السبت 3 يونيو 2023 / 08:35

مبادرات إماراتية لاستكشاف الفضاء

عبدالعزيز سلطان المعمري- البيان الإماراتية

الإمارات على أعتاب مرحلة جديدة ومختلفة في النهوض والتطور والبروز التنموي

يمكن للمراقب والمتابع للأحداث العالمية أن يقسم الأخبار التي تنشر وتبث عبر وسائط الإعلام في دول العالم كافة ومنها الدول التي تشهد صراعات وحروباً إلى مجموعتين الأولى: الأخبار الجيدة وربما الممتازة والمجموعة الثانية:


الأخبار السيئة وقد تكون المجموعة الثانية وخاصة في الفترة الأخيرة هي الأغلب، وذلك نتيجة للأزمات والتحديات التي مرت وما زالت أو تداعياتها في الكثير من المناطق والبلدان.

أما ما يهمني في هذا المقال الأخبار الخاصة بدولة الإمارات فهي لا تحتاج من المراقبين والمتابعين أن يبذلوا جهداً في التصنيف ما يدل على أنها كلها أخبار من النوع الجيد التي تدعونا إلى التفكير الإيجابي، وتأمل القصص الناجحة التي تجعل من الإنسان متفائلاً ولعل ما يدعم هذا الرأي تلك المؤشرات والاستفتاءات عن أفضل مكان في العالم للعيش والتي تتصدر الإمارات قائمة دول العالم عادة.
أما عن مناسبة هذا الحديث والتطرق إليه فهي إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في حسابه على موقع «تويتر» يوم الإثنين الماضي عن إطلاق دولة الإمارات «مشروع الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات»، ما يعني أن الحديث عن توقف دولة الإمارات عن المبادرات العلمية لاكتشاف المزيد من أسرار هذا العالم لن يتوقف وإنما ما تم حتى الآن لا يعدو أن يكون البداية وأن القادم سيكون فيه المزيد والكثير.
هناك دافع مهم يقف وراء هذه المشروعات التنموية الضخمة لدولة الإمارات، فعدا عن أنها «أرضية» لمشروعات علمية وبحثية متفردة مقبلة يتم عبرها تسخير البرامج العلمية والتركيز على العلوم الدافعة للاستعداد لهذه المشروعات وتفرعاتها، فإن هناك جوانب أو دوافع أخرى متعلقة بمسألة استكشاف ما يحقق للإنسان من حياة كريمة لأن هذا الجانب هو المحور الرئيس لسياسة دولة الإمارات .
ولهذا نجد أن سموه كان واضحاً في تغريدته عن إعداد كوادر إماراتية جديدة لهذا القطاع وإنشاء شركات وطنية في مجال الفضاء الذي باتت فيه دولة الإمارات واحدة من دول العالم التي غزت هذا الفضاء والأولى عربياً.
وبمجرد الاطلاع على تفاصيل المشروع الذي فاجأ سموه به الرأي العام العالمي من ناحية مدة العمل وتقسيمه ما بين العمل على الأرض ومدة الرحلة الاستكشافية التي سيكون هدفها الهبوط على الكويكب السابع في سنة 2034، هنا تشعر بأنك أمام قائد يدرك أهمية العمل المنظم والدقيق والذي ينبع من منظومة القيم الخاصة بالأمم المتحضرة .
والتي تخطط بالطريقة التي تجعلها مستعدة لأي «صدفة» للتعامل معها، ذلك لأن في الفكر التنموي الإماراتي لا يمكن الحديث عن إحراز تقدم أو تحقيق نجاح من دون خطة عمل واضحة، وإلا فإن الجدية في العمل ستكون مشكوكاً فيها.
وإذا رجعنا إلى المبادئ العشرة للخمسين عاماً المقبلة والتي حددتها وأعلنتها دولة الإمارات منذ عامين لتكون موجهة للأجهزة الحكومية الاتحادية والمحلية كافة ولتلتزم وتسترشد بها وتعمل على تنفيذها، سنجد أن واحداً من المبادئ العشرة وهو المبدأ السابع.
وهنا لا أدري إن كان هناك ترتيب بين المبدأ والكويكبات الـ7 أو أنها مجرد صدفة أو ملاحظة مني، إذ ينص المبدأ على أن «التفوق الرقمي والتقني والعلمي للإمارات يرسم حدودها التنموية والاقتصادية.
ويرسخها عاصمة للمواهب والشركات والاستثمارات، ويجعلها العاصمة العالمية للمستقبل» عبر هذا المبدأ ستعمل دولة الإمارات بعدة طرق مختلفة لتمكين مواطنيها كي يحافظوا على هذا التفوق من منطلق أنه من السهل الوصول إلى القمة .
ولكن المحافظة عليها تحتاج إلى جهد مضاعف وكون أن الجميع بدأ يتنافس لخوض هذه المجالات التي كانت حتى وقت قريب حصراً لدول معينة فإن الأمر يحتاج إلى إنعاش الفكر الإنساني الإماراتي في مجالات ضخمة لتعظيم القيمة العلمية المضافة في النهضة التي تشهدها الإمارات، وأصبحت عبارة عن «حالة دراسية» للباحثين ونموذج تطبيقي للسياسيين وأصحاب القرار.
المهم والواقع أن دولة الإمارات أصبحت على أعتاب مرحلة جديدة ومختلفة في النهوض والتطور والبروز التنموي لأن ما تطرحه قيادتها يؤكد أنها مستمرة ليس في مسألة تحقيق المزيد من الإنجازات التنموية، وإنما التنمية بفكر مختلف وغير تقليدي، وهنا مربط الفرس.