شعار كوب 28 (أرشيف)
شعار كوب 28 (أرشيف)
الأحد 16 يوليو 2023 / 18:56

مؤتمر المناخ في الإمارات.. نسخة مختلفة بمقاييس استثنائية

الإمارات على موعد لاستضافة أهم مؤتمر عالمي للمناخ COP28 في عام 2023، وسوف يحمل هذا المؤتمر رسائل وطنية بالغة الأهمية، من أجل وضع التصور التنموي التصاعدي لدولتنا الغالية وصولاً لمئوية الإمارات 2071. وقد ارتأت قيادتنا الحكيمة أن العمل المناخي الفعال يمكنه خلق صناعات جديدة، ومهارات خلاقة، ونمو اقتصادي مستدام، وأنه يمثل جسرًا بين أقطار العالم.

هذه الثقافة البيئية كانت بمثابة ميثاق الشرف للإنسان الإماراتي

ولم يكن من قبيل الصّدفة أن تتبوأ الإمارات تلك المكانة العالمية؛ فقد استطاعت العبقرية القيادية الفريدة أن تخلق شعباً طموحاً واثقاً، يتميز بالإبداع والابتكار ويحافظ على جودة الحياة والمحافظة على البيئة، وأن توجد للمواطنين حياة رغيدة، وبيئة معطاءة مستدامة، تتجسد فيها أحلام وإنجازات وآمال الوطن.

وقد كشفت الرؤية االنيرة للأب المؤسس رجل الاتحاد الأول الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله ومسيرته الملهمة بجلاء عن عبقرية الإنسان العربي ابن الصحراء، فقد كان "بطل البيئة الأول".

وأشار وفد أجنبي على المؤسس الأول في بداية قيام الاتحاد أنه لا يمكن زراعة الصحراء، فقال لهم الشيخ زايد: "إذا كان هذا جوابكم دعونا نجرب متوكلين على الله"، فحقق بالعمل الجاد نتائج مبهرة، تم بموجبها إقرار حزمة التشريعات والقوانين والاستراتيجيات، حيث تم تشجير آلاف الهكتارات، وتحولت الرمال الصفراء إلى جنان خضراء، ونجح في مكافحة التصحر ووقف زحف الصحراء من خلال زراعة الأحزمة الخضراء والغابات بين الرمال، وفي أعماق الصحراء، إضافة إلى جهود الدولة في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة والاقتصاد الأخضر، وهذه الثقافة البيئية كانت بمثابة ميثاق الشرف للإنسان الإماراتي؛ من أجل الحفاظ على البيئة.

وتلك كانت الفكرة الملهمة التي تغلغلت في عقلية الإنسان الإماراتي، والتي صنعت للإمارات تاريخها المشرق، حتى نالت التقدير والإشادة من مختلف الجهات الدولية؛ لتغدو هذه القافة – الحفاظ على البيئة- واجهة حضارية لأمتنا العربية قاطبة، بل لمحيطنا الإقليمي، والاحتفاء بالثقافة الماضية هو أمر لا بد منه لترسيخ الأصالة في نفوس أبنائنا، ولإنتاج ثقافة حاضرة حالياً ومستقبلًا.

القفزات الهائلة التي نشهدها لم تأت إلا من خلال تبني حزمة من الإصلاحات والإنجازات الطموحة التي قدمتها في مجال الحفاظ على الموارد الطبيعية واستدامتها، الأمر الذي حقق للدولة ما يمكن تسميته (المعجزة الخضراء).. وهذه الإنجازات العظيمة بمثابة المسرِّع التاريخي نحو التغيير الصحيح.

عدا ذلك، لقد استثمرت دولة الإمارات في غضون السنوات الأخيرة ما يزيد عن 17 مليار دولار أمريكي في إقامة مشاريع للطاقة النظيفة في 70 دولة، مع التركيز بصورة خاصة على الدول النامية.

كلي ثقة بأن مؤتمر COP28 سيصبح ملتقى لقهر الصعوبات ومواجهة أكثر التحديات المناخية، وسيحدث نقلة نوعية كبرى لتسريع التقدم في العمل المناخي والوفاء بالالتزامات والتعهدات العالمية، حيث تحدد رؤية الإمارات خطتها للمسار نحو مؤتمر المناخ العالمي، وذلك بإجراء حوار شامل يضمن مشاركة واحتواء الأطراف، وتقديم حلول مبتكرة، بالإضافة إلى الاستفادة من الشراكات الرائدة.
وسيشهد هذا المؤتمر أول تقييم عالمي منذ اتفاقية باريس التاريخية لعام 2015 ومقدار التقدم الذي تم إحرازه في إطار المساعي المبذولة لخفض الانبعاثات الكربونية، وللإمارات أدوار أساسية في تنظيم وتشكيل الاستجابة العالمية للبيئة، وسيكون نسخة مغايرة عما سبقها لأنها أكثر واقعية وأكثر فاعلية وحزمة من المبادرات الخلاقة في صناعة المستقبل والتنمية والاقتصاد والمناخ.

إن نجاحنا في استضافة هذا المؤتمر سيعبّر-بإذن الله- عن انتصار الإرادة الإماراتيَّة، وترسيخ سمعة الدولة كدولة حديثة وعصرية ومتقدمة في كل المجالات الحيوية، وضمان مشاركة فعالة لأصحاب المصلحة والقطاعات الحكومية الأخرى في تحقيق أهداف المناخ، وسوف يؤكد الثقة الدولية والمصداقية التي تحظى بها السياسة الإماراتية النزيهة والحكيمة؛ لحماية الاستقرار بالازدهار، حيث لا حل لمن يريد العثور على مكانه وحماية مصالحه غير الانخراط في التقدم وصناعة الأيام الآتية، ولركوب القطار نحو المستقبل.