اضطرابات في السنغال (أرشيف)
اضطرابات في السنغال (أرشيف)
الخميس 8 يونيو 2023 / 15:06

شهود عيان يكشفون كواليس الاضطرابات في السنغال

تشير تسجيلات فيديو وشهادات في السنغال إلى انتشار مسلحين بلباس مدني وصلوا بشاحنات صغيرة، وطاردوا المتظاهرين خلال الاضطرابات الأخيرة، التي أعقبت الحكم بالسجن على المعارض عثمان سونكو.

وقال نديري نيانغ وهو بائع أغنام شهد الوقائع، إن شاحنة بيك آب بيضاء دخلت السبت إلى منطقة "غيناو ريلز نورد" في إحدى ضواحي دكار وعلى متنها "عشرات المسلحين" يرتدون ملابس عادية، وأضاف "كانت لديهم لائحة بأسماء شبان قالوا إنهم من المتظاهرين وطاردوهم".

قبل يوم من ذلك، قُتل 3 شبان على الأقل من سكان الحي. وانتشر في المنطقة فيديو يظهر فيه باسيلو سار (31 عاما) مقتولا برصاصة في رأسه حسب عدد من الشهود.

وأكد شاهد آخر رفض ذكر اسمه خوفاً على سلامته، رواية نديري نيانغ. وقال: "أنا خائف.. نعرف أن هناك جواسيس".

ويلف بعض الغموض موجة العنف التي هزت السنغال من الأول إلى الثالث من يونيو(حزيران) بدءاً بالظروف التي قُتل فيها 16 شخصاً ومَن قتلهم.

وتتبادل السلطة والمعارضة الاتهامات بقتلهم.

لكن شهوداً قابلتهم، تحدثوا عن انتشار رجال مجهولين مسلحين خلال المواجهات.

وقال شاب في مستشفى أدخل إليه بعد إصابته بجروح في بيكين إحدى بؤر الصدامات في ضواحي دكار أيضا، إنه وجد نفسه في وسط الاشتباكات أثناء تنقله بعربة.

وقال: "رأيت شاباً على الأرض جريحاً. توقفت وهناك رأيت عشرات الرجال بثياب مدنية يطاردون متظاهرين". وأضاف أنهم "كانوا يحملون أسلحة نارية أو أسلحة بيضاء".

معركة صور

أصيب الشاب برصاصة في الفخذ وقال إن آخرين تعرفوا على مطلق النار وهو مصارع وكان ممارسو المصارعة التقليدية دعوا في الماضي للعب دور في أجواء المواجهات السياسية من قبل.

واندلع العنف بعد أن حكم على سونكو بالسجن لمدة عامين في فضيحة جنسية، وهو حالياً غير مؤهل للانتخابات الرئاسية لعام 2024.

ويتهم الموالون لسونكو المعسكر الرئاسي بدفع أموال "لبلطجية" يتنقلون بشاحنات صغيرة لتقديم المساعدة للشرطة والدرك وسحق المتظاهرين. واتهم المدافعون عن حقوق الإنسان رجال الشرطة والدرك بارتكاب أعمال "وحشية".

وانتشرت صر لم تثبت صحتها لشرطيين يستخدمون مدنيين دروعاً بشرية لحماية أنفسهم من القذائف.

وعرضت الحكومة والشرطة لقطات لمسلحين أكدتا أنهم متظاهرون. وتتهم الحكومة "قوى خفية" و "أجانب" بالسعي إلى زعزعة استقرار البلاد من دون أي توضيحات.

وقال ماهام كا المتحدث باسم وزارة الداخلية إن بعض رجال الشرطة يعملون بملابس مدنية، لكنه أضاف أنه لا يمكنه قول المزيد لأسباب أمنية.

وتابع "لا أعرف هؤلاء الأشخاص في الشاحنات ولا أستطيع أن أؤكد أنهم يعملون مع الشرطة".

تحديد المسؤوليات

يرى المحلل السياسي إبراهيما باخوم أن السياسيين جندوا "بلطجية" في الماضي لحمايتهم. وقال إن "المشهد السياسي السنغالي كان دائماً عنيفاً لكن العنف لم يصل يوماً إلى المستوى الحالي. نرى الآن عصابات حقيقية يتم تجنيدها في الأحياء من قبل من لديهم إمكانيات لذلك".

وكانت أكثر من 10 سيارات بيك آب تتمركز في دكار، السبت، أمام مقر الحزب الرئاسي، التحالف من أجل الجمهورية.

وتوافد عشرات الشبان إلى المبنى لتلقي أموال. وقال اثنان منهم إنهما حصلا على أموال لمنع المتظاهرين من التخريب لكنهما أكدا أنهما ليسا مسلحين.

وقالت سميرة داود المديرة الإقليمية لمنظمة العفو الدولية إن المنظمة غير الحكومية تسعى إلى التحقق من مقاطع فيديو كثيرة تظهر أفراداً مسلحين بملابس مدنية. واضافت أن "هؤلاء يتحركون دائماً إلى جانب قوات الأمن أو أمام أعينها". وتابعت أن هؤلاء المسلحين يتنقلون بأنواع السيارات نفسها المتوقفة أمام مقر الحزب الرئاسي ودعت إلى إجراء تحقيقات لأن "شبكة المسؤوليات يجب أن تحدد بوضوح".

أعلنت الحكومة السنغالية، الأربعاء، فتح "تحقيقات قضائية فورية" في "أعمال العنف غير المسبوقة" التي شهدتها البلاد بعد الحكم على المعارض عثمان سونكو وسقط خلالها 16 قتيلاً على الأقل الأسبوع الماضي.

وقال بيان نشر بعد اجتماع للحكومة إن هذه التحقيقات تهدف إلى "كشف المسؤوليات المتعلقة بهذه الأحداث" التي وقعت بين الأول والثالث من يونيو (حزيران)في دكار ومناطق أخرى بعد إدانة سونكو في إطار فضيحة جنسية.

وكانت الحكومة قد أعلنت عن تحقيقات بعد صدامات مارس (آذار)2021 المتعلقة بسونكو أيضاً وقتل خلالها 12 شخصاً.

ويقول المدافعون عن حقوق الإنسان إنهم ينتظرون نتائج التحقيق حتى الآن.