دونالد ترامب ورون ديسانتيس (أرشيف)
دونالد ترامب ورون ديسانتيس (أرشيف)
الأحد 28 مايو 2023 / 12:19

إيكونوميست ترجح فوز ترامب بـ"التمهيدية" والبيت الأبيض

تعد دردشة شابها خلل في التغطية مع إيلون ماسك على منصة تويتر، طريقة غير تقليدية لإطلاق حملة رئاسية. لكن مع دخول حاكم فلوريدا رون ديسانتيس الساحة الانتخابية، يحدث السباق الآن على نيل بطاقة ترشيح الحزب الجمهوري بالشكل المناسب. ولن تصوت الولايات الأولى قبل يناير (كانون الثاني).

الفكرة هي هندسة الوحدة حول مرشح واحد معارض تماماً كما اتحد الديمقراطيون من المؤسسة حول جو بايدن


حسب "إيكونوميست"، من الصعب التنبؤ بالانتخابات التمهيدية، لأنه من المكلف إجراء استطلاعات عالية الجودة للناخبين في المرحلة الانتخابية الأولى ضمن الولايات الرئيسية. ولكن بعد هذا التنبيه، تشير المجلة إلى أن لدى أحد المرشحين تفوقاً ضخماً وربما لا يمكن التغلب عليه: دونالد ترامب. بالتالي لدى ترامب فرصة حقيقية ليصبح الرئيس القادم لأمريكا. تضع أسواق المراهنات احتمالات عودته إلى البيت الأبيض بمعدل واحد من كل ثلاثة.

ألم يصبح ترامب من الماضي؟

إذا قررتم إيلاء اهتمام أقل بترامب بعد خسارته سنة 2020 للحفاظ على سلامتكم العقلية فقد تتساءلون كيف يمكن أن يكون هذا هو الحال. فالأحزاب لا تتمسك عادة بالخاسرين. قاد ترامب الجمهوريين إلى الهزائم في انتخابات التجديد النصفي سنة 2018 والانتخابات الرئاسية 2020. بعد أن شجع أنصاره على "وقف السرقة"، اقتحم بعضهم الكونغرس، مما أدى إلى وفاة ضابط شرطة بسكتة دماغية وانتحر أربعة منهم. ومنذ ذلك الحين وجد أنه مسؤول عن اعتداء جنسي أيضاً. هل سيرشحه الحزب الجمهوري حقاً مرة أخرى؟ نعم على الأرجح، تتابع المجلة. في سنتي 2016 و2020، كان من المنطقي التفكير في حركة ترامب على أنها استيلاء عدواني على الحزب. في 2023 لم تعد كذلك.

لماذا؟

ترامب هو المرشح الأول لأن نسبة كبيرة من الجمهوريين تحبه حقاً. وضع أنصاره أيديهم على اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري منذ ستة أعوام حتى الآن. تم انتخاب أكثر من نصف الجمهوريين في مجلس النواب لأول مرة منذ 2016 وبالتالي تحت راية ترامب. لقد استقال أو تقاعد تقريباً كل الجمهوريين في مجلسي النواب والشيوخ الذين رفضوا عقد سلامهم معه. من بين أعضاء مجلس النواب العشرة الذين صوتوا لعزل ترامب في يناير (كانون الثاني) 2021، لا يزال اثنان في منصبيهما فقط.

 


حملة ترامب منظمة أيضاً بشكل أفضل مما كانت عليه في 2016 أو 2020. ويظهر تحليل إيكونوميست للانتخابات التمهيدية مدى صعوبة التغلب عليه. لديه تقدم مذهل، تشير استطلاعات الرأي التي أجرتها يوغوف للمجلة نفسها إلى أن الناخبين الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية يفضلون ترامب على ديسانتيس بنسبة 33 نقطة مئوية. كما أن لديه تقدماً كبيراً في التأييد بين جمهوريين منتخبين وهو عادة ما يكون مؤشراً جيداً لما سيحدث. في 2016، وهي المرة الأخيرة التي خاض فيها ترامب انتخابات تمهيدية، فاز في الاستحقاق المبكر بدعم أقل بكثير مما حصل عليه الآن.

ماذا عن البديل؟

لا يزال هناك ناخبون جمهوريون يودون الحصول على بديل. نسبة تأييده البالغة 58% وفق الاستطلاع تعني أن ما يقرب من نصف الناخبين الأساسيين يجب أن يكونوا منفتحين على اختيار شخص آخر. ومع ذلك، إن صعوبات تنسيق معارضة في مواجهة ترامب شاقة. يقول الأشخاص المقربون من حملة ترامب سراً إنه كلما زاد عدد المرشحين الذين يدخلون الانتخابات التمهيدية مشتتين الأصوات كان ذلك أفضل لمرشحهم. يقدم بعض كبار المانحين الأموال لمرشحين جمهوريين بشرط أن ينسحبوا بعد انتخابات ساوث كارولاينا المبكرة، إذا طلب منهم ذلك.


