جلسة الحوار الوطني التي عقدت في القاهرة (أرشيفية)
جلسة الحوار الوطني التي عقدت في القاهرة (أرشيفية)
الخميس 8 يونيو 2023 / 16:28

تنظيم الإخوان الإرهابي يحاول التسلل من بوابة الحوار الوطني في مصر

قال المنسق العام لـ "الحوار الوطني" المصري، الدكتور ضياء رشوان، إن تنظيم الإخوان الإرهابي حاول الانضمام لجلسات الحوار الوطني، لكن السلطات المصرية رفضت مشاركته بشكل قطعي.

شرنوب: هناك رفض رسمي وشعبي للمصالحة مع تنظيم الإخوان الإرهابي

وقال رشوان إن تنظيم الإخوان الإرهابي حاول بكل السبل المشاركة في الحوار، والهجوم عليه بشكل عنيف قبل بدايته، مضيفاً أن التنظيم فوجئ بأن المشهد الافتتاحي للحوار في مايو (أيار) الماضي ضم جميع التيارات السياسية، وأن الحركة المدنية المشاركة في الحوار أكدت في بيانها في يوليو (تموز) الماضي عدم مشاركة كل من مارس العنف، وعلى رأسهم تنظيم الإخوان الإرهابي.
وبحسب مصدر مطلع فإن هناك أكثر من 8 محاولات سابقة منذ عزل تنظيم الإخوان الإرهابي عن السلطة بـ مصر في يوليو (تموز) 2013 لطرح فكرة المصالحة مع السلطات المصرية، لكنها تقابَل برفض من الدولة المصرية والمصريين.

رفض لمشاركة التنظيم الإرهابي 

وفي حوار لـ 24 مع الخبير في شؤون الإرهاب والتطرف الأستاذ عبد الجليل شرنوب، يقول إن "الحوار الوطني" ولد في مصر قبل أكثر من عام في أجواء مأزومة على مستويات عدة، مستهدفاً حلحلة الجمود الذي يعتري الحياة السياسية المصرية منذ قرابة الـ 10 سنوات.
وأضاف: "منذ انطلاق فكرته كان الحوار محكوماً بضابط أساسي هو استثناء كل من تورط في أعمال إرهاب وتدمير ودم، وهو استثناء بديهي المَنبت ومباشر الإشارة إلى تنظيم الإخوان الإرهابي وكل من تحالف معه، خاصة مع علنية موقف التنظيم وجهاز فتواه في استهداف الدولة المصرية رموزاً ومؤسسات ومقدرات عبر (نداء الكنانة) التخريبي الذي أصدره الكيان التنظيمي الدولي المعروف باسم (الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين)، والذي أُعلن فيه قبل سبع سنوات جواز استخدام العنف ضد مكونات الواقع المصري، وهو بالإضافة إلى غيره من مواقف تحريضية معلنة لقيادات تنظيمية وأفراد وكيانات تابعة تفرض حالة من الرفض المنطقي لإشراك ممثلين عن التنظيم في "الحوار الوطني" أو غيره من فعاليات تسعى لوضع تصورات تطوير البناء الوطني، في مواجهة الساعين لهدمه والذين من غير المتصور عقلاً أو منطقاً أو قانوناً أن يُسمح لمن يستهدفون الهدم المشاركة في حوار هدفه البناء .
وعما إذا كانت محاولة التنظيم الإرهابي المشاركة في الحوار الوطني مجرد مناورة سياسية أو دفع من جهات خارجية، يضيف الأستاذ شرنوب أن فتح قنوات اتصال مع الأنظمة الحاكمة هدف استراتيجي دائم يتصدر خطط تنظيم الإخوان الإرهابي منذ نشأته عام 1928 على يد حسن البنا وحتى الآن، وبالتالي لا وجه لأي دهشة أو استغراب من سعي التنظيم للمشاركة في الحوار مع الدولة المصرية، أو أي نظام مهما بلغت الخصومة بين التنظيم وبينه، وهذا الهدف العام المستمر مع كل خطط التنظيم غير منفصل عن توجهات دول الرعاية للتنظيم.

الحوار الوطني.. مدخل الإخوان للتسلل إلى مصر

ويقول الخبير في شؤون الإرهاب والتطرف إنه على الرغم مما يعلنه التنظيم بفرقه المتصارعة لقواعدهم من عدم اعترافهم بشرعية الدولة المصرية إلا إنهم على مستوى القيادة لا يسقطون هدف فتح قنوات اتصال مع الدولة المصرية عبر أي نافذة كانت، وقضية التسلل إلى مصر على المستوى القواعد قائمة فالمجتمع التنظيمي في مصر موجود وله امتداداته ودوائره، وبالتالي هذا واقع لا يمكن تجاوزه عبر إجراءات أمنية، كما لا يمكن اعتبار سجن القيادات وبعض القواعد هو قضاء على التنظيم الإرهابي، ومن المهم استيعاب أن قنوات التنظيم للتسلل للواقع المصري لا تقف عند حدود المشاركة أو عدمها في "الحوار الوطني".

رفض رسمي وشعبي للإخوان في مصر

ويؤكد شرنوب أن المصالحة مع الدولة المصرية كرة ثلج يتم دحرجتها منذ فشل خطة إسقاطها في 25 يناير 2016، والتي كان يطلق عليها (خطة المحاور الثلاث)، وبفشلها تيقنت قيادة التنظيم الدولي أنه لا مسار أمامها إلا بدء زعزعة فكرة رفض الاعتراف بشرعية الدولة، وبالتالي كان لابد من بدء دحرجة فكرة المصالحة ليتغير موقف القواعد من رفض علني للدولة وإدارتها إلى قبول معلن بها من باب التُقية، فيما يظل الرفض محله القلوب وترجماته العملية في خطط الحفاظ على بقاء التنظيم الإرهابي وخلخلة طويلة الأمد لقواعد الدولة.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دعا خلال حفل إفطار رمضاني في أبريل (نيسان) 2022، لإجراء حوار وطني حول مختلف القضايا، يضم جميع الفصائل السياسية باستثناء واحد، في إشارة إلى تنظيم الإخوان الإرهابي.