أردوغان يخاطب مؤيديه بعد إعلان فوزه بالإنتخابات (رويترز)
أردوغان يخاطب مؤيديه بعد إعلان فوزه بالإنتخابات (رويترز)
الإثنين 29 مايو 2023 / 00:57

أردوغان يواجه تحديات ضخمة في "الولاية الأصعب"

مع إعلان فوزه بولاية جديدة لرئاسة تركيا، يذهب رجب طيب أردوغان إلى تمديد حكمه لعقد ثالث، بعدما حكم لعقدين من الزمن، إلا أن الولاية الجديدة قد تكون الأصعب على الرئيس.

وفاز الرئيس التركي بولاية جديدة مدتها 5 سنوات بعد حصوله على 52.87% من أصوات الناخبين، في جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة، بينما حصل منافسه كمال كيليجدار أوغلو على 47.13%، وذلك بعد فرز 99% من الأصوات، وفق نتائج أولية.
وأظهرت الانتخابات تنامي معارضة قوية للرئيس، إذ أنه لأول مرة يذهب لجولة إعادة في انتخابات الرئاسة، التي كانت نتائجها متقاربة للغاية مع منافسه كيليجدار أوغلو.
وكشفت الانتخابات تراجع نسبة التصويت لحزب العدالة والتنمية إلى 34.3% في الانتخابات التشريعية التي جرت 14 مايو (أيار)، مقارنة بـ 42.5% في انتخابات 2018، التي اضطر فيها الحزب للدخول في تحالف لأول مرة مع حزب الحركة القومية لتأمين الأغلبية النيابية.

وفي الانتخابات الحالية، واجه أردوغان لأول مرة تحالف موحدة لأحزاب المعارضة "تحالف الأمة"، وهو ما يفسر صعوبة الانتخابات التي واجهها الرئيس ذو التوجهات المحافظة.
وحول أسباب التراجع في نسب التصويت لصالح أردوغان وحزبه، قال محللون سياسيون إن التحالفات الموجودة كانت سبباً في ذلك، إضافة إلى الأزمة الاقتصادية، والتي يرجعها كثيرون للحكومة، مثل عدم قدرة الحزب على كبح جماح التضخم وأسعار الفائدة، فضلاً عن تحالف حزب العدالة والتنمية مع حزب الحركة القومية، ما أدى إلى جنوحه نحو التوجهات القومية، ولاسيما تجاه الأكراد.

كما أثار التحالف مع حزب "هدى بار" (كردي إسلامي) قلق النساء حول حقوق المرأة.
وتعد الملفات الاقتصادية العقبة الأصعب التي تواجه أردوغان، مع استمراره على عرش البلاد.
وعلى مدار 20 عاماً، ومنذ استلام أردوغان زمام الأمور، مرت البلاد بأزمات اقتصادية عديدة، لكن الوضع الاقتصادي يعيش الآن حالة صعبة بسبب ارتفاع التضخم وتراجع سعر صرف الليرة، وارتفاع معدلات البطالة.
بحث عن بديل
كما يرى كريم أوكتيم، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أنه "رغم استمرار ولائهم لأردوغان، هناك كثير من جمهور حزب العدالة والتنمية يعتقد أن الحزب بدأ في التدهور ويبحث عن بدائل".
ويشير بدوره إلى أن "بعض الأصوات التي لم تصوت لحزب العدالة والتنمية تحولت إلى حليفيه، وعلى هذا، لم يخسر حزب الحركة القومية أصواتا تقريباً، وفاز تحالف الشعب بالأغلبية، بحصوله على نسبة 49% في الانتخابات العامة".
قدرة سحرية
ويتساءل محللون عن أسباب التمسك بأردوغان، رغم الأزمة الاقتصادية، واستجابة حكومته البطيئة للزلزال المزدوج الذي ترك البلاد في حالة كارثية في شباط (فبراير) الماضي، وأودت بحياة 50 ألف شخص على الأقل.
يقول البروفيسور سولي أوزال، الذي يحاضر في العلاقات الدولية في جامعة قادر هاس باسطنبول لموقع بي بي سي :"أعتقد أنه سياسي محنك لديه قدرة سحرية على التأثير بشكل رهيب".
ويضيف:"لديه أيضاً اللمسة العامة، لا يمكنك إنكار ذلك، إنه ينضح بالقوة. هذا شيء لا تجده عند كيليجدار أوغلو".
ويقول أنصاره إنه سيحقق المزيد من التنمية وتعزيز تركيا. ويقول منتقدوه إنه سيكون أقل علمانية وأكثر إسلامية، وسيكون المستقبل أكثر قتامة.