الفكرة هي هندسة الوحدة حول مرشح واحد معارض تماماً كما اتحد الديمقراطيون من المؤسسة حول جو بايدن سنة 2020 لإيقاف اليساري بيرني ساندرز. من غير المرجح أن تنجح مناورات الغرف الخلفية لكبار الشخصيات الجمهورية ضد ترامب، لسبب بسيط وهو أنه المؤسسة الجمهورية.

 التحقيقات القضائية

الطريقة التي يتقاطع بها توقيت الانتخابات التمهيدية مع القضايا القانونية المعلقة ضد ترامب كابوسية حسب المجلة. ستبدأ محاكمته بتهمة تزوير سجلات في نيويورك بعد وقت قصير من الثلاثاء الكبير، بعدما تكون أكثر من اثنتي عشرة ولاية قد صوتت. من المرجح ألا يتم حل هذه القضية ولا أي من التحقيقات الأخرى التي يواجهها بحلول الوقت الذي تنتهي فيه الانتخابات التمهيدية. لذلك من الممكن أن يتعرض مرشح أحد الحزبين الكبيرين لتهم جنائية عندما يصبح اسمه على ورقة الاقتراع في المرحلة الأخيرة من الانتخابات. قد تعتقدون أنه في تلك المرحلة سيتخلى الناخبون عن ترامب بأعداد كبيرة. ربما.
ولكن عندما وجدت هيئة محلفين في وقت سابق من هذه السنة أنه اعتدى جنسياً على امرأة قبل 30 عاماً، لم يكن للحكم تأثير ملموس على أرقام استطلاعات الرأي الخاصة به. اتضح أن ترامب بارع في إقناع الناخبين الجمهوريين بأنه الضحية الحقيقية. يعتقد الديمقراطيون والكثير من حلفاء أمريكا أن ترامب يشكل تهديداً للديمقراطية، وهذا ما تعتقده إيكونوميست أيضاً كما أوضحت. تعمل حملته على قلب هذا الاتهام مرة أخرى إلى المتهِم: "انتخابات 2024 ستحدد ما إذا كان بإمكاننا الحفاظ على جمهوريتنا أو ما إذا كانت أمريكا قد استسلمت لقوى الاستبداد الظلامية"، حسب رسالة بريد إلكتروني أعلنت عنها مؤخراً حملة ترامب. إن أولئك الذين يقبلون بأن هذه هي المخاطر فعلاً قد يتغاضون عن عيوب ترامب الواضحة والتي لا حصر لها حسب ترجيحات المجلة.

جاء اليوم الحاسم

تخيلوا إذاً أنه جاء نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 وسيخوض ترامب وبايدن مواجهة ثانية، وهي الأولى منذ فوز دوايت أيزنهاور على أدلاي ستيفنسون في الخمسينات من القرن الماضي. هل يمكن أن يفوز ترامب؟ ستكون الانتخابات العامة قريبة بالتأكيد. يعطي المجمع الانتخابي الجمهوريين ميزة طفيفة. حدث آخر فوز ساحق منذ 40 عاماً. أصبحت أمريكا منذ ذلك الحين منقسمة سياسياً بالتساوي ومتكلسة، لأن الناخبين نادراً ما يغيرون مواقفهم. يتمتع بايدن ببعض نقاط القوة التي لا تحظى بالتقدير، لكنه ليس فكرة رائعة لدى أحد. إذا دخلت البلاد حالة ركود فسترتفع فرص ترامب. بعض التكتيكات التي تمت مناقشتها لمرحلة ما بعد الانتخابات التمهيدية والتي هدفت إلى إيقافه، مثل الترشح عن حزب ثالث، تنبع من اليأس، يمكن أن تثمر بسهولة نتائج عكسية وتعززه بشكل أكبر.

ما الاستنتاج؟

يعني كل هذا حسب المجلة أنه يجب أن تأخذوا على محمل الجد احتمال أن يكون الرئيس القادم لأمريكا شخصاً يقسم الغرب ويسعد فلاديمير بوتين ويقبل بنتائج الانتخابات فقط في حالة فوزه ويدعو البلطجية الذين اقتحموا مبنى الكابيتول في 6 يناير (كانون الثاني) 2021 بأنهم شهداء ويمنحهم العفو. هو شخص اقترح التخلف عن سداد الديون الوطنية لنكاية بايدن ويخضع لتحقيقات عدة بسبب خرق القانون الجنائي. وفق إيكونوميست، يجب على أي شخص يأبه لأمريكا أو الديمقراطية أو الفكر المحافظ أو اللياقة أن يأمل في تمكن ديسانتيس أو أحد المرشحين الجمهوريين الآخرين من تحدي الصعاب والتغلب عليه.