لاجئون سودانيون فروا من العنف في إقليم دارفور (رويترز)
لاجئون سودانيون فروا من العنف في إقليم دارفور (رويترز)
الخميس 8 يونيو 2023 / 15:17

اشتباكات دارفور تُعقّد المشهد السوداني

على الرغم من اتفاقيات السلام العديدة في إقليم دارفور السوداني، فإن الصراع مستمر في هذا الإقليم الواقع غرب البلاد.

كبوشي: خلفيات الصراع في دافور اقتصادية واجتماعية

كبوشي: غياب الدولة يؤجج الصراع في دارفور

وسرعان ما امتد العنف إلى دارفور، بعدما اندلعت المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في وقت سابق من شهر أبريل (نيسان) في الخرطوم.
ليست الحرب فقط من تقض مضاجع السودانيين هناك، بل ما يرافقها من أعمال نهب وسلب وهجمات انتقامية عرقية واشتباكات بين الجيش والدعم السريع في مراكز تجمعات سكانية في أنحاء بالمنطقة التي تشتهر بالزراعة، ويسكنها البدو.
إلى ذلك لم تفلح جهود الوساطة المحلية في تهدئة الصراع الدائر، إذ استمر القصف والنهب في مدينة الجنينة، ما أشعر سكان دارفور بالخوف من انفجار كبير آخر للحرب.

ما أسباب الاشتباكات؟

حول أسباب هذه الاشتباكات ومآلاتها وهل هي مرتبطة بالخصومات السياسية، أجرى 24 اتصالاً هاتفياً مع الباحث المتخصص في الشأن الأفريقي إبراهيم حامد كبوشي، الذي قال إن خلفيات هذا الصراع قائمة على أبعاد اقتصادية وأخرى اجتماعية، فمن ناحية البعد الاقتصادي يلعب تناقض المصالح بين القبائل العربية القائمة على الرعي والأخرى القائمة على الزراعة دوراً في الصراع، وخاصة في ظل تناقص هطول الأمطار، واتجاه القبائل المعتمدة على الزراعة إلى الرعي، ما يدفع القبائل الأخرى للدفاع عن مصالحها.

أما البعد الآخر الاجتماعي يتمثل في التمايز المجتمعي بين العرب والأفارقة، والمشكلة الأكبر أن الخرطوم لم تلعب دوراً في إخماد هذه الفتن والصراعات بل حاولت في عهد نظام الرئيس المخلوع عمر البشير تأجيج هذه الصراعات لإبقاء مواطني دارفور منقسمين فيما بينهم، وإبعادهم عما يحدث في العاصمة.
يضيف الباحث كبوشي أن نظام البشير هو أول من بدأ بتوظيف هذه الصراعات سياسياً، وفي كثير من الأحيان كان يتدخل للحفاظ على استمراريتها، كل ذلك بهدف التغطية على فشله في إدارة البلاد والفساد الذي يعتري مفاصل الحكم، كما أن القوى السياسية جميعها لعبت دوراً في وصول الأمور إلى ما هي عليه في دارفور.

القادم أسوأ

يؤكد الباحث المتخصص في الشأن الأفريقي أن هناك مشكلة كبيرة في السودان فيما يتعلق بالمشاركة في الحياة السياسية، وكيفية تقاسم الموارد بين المكونات السودانية كافة، وهذا بدوره يؤثر على الوضع الإثني في إقليم دارفور (عرب، أفارقة)، وربما تتدحرج الأمور إلى حرب أهلية في الإقليم.
كما أن غياب الدولة بحسب الباحث كبوشي وانتشار الفوضى والسلاح المنفلت، إضافة إلى عدم وجود خدمات مدنية، يؤدي إلى نشوب الصراعات، وفي ظل غياب رؤية واضحة من القوى السياسية لطبيعة الصراع بين المكونات السودانية، فإن الأمور قد تذهب لما هو أبعد من مجرد صراعات عادية.