مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون (أرشيف)
مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون (أرشيف)
الخميس 8 يونيو 2023 / 22:50

بولتون: بسبب ضعفه.. إيران تستغل عجز بايدن

24- طارق العليان

كتب جون بولتون، مستشار الأمن القومي في إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إن إيران تعمل على إزالة القيود السياسية والاقتصادية التي حشدتها الولايات المتحدة ضدها.

فوجئ بايدن بالاتفاق الذي توسطَت فيه الصين وعُمان بين السعودية وإيران، لاستئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة.

وأضاف بولتون في تحليل بـ "وول ستريت جورنال" "تزامنَ تنسيق طهران غير المسبوق مع محور بكين موسكو مع ازدراء الرئيس بايدن الواضح بالحلفاء البارزين في الشرق الأوسط، وهوسه بإحياء الاتفاق النووي في 2015 وتراخيه في تطبيق العقوبات"، مضيفاً "إننا  نواجه الآن إعادة تنظيم جيوستراتيجية واضطراباً في المنطقة، فضلاً عن المزيد من الإرهاب والانتشار النووي حول العالم".
 

غياب إرادة 

يرى بولتون أنه في غياب الإرادة الأمريكية ضد برنامج طهران النووي، تزيد احتمالات تصرف إسرائيل بشكل منفرد، وقال إن ردة فعل البيت الأبيض، التي توحي بتعاونٍ عسكري أوثق بين الولايات المتحدة وإسرائيل، تثير شكوك كثيرين في أن بايدن يحاول ببساطة التدخل في صنع القرار الإسرائيلي لمنع الهجوم على إيران، وليس لمساعدتها".
ويبقى البديل عن القوة هو الإطاحة بآيات الله، يقول بولتون، مشيراً إلى أنه منذ مقتل مهسا أميني في سبتمبر (أيلول) 2022، ارتفعت احتجاجات المعارضة وتجدد السخط الاقتصادي إلى مستويات قد تُهدّد النظام. ومع ذلك، اكتفت إدارة بايدن بدعم المعارضين ببعض الخطابات.

اضطراب في إيران

وشدد الكاتب على ضرورة تركيز واشنطن على أقل تقدير على الاضطراب التي يُرجح أن تتجلى في إيران عندما يموت المرشد الأعلى  علي خامنئي، 84 عاماً.
وأشار بولتون إلى أنه خلال ولاية بايدن، أصبحت مقاومة أمريكا لانتشار إيران وإرهابها عقيمة، مضيفاً "اقتنع الحلفاء الإقليميون بأن بايدن بصدد التخلي عنهم فعلياً ودعم أعدائهم مُتجاهلاً المخاوف من الاتفاق النووي الفاشل وتأثير إنهاء العقوبات".

إحياء الصفقة 

ولفت بولتون إلى أن الواقع الصعب لم يُجبر بايدن على إعادة ترتيب أوراقه. ورغم كل الأدلة، لا تزال إدارته تسعى إلى إحياء الصفقة الإيرانية، أو الاتفاق "الجزئي" الذي ربما يشمل الرهائن الذين تحتجزهم إيران، الذي يمكن أن يرفع الحظر عن مليارات الدولارات، ما يساعد على إبقاء الملالي في السلطة وتمويل إرهابهم المستمر وسعيهم للحصول على أسلحة نووية.
وتابع بولتون "من الواضح أن مفاوضي  بايدن تناسوا أن المال يُعوض، واقترحوا بكل أريحية السماح لإيران باستخدام الأصول غير المجمدة  لتقييمات الأمم المتحدة التي طال انتظارها أو مشتريات لقاحات ضد فيروس كورونا".
وانطلاقاً من ثقة إيران بأنها على وشك التحرر من ضغوط واشنطن، واصلت عرقلة شحنات النفط في الخليج العربي.
وتستعد إيران، حسب الكاتب، بالتنسيق مع روسيا لشن هجمات متزايدةعلى القوات الأمريكية في سوريا. وتعقد طهران الآمال على فرض الانسحاب الأمريكي النهائي وتفكيك التحالف المناهض لداعش، ومن ثم تمكين الرئيس بشار الأسد من استعادة السيطرة على المزيد من الأراضي السورية.
وفي الوقت عينه، يضيف بولتون، تستمر الأعمال الإرهابية ضد معارضي طهران خارج إيران. ومن المفارقات أن مع تراجع تركيز واشنطن على الإرهاب، أوصى برلمان الاتحاد الأوروبي بتصنيف فيلق الحرس الثوري الإيراني منظمةً إرهابية، في إشارةٍ إلى تصنيفه من إدارة ترامب في 2019.
ويستمر برنامج الأسلحة النووية الإيراني في إحباط جهود الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمراقبة أنشطتها. ولا تزال الأصول الحيوية في برامج إيران محظورة على الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما كانت دوماً، حسب بولتون.

نجاح صيني

والأسوأ من ذلك على المدى البعيد، في رأي الكاتب، نجاح مبادرات الصين الدبلوماسية في استغلال الانقسامات بين واشنطن وعواصم الشرق الأوسط.
وأضاف بولتون "فوجئ بايدن بالاتفاق الذي توسطَت فيه الصين وعُمان بين السعودية وإيران، لاستئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة. في حين أصبحت الإمارات وغيرها من دول المنطقة الآن أكثر انفتاحاً على روسيا والصين".
واختتم بولتون مقاله بالقول" "هذه التطورات التي تبدل المشهد السياسي تُنذر بفشلٍ استراتيجي وشيك لأمريكا وحلفائها البارزين. وبدل التصرف بناءً على تخمينات، وتقويض ضربة إسرائيلية مُحتملة للبرنامج النووي الإيراني، على البيت الأبيض أن يستعد لما سيحدث بعد رحيل خامنئي. إن انتظار نهايته قبل أن نبدأ التخطيط يمكن أن يضيع علينا الفرصة.لم يكن لإيران إلا مرشدان . وهذه هي فرصتنا لنضمن ألا يظهر مرشد  ثالث".