الأحد 28 مايو 2023 / 14:47

أزمة القضاء..إسرائيل أمام أسبوع حاسم ولا اتفاق في الأفق

 على الرغم من مرور 21 أسبوعاً على مظاهرات المعارضة الإسرائيلية ضد خطة الائتلاف الحكومي الذي يقوده بنيامين نتانياهو لإصلاح القضاء، والتي شملت مفاوضات بين الجانبين للوصول لحل وسط بشأن الخطة، إلا أنه لا يوجد بوادر للتوصل لاتفاق إسرائيلي بهذا الشأن.

الحل الوسط بين ائتلاف نتانياهو والمعارضة ليس في الأفق

21 أسبوعاً على مظاهرات المعارضة ضد خطة الائتلاف الحكومي

وتشهد إسرائيل مظاهرات أسبوعية ضد خطة ائتلاف نتانياهو لإصلاح القضاء، وذلك بالتزامن مع مفاوضات يتوسط بها الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ بين الائتلاف الحكومي والمعارضة منذ عدة أسابيع.
وانعقدت أول جولة مفاوضات بين ائتلاف نتانياهو والمعارضة في مارس (آذار) الماضي بمنزل الرئيس الإسرائيلي، بهدف الوصول لحل وسط، لكنها لم تؤدِ حتى اللحظة إلى أي تقدم يذكر حول الخطة القضائية. وترفض المعارضة الإسرائيلية خطة الائتلاف الحكومي، وترى فيها محاولة من الأحزاب اليمينية للحصول على نفوذ أكبر، خاصة فيما يتعلق بتعيين القضاة والحد من سلطة المحكمة العليا في إلغاء القوانين، علاوة على أنها محاولة لإنهاء ملف محاكمة رئيس الوزراء بقضايا الفساد.
ويؤكد ائتلاف نتانياهو أن "التعديلات تهدف لوقف تجاوزات للسلطة القضائية على مدى عقود وتحقيق التوازن بين السلطات".

تجميد التشريعات

وقال عضو الكنيست عن "معسكر الدولة"، غادي أيزنكوت، إنه "لم يحدث أي تقدم في المفاوضات التي تجري بين أحزاب المعارضة وائتلاف نتنياهو"، داعياً لتجميد تشريعات الخطة القضائية لعام واحد، وفق القناة 12 العبرية.
ومن ناحيته، دعا زعيم حزب "يسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان، أعضاء المعارضة الإسرائيلية لـ"التوقف عن إجراء مفاوضات أو أي تعاون مع ائتلاف نتانياهو فيما يتعلق بخطة إصلاح القضاء"، وفق القناة السابعة العبرية.
وقال ليبرمان: "أنا آسف للوضع الذي وجدنا أنفسنا فيه، وآسف لتشكيل هذا التحالف، يجب أن تتصرف المعارضة بنفس الطريقة التي يتصرف بها نتانياهو كزعيم للمعارضة برفضه التعاون أو إجراء أي مفاوضات".
وأشار إلى المحادثات بمنزل الرئيس هرتسوغ بالقول: "المفاوضات يمكن أن تؤدي لرفع أسهم زعيم المعارضة يائير لابيد، وزعيم معسكر الدولة بيني غانتس في الانتخابات، لكن دولة إسرائيل تخسر"، على حد تعبيره.

خلافات وأسبوع حاسم

وفي السياق، أكد تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أنه من المتوقع أن تعود الخلافات بين الائتلاف الحكومي والمعارضة بشأن خطة إصلاح القضاء للواجهة، مبيناً أنه من المتوقع أن يختار الكنيست لجنة تعيين القضاة منتصف الشهر المقبل.
وقالت مصادر قانونية وسياسية، إنه "من الواضح أن الحل الوسط بين ائتلاف نتانياهو والمعارضة ليس في الأفق"، مشيرة إلى أن تقدم أو وقف الخطة القضائية يعتمد خلال الأسابيع المقبلة على شخص واحد فقط هو بنيامين نتانياهو.
وأضافت: "نتانياهو يريد استنفاد المحادثات بين الائتلاف والمعارضة بشكل رئيسي احتراماً للرئيس يتسحاق هرتسوغ"، لافتة إلى أن التقديرات تشير إلى أنه فيما يتعلق بتشكيل لجنة اختيار القضاة لم يتم التوصل لأي اتفاقيات، وفق الصحيفة.
وأوضحت الصحيفة، أنه "على الرغم من تخفيف حدة المظاهرات الاحتجاجية ضد الخطة القضائية، إلا أن إسرائيل تعيش في قنبلة موقوتة من حيث الرأي العام العالمي، خاصة ما يتعلق بموقف الحزب الديمقراطي الأمريكي من الخطة".
وحسب المصادر، فإن "قادة الخطة القضائية بالائتلاف الحكومي وزير العدل ياريف ليفين ورئيس اللجنة الدستورية بالكنيست سيمحا روثمان، ينتظرون قرار نتانياهو بدعم خطواتهم المقبلة، حيث يسعى كلاهما لسن قانون واحد على الأقل من الخطة مع حلول نهاية الجلسة الصيفية للكنيست في أغسطس (آب) المقبل".بدورها، أكدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن "إسرائيل ينتظرها أسبوع حاسم فيما يتعلق بالخطة القضائية"، مشيرة إلى أنه قد يتم التوصل إلى اتفاق حل وسط بين المعارضة والائتلاف الحكومي أو تفجير المفاوضات الجارية بين الطرفين.
وحسب الصحيفة العبرية، فإن "الرئيس الإسرائيلي يبذل بالتعاون مع فريقه جهوداً من أجل التوصل لحل وسط بين الائتلاف والمعارضة حول عدد من القضايا خلال الأسابيع المقبلة".

فجوة كبيرة

من ناحيته، يرى المحلل السياسي، جهاد حرب، أن "هناك فجوة كبيرة بين الائتلاف الحكومي والمعارضة الإسرائيلية بشأن خطة إصلاح القضاء"، مشدداً على أنه لا يمكن إحراز أي تقدم بين الجانبين أو التوصل لحل وسط.
وأوضح حرب، لـ 24، أن "المفاوضات التي تجري برعاية الرئيس الإسرائيلي هرتسوغ تمثل محاولة من نتانياهو وقادة ائتلافه الحكومي لإضاعة الوقت، واضعاف الاحتجاجات المناهضة للخطة القضائية"، وفق تقديره.
وأشار إلى أن "أهداف نتانياهو وائتلافه تتحقق ولكن بصورة بطيئة خاصة وأنه بات من الواضح انخفاض أعداد المشاركين بالمظاهرات المناهضة للخطة القضائية"، مضيفاً: "نتانياهو ماهر جداً في إرهاق خصومه السياسيين".ويرى حرب، أن "أي تقدم بالمفاوضات بين الائتلاف الحكومي والمعارضة الإسرائيلية لا يمكن أن يكون بدون وجود ضغط سياسي كبير على ائتلاف نتانياهو، خاصة من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن والحزب الديمقراطي".
وأكد أن "التدخل الأمريكي في المفاوضات بين ائتلاف نتانياهو والمعارضة سيكون له تأثير كبير للغاية ويمكن أن يؤدي للتوصل لحل وسط"، لافتاً إلى أنه يمكن إنهاء الكثير من القضايا الخلافية في حال ضمن نتانياهو إغلاق ملف محاكمته بتهم فساد، حسب تقديره.