الرمز الذري وعلما الولايات المتحدة الأمريكية وإيران (رويترز)
الرمز الذري وعلما الولايات المتحدة الأمريكية وإيران (رويترز)
الجمعة 9 يونيو 2023 / 12:40

مفاوضات واشنطن وطهران.. ضعف أمريكي وتصعيد وشيك

نفت واشنطن وطهران قرب التوصل لاتفاق مؤقت بينهما بخصوص البرنامج النووي الإيراني، في ظل ضعف أدوات إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في ملفات عديدة، أبرزها الملف الإيراني، والتصعيد المتوقع قريباً بين الدولتين.

د. سليمان: إيران غير جدية في المفاوضات بشأن النووي

د. سليمان: إدارة بايدن لا تملك استراتيجية واضحة للتعامل مع إيران

جاء ذلك على الرغم من بعض التصريحات المتفائلة التي خرجت مؤخراً من قبل عدد من المسؤولين الإيرانيين حول قرب التوصل إلى اتفاق، فقد نفى متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، التقارير التي تحدثت عن قرب التوصل لاتفاق مؤقت يكبح جماح إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن بعثة إيران لدى الأمم المتحدة تشكيكها بتلك المعلومات، قائلة إن موقف إيران يتطابق مع قاله البيت الأبيض بهذا الخصوص.
في اتصال لـ 24 مع الباحث المتخصص في الشأن الإيراني الدكتور هاني سليمان، قال إن من أهم أسباب عدم التوصل لاتفاق بين واشنطن وطهران بخصوص النووي الإيراني أنه خلال الأشهر الأخيرة كان هناك شبه توتر في المفاوضات، التي كانت بشكل غير مباشر أي بوساطة أوروبية، حتى هذه الوساطة انتكست لعدم جدية إيران في المفاوضات وعدم الاتفاق بشأن الضمانات التي تريدها إيران من الولايات المتحدة.
ويضيف الدكتور سليمان أن الحرب الروسية – الأوكرانية ودعم إيران لروسيا بالطائرات المسيرة والاتفاق السعودي – الإيراني، الذي صدم واشنطن، إضافة إلى محاولة طهران التعامل بشكل منفرد مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كل تلك العوامل همّشت الدور الأمريكي بالنسبة لإيران، وبالتالي خلقت التحولات الإقليمية والعالمية فجوة كبيرة في وجهة نظر الطرفين بخصوص الاتفاق النووي.

واشنطن.. لا استراتيجية واضحة بخصوص إيران

ويشير الباحث المتخصص في الشأن الإيراني إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية لا توجد لديها استراتيجية واضحة للتعامل مع إيران، ولا سيما بخصوص تصريح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بخصوص أن بلاده تملك كافة الخيارات لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي، وبهذا الخصوص يقول لـ 24 إن هذا التصريح هو سياسي لا أكثر ولا أقل، إذ لا توجد أدوات أمريكية فاعلة على الأرض تمكن واشنطن من اتخاذ قرار استراتيجي لمواجهة إيران، لا سيما وأن إدارة بايدن، بحسب الدكتور سليمان، من أضعف الإدارات الأمريكية في التعامل مع كثير من الملفات منها أفغانستان وإيران وسوريا.
وينبه الباحث إلى نقطة بالغة الأهمية، وهي أن سلوك إيران في هذا الملف انعكاس لتعامل الإدارة الأمريكية معه، إذ استشعرت طهران ضعفاً في إدارة بايدن وأن هناك سقفاً لما يمكن أن تصل إليه هذه الإدارة في التعامل مع إيران، وبالتالي فإن الأخيرة لم تعبأ أبداً برد الفعل الأمريكي.
يختم الدكتور سليمان حديثه بالقول إنه يتوقع مزيداً من التصعيد بين البلدين، أقله في الخطاب الإعلامي، وأن التحولات الإقليمية والدولية ستفرض نفسها، فهناك تحالف قيد الإنشاء بين روسيا وآسيا الوسطى برعاية إيرانية، هذا التحالف يجري بعيداً عن الإدارة الأمريكية، لذا فإن ورقة ابتزاز الإقليم ومحيط إيران بها سقطت من يد واشنطن، ولم تعد تستطيع تحقيق مكاسب حقيقية، وسيكون هناك المزيد من التصعيد السياسي بين واشنطن وطهران.