطة كرئيس للورزاء في 2003 ومن ثم كرئيس اعتباراً من 2014.
وأكثر أردوغان الذي رفع الحد الأدنى للأجور ثلاث مرات في غضون سنة، من الوعود السخية خلال الحملة ومنها تقديم منح للطلاب الذين فقدوا أقارب جراء الزلزال.
وقال أردوغان السبت، "الأحد يوم مميز لنا جميعاً. لقد ولى زمن الانقلابات والحكم العسكري".
في آخر نشاط له في الحملة الانتخابية توجه السبب إلى ضريح مرجعه السياسي رئيس الوزراء القومي-الإسلامي السابق عدنان مندريس الذي أطاح به عسكريون وأعدموه في العام 1961.
ويحل موعد الجولة الثانية من الانتخابات في الذكرى العاشرة لانطلاق تظاهرات "غيزي" التي بدأت في إسطنبول وعمت البلاد. وشكلت هذه التظاهرات أول موجة احتجاج على حكم أردوغان وقمعت بشدة.

مراقبة شديدة

وقالت المتقاعدة زيرين التيالي البالغة 60 عاماً، إن الأهم الأحد أن يكون الاقتراع "نزيهاً" و ألا يشوبه "أي تزوير".لهذه الغاية، قررت المعارضة نشر "خمسة مراقبين لكل صندوق اقتراع" أي ما مجموعه مليون شخص لمراقبة مجريات التصويت.
وخلصت بعثة مشتركة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومجلس أوروبا إلى أن الدورة الأولى جرت في "أجواء تنافسية" وإن "محدودة" بسبب "التقدم غير المبرر" الذي منحته وسائل الإعلام الرسمية لإردوغان.
ويتابع حلفاء تركيا ولا سيما في حلف شمال الأطلسي عن كثب نتائج الانتخابات التي يفترض أن تصدر مساء الأحد.