صورة جوية لسد نوفا كاخوفكا قبل انهياره جزئياً.(أف ب)
صورة جوية لسد نوفا كاخوفكا قبل انهياره جزئياً.(أف ب)
الأربعاء 7 يونيو 2023 / 11:05

تقرير: تدمير سد نوفا كاخوفكا يهدد انتصار بوتين في القرم

قال ديفيد برينان في تقرير لمجلة "نيوزويك" إن تدمير سد نوفا كاخوفكا في جنوب أوكرانيا يمكن أن يعرض إمدادات المياه العذبة للقرم، التي تحتلها روسيا للخطر. وهذه الإمدادات عنصر رئيسي في سيطرة موسكو على شبه الجزيرة.

ثمة الآن خطر على محطة زابوريجيا، حيث يعتمد نظام التبريد على خزان كاخوفكا الذي ينخفض مستوى المياه فيه بسرعة

وتعتبر نوفا كاخوفكا وخزان كاخوفكا ومحطة زابوريجيا للطاقة النووية مواقع حساسة تسيطر عليها روسيا على طول حدود نهر دنيبرو، والتي تم وصفها بأنها موقع محتمل للهجوم الأوكراني المضاد.

أصبح "مستحيلاً"

انهار سد نوفا كاخوفكا في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، بعد أشهر عدة من مشاكل في الصيانة. وألقت كييف اللوم على روسيا بعدما اتهمت قواتها سابقاً بتلغيم المبنى استعداداً لتدميره. اتهمت سلطات الاحتلال التي عينتها موسكو القوات الأوكرانية بشن هجمات متعددة على السد، لكنها لم تقل في البداية إنه انهار بالكامل. ونفى الكرملين أي تورط له.
يفرض انهيار السد مشاكل على الجانبين. صدرت أوامر لمئات الآلاف من الأشخاص بالإخلاء مع تدفق مياه الفيضان عبر مناطق المصب. تغرق المواقع العسكرية على كلتا الضفتين وكذلك طرق الإمداد الحيوية. في حديث إلى مجلة "نيوزويك"، قال وزير الدفاع الأوكراني السابق الذي يعمل الآن كمستشار لوزارة الدفاع أندريه زاغورودنيوك إن أي هجوم أوكراني محتمل عبر نهر دنيبر أصبح الآن "مستحيلاً" بشكل فعلي.

ملامح كارثة

على الجانب الروسي من النهر، ثمة الآن خطر على محطة زابوريجيا، حيث يعتمد نظام التبريد على خزان كاخوفكا، الذي ينخفض مستوى المياه فيه بسرعة. قد يؤدي انهيار المحطة هناك إلى حدوث كارثة نووية تنتشر عبر أوكرانيا وروسيا ومعظم أنحاء أوروبا. وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي إنه "لا يوجد خطر مباشر" على سلامة المحطة، لكنه شدد على أن "الغياب المطول لمياه التبريد" المتاحة يمكن أن يشكل خطراً.

بيانات روسية غير متجانسة

ويعني تضاؤل المياه في الخزان أيضاً مشكلة لقناة شمال القرم التي تمتد 250 ميلاً إلى الجنوب والشرق لتزويد القرم بالمياه العذبة. دق رئيس منطقة خيرسون المحتلة، والذي عينه الكرملين فلاديمير ليونتييف، ناقوس الخطر بشأن القناة. ونقلت شبكة آر بي سي الروسية عن المسؤول قوله: "التهديد الوحيد أننا سنواجه مشاكل في إمداد شبه جزيرة القرم بالمياه".
وذكرت وكالة أنباء تاس الحكومية أن سلطات القرم قالت في بيان إنه "لا يوجد تهديد بفقدان قناة شمال القرم للمياه".
ومع ذلك، قال رئيس السلطة في القرم سيرغي أكسيونوف إن هناك خطراً من انخفاض منسوب المياه في القناة، بالرغم من أن خزانات شبه الجزيرة تحتوي حالياً على ما يكفي من المياه.


أهمية القناة


كانت القناة مشكلة بالنسبة إلى موسكو منذ أن استولى "رجالها الخضر الصغار" على القرم في عام 2014، حيث لا يزال صدى موجات الصدمة من ثورة الميدان الأوروبي الموالية للغرب يتردد في جميع أنحاء البلاد والمنطقة الأوسع. قبل ذلك، كانت القناة توفر نحو 85% من مياه القرم، وكان معظمها يستخدم للزراعة. تم استخدام الباقي للصناعة والاستهلاك العام.
سيطرت القوات الروسية على القناة في اليوم الأول من الغزو الشامل سنة 2022، وحققت المجموعة الهجومية المتجهة شمالاً انطلاقاً من القرم نجاحاً أكبر من نظيرتها في شمال وشرق البلاد. بعد أيام، نسفت القوات الروسية السد الذي أقيم عقب عملية الضم.
في مقابلة مع الإذاعة الوطنية العامة الصيف الماضي، قالت المؤرخة الزراعية من أكاديمية خورتيتسيا الوطنية في زابوريجيا آنا أوليننكو إن العودة السريعة للمياه إلى القرم "تظهر لنا أهمية هذه القضية". وأضافت: "لقد وعد بوتين والحكومة شعب القرم بأنهما سيحلان مشكلة المياه في القرم".


مخاوف الكرملين


في حديث إلى نيوزويك عن الإدارة الأوكرانية التي تأسست بعد الثورة، قال المؤسس المشارك لمجلس جيواستراتيجي ومقره بريطانيا جيمس رودجرز إن إغلاق القناة وخنق إمدادات المياه في شبه جزيرة القرم كانت "أحد الأشياء القليلة المتاحة لديهم والتي يمكنهم القيام بها بالفعل".
بعد مرور أكثر من عام على إعادة فتح القناة ، لم يتمكن الكرملين من تأمينها.
قال رودجرز "هذا مؤشر إلى حقيقة أن الروس لم يستولوا على أي أراض أخرى، وإلى أن الصراع يبدو وكأنه توقف نوعا ما". وحسب زاغورودنيوك، وزير الدفاع الأوكراني السابق، إن المخاوف العسكرية تحتل الأولوية بالنسبة إلى الكرملين بالمقارنة مع القرم: "لا أعتقد أنهم يبالون الآن. كل ما يفكرون فيه هو خسارة الحرب".