صورة جوية لمنشأة تجسس روسية قرب هافانا أغلقت في 2001 (أرشيف)
صورة جوية لمنشأة تجسس روسية قرب هافانا أغلقت في 2001 (أرشيف)
الخميس 8 يونيو 2023 / 19:47

وول ستريت جورنال: الصين تقيم قاعدة تجسس على أمريكا في كوبا

توصلت الصين وكوبا إلى اتفاق سري على إقامة منشأة تنصت إلكتروني في الجزيرة، في تحد جيوسياسي جديد من بكين لواشنطن، وفق مسؤولين أمريكيين مطلعين على معلومات استخباراتية سرية للغاية.     توصلت الصين وكوبا إلى اتفاق سري يتعلق بمنشأة تنصت إلكتروني في الجزيرة، في تحد جيوسياسي جديد صاخب من بكين لواشنطن، وفقًا لمسؤولين أمريكيين مطلعين على معلومات استخباراتية سرية للغاية.

أثار كشف الموقع المنتظر، قلق إدارة بايدن بسبب قرب كوبا من البر الرئيسي للولايات المتحدة.

وأوردت "وول ستريت جورنال" أن منشأة التنصت في كوبا، على بعد حوالي 100 ميل من فلوريدا،  ستتيح التقاط الاتصالات الإلكترونية في جميع أنحاء جنوب شرق الولايات المتحدة، حيث العديد من القواعد العسكرية، ومراقبة حركة السفن الأمريكية.

وأفاد مسؤولون مطلعون بأن الصين وافقت على دفع مليارات الدولارات لكوبا، التي تعاني من ضائقة مالية، لببناء محطة التنصت، وأن البلدين توصلا إلى اتفاق من حيث المبدأ.

وأثار كشف الموقع المنتظر، قلق إدارة بايدن بسبب قرب كوبا من البر الرئيسي للولايات المتحدة. وتعتبر واشنطن بكين أهم منافس اقتصادي وعسكري لها، ويمكن أن تشكل القاعدة الصينية ذات القدرات العسكرية والاستخباراتية المتقدمة في الفناء الخلفي للولايات المتحدة، تهديداً جديداً وغير مسبوق.

وعلق المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، قائلاً: "ندرك جيداً جهود الصين  للاستثمار في البنية التحتية حول العالم التي قد تكون لها أغراض عسكرية، بما فيها في هذا النصف من الكرة الأرضية، نحن نراقبها عن كثب، ونتخذ خطوات لمواجهتها، ونبقى على ثقة بأننا قادرون على الوفاء بجميع التزاماتنا الأمنية في الداخل، وفي المنطقة، وحول العالم."


ووصف المسؤولون الأمريكيون المعلومات الاستخباراتية عن المنشأة المحتملة، والتي جمعت على ما يبدو في الأسابيع الماضية، بمقنعة. وقالوا إن القاعدة ستمكّن الصين مما يعرف في عالم التجسس بـ "سينتغ"، والتي يمكن أن تشمل مراقبة مجموعة من الاتصالات، بما فيها رسائل البريد الإلكتروني، والمكالمات الهاتفية، والبث عبر الأقمار الاصطناعية.


وقالت السفارة الصينية في واشنطن إن ليس لديها تعليق على هذه المعلومات. في لم ترد سفارة كوبا على طلب "وول ستريت جورنال" للتعليق.


ورفض المسؤولون الأمريكيون تقديم مزيد من التفاصيل عن الموقع المقترح لمحطة التنصت أو إذا بدأ البناء فعلاً، ولم يكن من الممكن تحديد ما يمكن أن تفعله إدارة بايدن، وإذا كانت ستتخذ أي إجراء، لوقف استكمال المنشأة.

بعد أزمة الصواريخ
 

تدخلت الولايات المتحدة سابقاً لمنع قوى أجنبية من بسط نفوذها في نصف الكرة الغربي، خاصة أثناء أزمة الصواريخ الكوبية في 1962. 

 

واقتربت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، من حافة حرب نووية، بعد أن نشر السوفيت صواريخ نووية في كوبا، ما دفع البحرية الأمريكية إلى فرض حصار على الجزيرة.

وبعد ذلك بأشهر، تراجع السوفيت وسحبوا الصواريخ، فيما أزالت واشنطن بهدوء صواريخ باليستية متوسطة المدى من تركيا اشتكى السوفيت من نصبها. 


وتتزامن المعلومات الاستخباراتية عن القاعدة الجديدة مع جهود إدارة بايدن لتحسين العلاقات بين الولايات المتحدة والصين بعد أشهر من التوتر ، إثر أزمة منطاد تجسس الصيني فوق الولايات المتحدة.


وأرسل الرئيس بايدن مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز سراً إلى بكين، وتحادث مستشار الأمن القومي جيك سوليفان مع مسؤول صيني كبير في فيينا. ولا يمكن تأكيد إذا كانت المحطة الصينية في كوباً من محاور تلك التبادلات.

وينتظر أن يسافر وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى بكين في وقت لاحق هذا الشهر وقد يلتقي الرئيس الصيني شي جين بينغ. وقال بايدن في مايو (أيار) إنه ينتظر تحسن العلاقات الأمريكية  الصينية رغم  التوترات الأخيرة.


ويرى محللون أن من المرجح أن تؤكد بكين أن القاعدة في كوبا لها ما يبررها بسبب الأنشطة العسكرية والاستخباراتية الأمريكية القريبة من الصين.
وتحلق الطائرات العسكرية الأمريكية فوق بحر جنوب الصين، وتشارك في المراقبة الإلكترونية. وتبيع الولايات المتحدة الأسلحة إلى تايوان التي تعتبرها بكين مقاطعة منشقة، وتنشر عدداً صغيراً من القوات هناك لتدريب جيشها، وتبحر سفن بحريتها عبر مضيق تايوان.

 تصعيد

ويقول غريغ سينغلتون، الزميل البارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إن منشأة التنصت في كوبا ستؤكد أن "الصين مستعدة لفعل الشيء نفسه في الفناء الخلفي لأمريكا". ويضيف "بناء هذه المنشأة يشير إلى مرحلة تصعيد جديدة في استراتيجية الدفاع الأوسع للصين. غيرت قواعد اللعبة بعض الشيء.اختيار كوبا هو أيضاً استفزاز متعمد".