الاحتجاجات على التعديلات القضائية في إسرائيل. (معاريف)
الاحتجاجات على التعديلات القضائية في إسرائيل. (معاريف)
الثلاثاء 30 مايو 2023 / 21:38

كاتب إسرائيلي: تحولات المنطقة تفرض هدنة داخلية

انتقد الكاتب الإسرائيلي، زلمان شوفال، الوضع الإسرائيلي الداخلي، قائلاً إنه في ظل التحولات الجيوسياسية الجديدة في العالم والمنطقة خصوصاً، لا يُمكن لإسرائيل أن تكون سلبية وغير مبادِرة، ولذلك عليها التوصل إلى تهدئة على الجبهة الداخلية في أسرع وقت ممكن.

 

أضاف شوفال في مقال له بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أن هناك شرق أوسط جديداً يتشكل بسبب الصراع بين الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وبين الصين وروسيا وإيران من أجل نظام عالمي جديد.

 

 


تقلبات

وتابع: "إلى جانب هذه الاتجاهات، هناك تقلبات في أسعار النفط وعواقب مترتبة على العالم الغربي،  بسبب الحرب في أوكرانيا، ومن ناحية أخرى، هناك تعزيز لمكانة الصين باعتبارها "الزبون الرئيسي" وأحياناً العميل الوحيد (عندما يتعلق الأمر بإيران) للذهب الأسود.


الاختفاء الأمريكي

ويقول الكاتب إن  هذه التطورات التي تتعلق بالشرق الأوسط، وبالدول الخليجية خصوصاً، تتعلق بالعملية التي بدأت في إدارة الرئيس الأسبق، باراك أوباما، وتستمر في ظل إدارات الرئيس السابق دونالد ترامب، والرئيس الحالي جو بايدن، وهي عملية فسرتها دول المنطقة بأنها انسحاب تدريجي للوجود السياسي والعسكري للولايات المتحدة الأمريكية.
وفقاً للكاتب، تسببت هذه الرؤية بموقف جديد لهذه الدول كمراكز قوة مستقلة قادرة على اكتساب نقاط جيوسياسية واقتصادية، مستطرداً: "لم تعد أدوات على رقعة الشطرنج العالمية، وإنما لاعبون رئيسيون".
ولفت الكاتب إلى أن إسرائيل  لا يمكن أن تكون سلبية وغير مبادِرة، وهذا "سبب آخر لضرورة الوصول بسرعة إلى تهدئة على الجبهة الداخلية من أجل السماح للقيادة الإسرائيلية بالتركيز على الدور الرئيسي الذي انتُخبت من أجله، والذي أعطى الكثيرون أصواتهم لليكود من أجله، وهو تعزيز مصلحة إسرائيل السياسية والأمنية في ظل تطور الواقع في العالم وفي الشرق الأوسط الجديد الذي نحن جزء منه".

 


واستطرد قائلاً: "أي احتجاج آخر وأي مبادرة تشريعية متسرعة أو رفض لليد الممدودة لرئيس الوزراء فيما يتعلق بالتعديلات القضائية، هي هدية مجانية لأعدائنا، بمن فيهم حسن نصر الله زعيم تنظيم حزب الله اللبناني.
وكان الإسرائيليون خرجوا في سلسلة احتجاجات مناهضة لخطط الحكومة الإسرائيلية بقيادة  نتانياهو التي تهدف إلى تشديد القيود على المحكمة العليا الإسرائيلية.
وتحت ضغط الاضطرابات الداخلية، والاحتجاجات الواسعة، وعبارات القلق والرفض في واشنطن، أرجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي، نهاية مارس (أذار) الماضي، تلك التعديلات، وذلك للسماح بإجراء مفاوضات بشأن حل وسط بين ائتلافه الديني القومي وأحزاب المعارضة الإسرائيلية.